ادب وفن

لطيف الراشد في بكالوريا النسيان / عبدالكريم العبيدي

متى تقتفي أثري، في مساحة ساعتي الصفراء
لتحيل حمامات الوقت إلى عوانس؟
* *
أنت تريد، وأنت حر، الاستغناء عن "ثوابات الخميس" التي لن تصلك غروبا، ملوِّحاً بولعك الملكي بغرام دود مقبرة النجف لتضاريس جسدك التي لفظتها خرائط رسمت قديما بريشة مخالب قطط ثملة، وسهت عنها رغبة "ابن بطوطة".
* *
لا زبائن لك الليلة، فهم يعرفون، كيف اشترتك الحياة من "قسم المعادة والمستهلكة"؟ ومتى عرضتك في "سوق هرج"؟ ولماذا ضاقت بك بوّابة مقهى حسن عجمي في غروبٍ نحس، لذلك عزفوا عن اقتنائك، فاتسعت لك بوابات الجحيم.
* *
ضع ندمك على انتظاري، كي أهبك إطلاق سراح مؤقت من قارورة التوجع في غسق كسول، وأتساءل ببلاهة عن سر اكتشاف النقمة لرأسي، وهي تردد دائما: متى ينتصر الشيب؟
* *
عم يتهامسون؟ أولئك الذين غدوا جوهرة في مؤخرة نسيان منشغلة بطلاء شفتيك العاقرتين بقليل من اليأس في لحظات تفتقر إلى العدالة؟
* *
متى أشتهي أنينك، في ظل صراخي الأقل حكمة؟ ولماذا، في كل مرة، تكون خارج عتمتي، يفوز الضوء بقليل من العناء على لمسة يدك؟
* *
عن أي ألم تصدح الخادمات المبللات بالنميمة الخائفة من زمجرة الزمرد، نزولا إلى جرذ ملكي في نجمة خماسية اللحن اعتلت قميصك "اللنكه"؟
* *
كيف يكون الفرق بين الدفء والدمعة واستذكار وجهك بلا ملامح؟ سؤال يتوسل الملل كي يفوز بطعم النسيان في مشهد فاشل؟
* *
لا شأن لي بك، أيها اللطيف بموتك، الراشد داخل علبة الجنون، فلماذا تهبني رغبة بالنواح على مشارف غصتي الهرمة؟
* *
ها أنا وأنت، بلا أسئلة أخيرا، فدعني أعيد إليك قميصك الذي أكرمتك البلاد به، في صفقة لا تحتفي بها إلا الغجريات اللائي هن في هرب مرير، خشية غضب مغول البلاد الجدد.
* *
ها أنت حي
هل أنا الميِّت؟
اتفقنا إذن!