ادب وفن

في أربيل .. تألق كرنفال (السلام والتآخي) الثقافي

أربيل ـ ثقافات:

اختتمت في مدينة أربيل ، الجمعة 25 تشرين الاول 2013، فعاليات كرنفال السلام والتآخي الذي أقامته دار الثقافة والنشر الكردية التابعة لوزارة الثقافة الاتحادية وتضمن فعاليات متنوعة بين الفن التشكيلي والفوتوغراف والغناء واللوحات الراقصة إضافة إلى القصائد الشعرية وغيرها من الفعاليات التي امتدت لثلاثة أيام على قاعة ميديا للفنون وسط أربيل.
وقال وكيل وزير الثقافة فوزي الأتروشي إن هذه المهرجانات وغيرها تأتي لترسيخ مبدأ لا حياة لثقافة النوع الواحد لأن المستقبل للتنوع الثقافي، مضيفاً ان كرنفال السلام والتآخي يأتي في سياق مشروع بغداد عاصمة الثقافة العربية 2013 الذي من شأنه إعادة العراق إلى تواصله الثقافي مع محيطة العربي.
وفي كلمته الافتتاحية رحب كنعان المفتي ممثل وزير الثقافة والشباب في حكومة الإقليم بجميع الحاضرين في كردستان مبيناً ان أربيل لها مدلولاتها لأنها المدينة التي تعيش فيها كل المكونات والطوائف العراقية.
من جهته قال مدير عام دائرة الثقافة والنشر الكردية د.شفيق المهدي انه لا احد يمكنه ان يمنع العاطفة بين العرب والكرد في العراق ونحن فرحون بقدر فرح إخواننا بأي مكسب ومنجز لإقليم كردستان، مناشداً الجميع ان يحرصوا على اللحمة بين مكونات الشعب العراقي.
وافتتحت فعاليات الكرنفال بمعرضين فوتوغرافي وتشكيلي ضخمين لمجموعة من الفنانين، منهم رنا الطائي ومنعم الحيالي وأحمد الزعيم وطارق حمزة وميسم ربيع الذين تنوعت لوحاتهم بين الطبيعة الممتدة على مساحة الجغرافية العراقية وتفاصيل الحياة اليومية والطبيعة الصامتة وغيرها من المواضيع إضافة إلى معرض الصور الفوتوغرافية التي وثقت جوانب عديدة من زوايا مختلفة ليوميات الفرد العراقي سواء في الجنوب أم الشمال، ومن أبرز المصورين المشاركين الرائد محمد عزيز الجاف وعلي اركادي .
وانتقل الجمهور إلى إيقاع سريع من الغناء والموسيقى المصاحبين لأداء فرقة الفنون الشعبية في أربيل وفرقة التراث الشعبي اللتين قدمتا عددا من اللوحات التي تروي قصصا تراثية غنائية وراقصة من الموروث الكردي القديم، في حين قدمت فرقة الجالغي البغدادي عددا كبيرا من المقطوعات والأغاني التراثية المشهورة.
وكانت القصائد تتغنى بحب الوطن وبكل مكوناته وطوائفه حيث تقدم الشاعر (إبراهيم الخياط) الجميع بإلقاء أول قصيدة في المهرجان الذي شهد قصائد أخرى للشعراء الكرد جوهر كرمانج واوات حسن أمين وشمال عقراوي وعيسى حسين وسروت رسول وشيلان محمد حسن وبيكس حمد وهفال السندي وجاسم غريب وعبدالهادي فنجان.
ثم حضر عميد الغناء العراقي ياس خضر فقوبل بعاصفة من التصفيق والهتافات من جمهور الحاضرين في لحظة صعوده إلى المسرح وتوقف عدة مرات للرد على تحية الجمهور وليستأنف بعدها روائعه الجميلة فغنى (تايبين) و(اعزاز) التي استبدل احد مقاطعها بالقول (اعزاز أهل كردستان) وكررها بتعداد أقسام العراق في حين كانت الصعوبة الأكبر في تأمين نزوله من المسرح بسبب حشد الجمهور الكبير الراغب بتحية الفنان والتقاط الصور التذكارية معه.
وأكد الفنان ياس خضر أنه من السباقين للمشاركة في أية فعالية تقيمها كردستان التي قال إنه يقصدها دائماً حين يريد الراحة والاستجمام لأنها متنفسه المفضل وهي عزيزة على قلبه.
وفي فعالياته الأخرى، شهد الكرنفال حضورا لافتا للمطربة الكردية (زويا) التي قدمت مجموعة من أغنياتها إضافة إلى مقطوعات متنوعة لفرقة ميزوبوتاميا بقيادة الفنان رائد العباسي.
واتفق أغلب جمهور الحاضرين على دور الثقافة بصورة عامة ودور مثل هذه الفعاليات على تمتين جسور التواصل بين مكونات الشعب الموحد وتعزيز تلاحمه بعيداً عن ضوضاء الساسة والمشاكل المرتبطة بهم حيث يرى حمه صديق وهو من أهالي سوران في أربيل انه حتى الحاضرين من الذين لا يتقنون اللغة العربية رددوا كلمات أغاني ياس خضر معه لأنهم حفظوها عن ظهر قلب في إشارة إلى ان الفن بكل تفرعاته يعد عابرا لاعتبارات اللغة والقومية والجغرافيا.