ادب وفن

بطاقات قصيرة للعام الجديد (5) / مزهر بن مدلول

تلج تلج، عم بتشتي الدنيي تلج!
( الى النصير ابو دنيا )
في وسط المسافة ، بين ( ارموش ) و( زيتا ) ، سكنَ ( ابليس ) ، بيتهُ يتوسد مفارق الطرق ، وابوابهُ مفتوحة للسماسرة والمتآمرين! .
عندما وصلنا ، نحن الذين نسعى الى تدمير (التحالف الامبريالي الكومبرادوري الفاشستي)! ، نصحنا الدليل ان نستريح ، لكننا رفضنا النصيحة وقررنا حرق المراحل!.
بين القريتين ، سبع ساعات جبلية ، والطريق صاعدا ومهجورا ، وكانت ثيابنا مبللة ، وبطوننا خاوية، واجسادنا فقدت جلدها ، لكننا كنّا نغني :

تلج تلج
عم بتشتي الدنيي تلج
والنجمات حيراني
وزهور الطرقات برداني!....
بعد ان قطعنا نصف المسافة ، اشتدت الريح ، وقبل ان نصل بساعة ، هوت على رؤوسنا العاصفة، كلّ شيء انقلب على رأسه ، كما لو أنّ السماء ضربها زلزال! ، فبدأ الموت يغرز اظافره في اقدامنا كالمسامير المعقوفة ، يتسلل ببطئ الى الركبتين ويصعد الى الراس والعيون!.
تجمعنا حول صخرة قاومت عوامل الانقراض! ، فأضطرب البندول ، وفقدنا المفاتيح والعلامات ، عند ذاك ، وفي تلك اللحظة العجيبة ، تمنيت ان اتخلى عن قدميَّ ، اخلعهما واطمرهما بين حجرين!، وتمنيت ايضا ، لو اعلم : اية صورة تتأرجح امام عيني النصير ( ابو الزوز )؟ ، وما الذي يدندن به ( ابو حمدان ) عندما تغادر رأسه الذكريات؟ ، وماهي خلاصة تأملات (ابو اصطيف) السريالية ، وعذرا للاخرين.. وتلج تلج .. عم بتشتي الدنيي تلج!...
هذه هي المرة الاولى التي اموت فيها متجمدا!! ، تجربة جديدة من تجارب السفر الدامي! ، لم يبقَ امامنا الاّ ساعة وتسقط رؤوسنا في النوم الابدي ، لكنّ يقظة وشجاعة النصير ابو دنيا، دفعته الى ان يقتحم العاصفة، ويعود بالدليل قبل ان نصل الى اخر الزمان!.
تقدمنا القروي، جسدهُ يرتعش من الخوف والبرد، وفي رأسهِ سؤال: هل هؤلاء وحوش ناطقة .. ام ثوار .. ام قراصنة يبحثون عن كنز!؟.