ادب وفن

نصوص / نجم خطاوي

أقول عذرا

أقول عذرا للغزالة
خدشت فضاء مراعيها
لشجرة الورد
أهملت الجلوس
قبالة محراب قداحها
لنهري القديم
لم أفطن
لأنين موجاته الذابلة
أقول عذرا لامرأة
ربما أدرت الظهر يوما
لتراتيلها الصامتة
لروحي
التي حملتها المتاعب
لقدمي المتعبة
ملت السير
في الدروب الغريبة
للمدينة
ودعتها في ليلة غائمة
والسكاكين تمرغ قامتها
للغابة
لم أحسن
تعلم سر السكون فيها
للعصافير
تركتها هناك
نهبا لقطعان الكواسج
لأمي جنة الأرض
عذبتها كثيرا
ثم أودعتها البكاء والكمد
لقلبي الصغير
تركته نهبا للمصائب
وسط لهيب الفواجع
لغدي
المبرقع بضباب الفكرة
للأصدقاء البعيدين
غرقى في كآبة المكان
لسنواتي
أعيد كما ينبغي
ترتيب ثوانيها
للطريق
أكنس أدغاله
وأرمم حجارته
للقادم
أعد عدتي
خشية أن تزل قدمي

ثلج ونار

في درس العربية
قبل ثلاثين عاما
ضجر المعلم
فأنشدنا شعرا
(نصفي ثلج نصفي نار
لا النار دفأت الثلج
ولا الثلج أطفأ النار)
المعلم ضاعت أخباره
بين الحروب والدهاليز
والغرف الموصدة
والتلاميذ احتموا بالبحار
والمحيطات والمنافي
أتراها مفارقة عجيبة ...!!
أم قسمة سيئة الطالع ...!!
أن نردد نحن البقية
حروف القصيدة ..
كما المعلم
قبل ثلاثين عاما ؟؟

ليلك

وصيتي لك طفلتي الرائعة
تذكري دوما
حين يعلموك
حروف الأبجدية في الصف
أن الحاء
ليس فقط
بداية حرب و حزن
الحب والحرية
الحلم والحقول
أولها حرف حاء أيضا !!

وصايا سمكة لحفيدتها

عومي قرب القاع
وسط البحر
لاعبي الطحالب والجنيات
ولتكن أعشاب الاسفنج
مخدتك الدافئة
احذري الضفاف
فهناك تقيم جيوش القيامة
جيوش الصيادين والسنارات
جيوش الشباك الجنية
وحين المفاجأة
تموتين بالسكتة القلبية
أيتها الجميلة الزاهية الألوان
البهية النقية
إياك والغرور
وكثرة اللبط
والطبش والزعرنة
شباك الصياد
تشبه الماء
ليس لها لون
لا تبلعي العلق
قبل الشم
في جوف الطعم
تنام المقصلة..