ادب وفن

مها المحيسن .. طبيعة جميلة وفرح مهزوم / عامر عبود الشيخ علي

للطبيعة جمال واسع يحرك الإحساس تستلهم الفنانة التشكيلية مها المحيسن أعمالها من الطبيعة لتلون بها لوحتها حبيسة الإطار، لتنتفض بعيدا، تحاكي دواخلها لإبراز قيم إنسانية اختفت في لجة الصراعات الحياتية من حب وصدق، ولتمسك بفرح مهزوم بفرشاة اعتادت أن ترسم ما بداخلها، وللتعبير عن فنها.
المحيسن فنانة أردنية، تخرجت من معهد الفنون الجميلة في عمان، وعضو رابطة الفنانين التشكيليين الأردنيين وجمعية المصورين الاردنيين وجمعية البلقاء للفنون التشكيلية، ولها معارض شخصية عديدة منها: المركز الثقافي الملكي، عمان 1994/ جاليري وزارة الثقافة 2000/ شارع الثقافة عمان 2004/ الجمعية العلمية الأردنية عمان 2010/ ومعارض مشتركة منها في الصين، بنغلادش، الشارقة، الكويت، مصر، اليمن، السعودية، سوريا وكازاخستان.
التقيناها من خلال مشاركتها في ملتقى بغداد للفنون التشكيلية وسألناها أولا:

المشاهد لفنك يلاحظ تأثير الطبيعة في أعمالك فماذا تمثل لك تلك الطبيعة؟

الطبيعة بالنسبة لي هي أنا، عندما أحسست بالتناقضات بداخلي كنت أخرج إلى الطبيعة ولا أحب أن أبقى في مكاني وأحب أن أكون قريبة منها، هذا الارتباط الروحي بيننا جعلني أبحث فيها ووجدتها تحمل نفس الصفات المتناقضة في داخلي وهذا التناقض بمجموعه يشكل التكامل والتناغم، وتوصلت إلى أن التكامل يقود إلى النقائض، ومنها أخذت روح هذه الطبيعة وشكلها لأضع فيها داخلي، وبدأت أرسم طبيعتي أنا في إطار الطبيعة.

هل وصل الفن العربي إلى أبعد من مساحته؟

لم يصل الفن العربي إلى أبعد من مساحته لسببين الأول، الفنان لا يبحث عن ذاته ولا يعمل من أجل الفن، يقول بيكاسو إن أردت أن تصبح مشهوراً ابتعد عن الأضواء، لأن الفنان كلما ابتعد عن الأضواء سينهمك في عمله ويبدع، ومن ثم ستأتي الأضواء إليه، والسبب الآخر المجتمع والوضع الاقتصادي لأن الفنان لابد أن يكون مكتفيا ماديا ليحقق ما يريد ويبدع.

ما تأثير الربيع العربي على الفن التشكيلي؟

هناك أشخاص يدعون الفن ولكنهم ليسوا بفنانين بل هم تجار استغلوا الثورات العربية والانتفاضات ليصعدوا على ظهور الفن والثقافة لأغراض إعلامية كما في مصر وتونس والمغرب، وهؤلاء لم يكن لهم تأريخ في الفن والإبداع، ونحن كفنانين صورنا هذا الشيء واستفدنا منه لمساحة الحرية التي تحققت في ظل أهداف الثورة والربيع العربي الذي سهل اللقاء بين الفنانين لنستقي من أفكارنا ونشكلها في عملنا.

غالبا ما تكون الهموم والأوجاع سبب الإبداع هل لهمك تأثير على لوحاتك؟

نعم أنا أشعر أن حدود اللوحة والإطار هو عالمي الذي أتنفس من خلاله، واني ارسم الطبيعة لاعتقادي أنها الإنسان، الأم الأبدية الخالدة، كان إحساسي بالفرح كبيراً حين أخرج وأرى الطبيعة عند طفولتي، وعندما كبرت ورأيت قسوة الحياة والمجتمع ومحدودية المرأة وأمالنا الضائعة، ولم أجد الحب والصدق والفرح حين كبرت، أخذت ألوان الطبيعة لأرسم بها وأعبر عن فرحي المهزوم، فبدأت أرسم الكون الخاص بي على لوحاتي.
لنختم حديثنا عن انطباعك لملتقى بغداد للفنون التشكيلية؟

أنا أعتز كثيرا بهذا الملتقى وقد تحديت الكثير من المصاعب للحضور إلى هذا الملتقى للصورة غير الصحيحة التي رسمت عن بغداد، ولكن إيماني للمشاركة كان هو الدافع لحضوري لأني مطلعة على تأريخ وحضارة بغداد والإحساس العظيم بتلك الحضارة، وأنا سعيدة جدا بهذا الملتقى الفني الكبير الذي يلتقي فيه خيرة الفنانين من كل الدول.