ادب وفن

(الثقافة الجديدة): القائد الشيوعي الكبير عزيز محمد (ابو سعود)... وداعا

بألم بالغ وحزن عميق تلقينا نبأ رحيل القائد الكبير عزيز محمد (أبو سعود)، السكرتير الاسبق للجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي، الوطني الصادق والأممي الاصيل والشخصية الوطنية والقومية والاجتماعية البارزة في العراق من شماله الى جنوبه ومن شرقه الى غربه.. وبرحيله ننحني تحية الوداع الواجبة لرفيق عزيز على القلب امتاز بطيبته وابتسامه الدائمة والدافئة حتى في اشد اللحظات صعوبة.
لقد منيت الحركة الوطنية وقوى اليسار والديمقراطية وكل محبي العدالة والسلم في بلادنا بخسارة واحد من رجال بلدنا الكبار، فقد توقف عن الخفقان قلب وطني صادق، وشيوعي عراقي وكردستاني راسخ المثل والمبادئ، ومناضل معروف قارع الانظمة القمعية والدكتاتورية في سبيل مصالح شعبنا الاساسية منذ انتمائه الى صفوف الحزب في أواسط الاربعينات وحتى لحظة رحيله الابدي. وعزاؤنا، في هذا المصاب الجلل، ان الفقيد الكبير ترك إرثا طيبا من المواقف الناصعة والذكريات الطيبة والسلوك الانساني الرفيع.
عاش (ابو سعود) حياة خصبة، فقد اقترنت مسيرته النضالية الطويلة بأهم محطات الحركة الديمقراطية واليسارية في العراق على امتداد سبعة عقود ونيف دفاعا عن قضايا الكادحين وفقراء الناس في المدينة والريف.. لذا كانت حياته على امتدادها الواسع درسا كبيرا يعيشها المناضل والإنسان كما يجب ان تعاش، عاش حياة خصبة بكل ما تحمله مخاطر واقتحامات وخطوب دفاعا عن حزبه وعن المثل والقيم الشيوعية، وعن جمال الوطن وبهاء الحزب وهو يقارع الظلم والطغيان من اجل "وطن حر وشعب سعيد".
ورغم كل الصعوبات والانكسارات على الصعيدين المحلي والعالمي لم يفقد (ابو سعود) الثقة بعراق ديمقراطي اتحادي وبالاشتراكية كخيار يمثل مستقبل البشرية الساعية الى عالم تسوده العدالة والحرية والمساواة، عالم خال من الحروب والعسف والاستغلال والاستقطاب الاجتماعي.
خالص التعازي لعائلة الرفيق العزيز ابي سعود ولرفاقه ورفيقاته من زاخو حتى الفاو ومن الانبار حتى خانقين.
ابو سعود ... وداعا، وسلاما على الوطن الجميل الذي أنجبك ولم يبارحك لحظة.. ستظل في القلب .. لن ننساك لأن الورد يعبق برائحة الحياة ولا يشيخ !
لأبي سعود مجد المناضل الكبير والقائد المرموق و الانسان.
هيئة تحرير مجلة (الثقافة الجديدة)
1/6/2017