ادب وفن

في المركز الثقافي البغدادي بالمتنبي ... رضا الظاهر حول "الاصلاح الثقافي"

طريق الشعب
على قاعة مصطفى جواد في المركز الثقافي البغدادي بشارع المتنبي نظمت جمعية المواطنة لحقوق الانسان، صباح السبت الماضي، فعالية حول "الاصلاح الثقافي" تحدث فيها الكاتب والباحث رضا الظاهر، وأدارها الناشط الحقوقي محمد السلامي.
في تقديمه الوجيز تحدث السلامي عن موضوعة "الاصلاح الثقافي"، داعياً الى توسيع مناقشتها، ومشيراً الى الأزمة الثقافية وسعي المثقفين وسائر المعنيين الى تأمين شروط حلها بما يضمن اعادة الاعتبار إلى الثقافة على المستويين التنويري والاجتماعي، وبما يحقق ازدهار الثقافة الوطنية وثمار الابداع وحقوق منتجيه.
وابتدأ الظاهر مداخلته حول "الاصلاح الثقافي" بالحديث عن دلالات التحول العاصف في الاطار الثقافي وملامح النهضة الثقافية الراهنة ومصائرها، مشيراً الى أن المجتمع لا يعاني الأزمات المستعصية والفساد والتخلف وغياب الأمن والخدمات وسوى ذلك من معضلات حسب، وانما يعاني أيضاً، مشكلة غياب أو تدني الوعي، الذي تراجع، على نحو مروع، في ظل الاستبداد والدكتاتورية والحصار والاحتلال وما بعده من نظام سياسي جوهره المحاصصة الطائفية والاثنية، وعواقب ذلك كله على الصعد المختلفة وبينها الصعيد الروحي.
واذ طرح الباحث الكثير من الأسئلة المرتبطة بالثقافة ودور المثقفين، أكد على أن من بين أهم سمات الحركة الاحتجاجية انخراط النخب الثقافية فيها بفاعلية واضحة، وتصدر المثقفين المشهد الاجتماعي.
وبعد أن شخص الظاهر سمات الأزمة الثقافية، وهي جزء من الأزمة الاجتماعية، قدم رؤيته لموضوعة الاصلاح الثقافي، مؤكداً على أن الاصلاح الثقافي يرتبط بقضايا عديدة تتمثل في ضرورة إعادة اعمار البني التحتية للثقافة، وتأمين شروط نهوض ثقافي وفق خطة ستراتيجية تعتمد الكفاءات والآليات السليمة، وتعزيز دور الدولة في هذه العملية، وتنمية الوعي الثقافي، وضمان حرية التعبير، والتنسيق بين منظمات المجتمع المدني الثقافية ومؤسسات الدولة المعنية.
وتحدث الظاهر عن الخطط والآليات والأطر ذات العلاقة بالثقافة والتنمية الثقافية، مؤكداً، من بين أمور أخرى، على ضرورة اجراء تغيير عميق وجوهري في مجال تخصيصات الموازنة العامة السنوية للأغراض الثقافية، واستكمال رسم واعتماد ستراتيجية ثقافية وطنية في بلدنا متعدد الثقافات ومتنوعها، واعادة النظر في وضع وزارة الثقافة على النحو الذي يوفر لها مستلزمات قيامها بدورها المنشود.
وأشار الباحث الى علاقة الاصلاح الثقافي والثقافة عموماً بالمؤسسات المعنية المختلفة وبينها التعليمية والأكاديمية والبحثية، والاتحادات والجمعيات والنقابات الثقافية، والمؤسسات الثقافية في الاقليم والمحافظات، فضلاً عن المنظمات غير الحكومية والمجالس والمنابر الأهلية، مؤكداً على أهمية الدور الذي يمارسه الاعلام في الميدان الثقافي.
وقد أسهم عدد من الحاضرين في النقاش، مشيرين الى ضرورة وجود رؤية واضحة للصراع بين الثقافات وآفاق تطوره، وأهمية رفع المستوى الثقافي للناس، وتوجيه عملية الاصلاح الثقافي نحو خلق البديل الثقافي المنشود، الذي يعزز التعددية الفكرية والثقافية، وتوسيع مشاركة المثقفين في الحركة الاجتماعية.