ادب وفن

علي الفواز باختصار جدا / علوان السلمان

علي الفواز.. الانسان.. الحضور الدائم.. الوجود والفعل المفجر للبرك الراكدة.. الساعي إلى التنوير الفكري جدلا عقليا..كونه مثقفا عضويا على حد تعبير غرامشي..
ـ فهو الصحفي بصريا وسمعيا عبر عموده وتحريره الصفحات الثقافية "ورقيا وفضائيا عبر برامجه الثقافية" المستفزة لذاكرة المتلقي كي يكون..
ـ علي الفواز الشاعر.. الشعرية عنده جزء لا يتجزء من تركيبته الفكرية واللسانية والشاهد الاول "مرايا سيدة المطر" بمقاطعها العشر التي ارتسمت عليها ومقطعا اخترقها وكان خاتمة لمقدمتها التي التزمت قافية عمود الشعر نظاما شكليا لبنائها:
أهفو اليك شفيف الروح ياطرقي واعتلى وجعي من زهوه القلق
ـ علي الفواز.. يلجأ الى تجسيد لحظات التوتر من خلال التناقض الموجود في الحقيقة الانسانية والواقع..
قالت لي..// انك رجل ابيض لا يعرف سحر المدن السوداء
رجل يهبط في لحظته الاولى///ويسلم بيت القلب// ويغرق في
نصف الموجة دون عناء
ـ اما في مراثيه.. فهو يعتمد لغة مباشرة لانها وسيلة لنقل الاحساس بالوجع..
وسيظل الوطن الابيض يحمل اسماء الاهل// ومراثي العائلة
امشي واكول وصلت// والكنطرة بعيدة
ـ علي الفواز في نصه الشعري تتسع دائرة الاخر بحضوره وان كان غائبا وتفتح لحظة الحزن لحظة فجاءتها على كل زمان ومكان..وهذا يعني انفتاح الذات على نفسها بشكل حقيقي مخترقا كل الحواجز وهو يتخذ من قول بول ايلوار درسا حين يقول "من العالم المفروض علينا ننشيء العالم الذي نحلم به".
ويستمر الشعر عند الفواز حضورا وغيابا لانه فن اللغة وفلسفة الكلام وحاجة وجودية وموقف ازاء حركة العالم تتأكد فيه ارادة الانسان من اجل التغيير للوصول الى المثال.. فلعبة الحلم عنده تأخذ بعدا وحيزا واسعا من خلال الخيال الذي يضرب في الزمن ويجعله يتوهج باتساع الحياة وتشعب مسالكها وتشظيها..لذا كان للمكان عنده أثره وفعله باعتباره الوعاء الذي تتحرك فيه القوى البشرية وتتفاعل معه فتستجيب له وتتأثر وتؤثر فيه.. ففي "مراثيه المكانية" النقدية يحقق الفواز هوية المكان الرئيسة كونه كيانا اجتماعيا يحتوي خلاصة التفاعل بين الانسان والمجتمع..هذا يعني ان الفواز من النقاد الذين امتلكوا مؤهل القارئ/ الناقد ..كونه يمتلك خزينا معرفيا اهله لان يحقق وجوده فعلا فاعلا من خلال منجزه النقدي التطبيقي فبزغ نجمه بفضله ومقالاته وطروحاته النقدية التي احتلت حيزها ..كونها نقودات عقلانية/ موضوعية تمتاز بالتكثيف والايجاز والتركيز.. فضلا عن مشاركاته الوجدانية المتأصلة للمنجز الابداعي..اذ انه يحاور النص فينقله من حالته السكونية الى حالته الحركية من اجل خلق حالة من التفاعل بينه وبين والمتلقي..لانه يعي ان النقد القيم هو النقد الذي يصبح نفسه ادبا عن طريق التدخل والتداخل والتأويل واستنطاق ما خلف الالفاظ ومن ثم الكشف عن القيم والرموز..
اخيرا وليس آخرا...الفواز في قراءاته النقدية وكتاباته الشعرية يكشف عن حيثيات النص الداخلية لتحقيق التواصل الجمالي..