ادب وفن

تحولات طبيعية في بيئة القوانين الخريفية / مصطفى محمد غريب

بهدوءٍ يزحف صيف الغابةنحو خريف العتمة
هو قانونٌ يتراوح بين البدء وبين التحويل
فخريف الغابات دليلٌ للقانون من النفي إلى النفي إلى التجديد
تبكي الغابات على الصيف الآخذ بالشيخوخة
تبكي الدفء ونور الشمس الفضي،
وعصافيراً وطيوراً تتغرب نحو جنوبٍ أكثر دفئاً
تبكي الجو الوارم في تغيير الأوقات..
وطيورٌ أخرى تتآلف كي تنجو من برد شتاءٍ ثلجي
تقف الأشجار على خطٍ
ما بين التشكيل وبين التجريد
لوحاتٌ تتبادل فيها مخلوقات الغابة رايات الإظهار
ترفعها الريح بإصرار التغيير
لتبدل أثواب الأشجار
وتجرد منها لون الأغصان
تتغير مُلزمةً بالقانون..
أخضر داكنْ.. يتقرب للون الفاحم
اخضر فاتحْ.. يتداخل في اللون الأصفر
أزرق بحري.. يتموج كالأمواج البحرية
لونٌ خمري.. يتداخل في العنب المعصور
لونٌ زهري.. يتغزل بالريح
ألوانٌ ما بين الأصفر والأحمر والوردي
يتمحْور أكثرها
ليغطي في إصرارٍ كل طريق الغابة
ويغطي ارض الغابة
بالسجاد البني المنقوش بلونٍ أصفر
تبدو الغابة في رسمٍ زيتي تشكيلي
أخاذٌ يبهر عشاق البيئة
فيغطي وجه الغابة النحتية..
فالصيف الراحل تخطفه ضحكات خريف قادم
الأرض الرخوة مثل الإسفنج
إسفنجٌ يرشف ماء الأمطار
والنمل الأصفر والأسْوَد والناعم
يتغلغل في كل مكان
والأطيار الباهرة الألوان
تتنقل تبحث عن مأوى آخر
نقار الخشب المتحين فرصتهِ
يتفرد في صوت النقر على الأشجار
الريح تتشابك عنوةْ
تشتدّ وتهدأ لا مقياس إلى السرعة
فَتُعاقب أغصان الأشجار الصيفية
تجعلها يائسةً
أن تبقى أكثر من وقتٍ محسوب
والظلمةْ.. بدهاءٍ تتزامن في توسيع غطاء الليل.
..........
..........
في عمق الغابة الفوقية
يتبارى الكوخ الجبلي
بنوافذ مطلية باللون الأبيض
وستائر ذات اللون اللوزي
من داخله المسكون تشع شموع الباقين
أصوات هشيم النار ببطءٍ تتلظى في الموقد
تتعالى أصوات الحب
تتدفأ بالكلمات
تتغزل بالضحكات
تتغنج بالقبلات
وحنايا الأجساد المرهونة
في دفء الأيدي
وأغاني تحكي عن صدق الحب العذري..
أصواتٌ يسمعها نقار الخشب المتصنتْ
فيزيد النقر لكي يحفر بيتاً
يحميه من الريحْ.. ومن البرد الثلجي.
الأجساد المحمية في الكوخ النائي
تترنح في نشوة عاصفةٍ مخفية
تتهاوى في الدفء
تتلاحم مثل الكيمياء
أصوات الغابة في حزنٍ تنهي الفصل الحار
أي شتاء ثلجي بعد خريف العتمة
أي أغاني.. عن حبٍ عذري في جوٍ يتغير في لحظات
يتغير في ضوء مسافات العمر
10 / 10 /2013