مدارات

قيادة الحيدري و العبلي للحزب / ثمينة ناجي يوسف,نزار خالد

بعد انقلاب شباط قاد الشهيد محمد صالح العبلي المقاومة في منطقة الرصافة في بغداد في حي الاكراد طيلة ثلاثة ايام بعد الانقلاب. وتجول صبيحة يوم الانقلاب في انحاء بغداد واطلع بنفسه على سير المقاومة، وكان على صلة دائمة بسكرتير الحزب. وعند تراجع الحزب والتخلى عن المقاومة في شوارع بغداد وتنظيم الانسحاب.
ظل قادة الحزب الثلاثة «سلام عادل، جمال الحيدري، محمد صالح العبلي» يؤدون مهامهم الحزبية بنكران ذات، لاعادة ربط الخطوط التنظيمية وترتيب البيوت السرية للكوادر وتجديد الصلة باعضاء الحزب المنقطعين عن منظماتهم وتقييم الموقف السياسي بشكل جماعي ولعب ذلك دوراً هاماً في اعادة الثقة بالحزب والتقليل من صدمة نجاح الانقلاب وخسائر الحزب الكبيرة. وحسب الانقلابيون خلال الاسابيع الاولى من الانقلاب، الف حساب لعدم تمكنهم من اعتقال الرفاق الثلاثة، خاصة بعد تلمسهم وجود نشاط واضح لاعادة تنظيم الحزب وتضميد جراحه ولم شمله، لكن خيانة هادي هاشم، وما اعقبها من اعتقال سلام عادل وعدد كبير من كوادر الحزب اضعف تلك الجهود. استمر جمال الحيدري ومحمد صالح العبلي بقيادة الحزب بعد اعتقال سلام عادل يشاركهما في ذلك عبد الجبار وهبي (ابو سعيد) الذي كان مختفياً معهما في نفس البيت، فلقد استمروا بتحرير واصدار جريدة الحزب السرية «طريق الشعب» التي وزعت في بغداد ووصلت نسخ منها الى خارج العراق. وتضمن عدد الجريدة الاولى الصادر في اواسط حزيران 1963 بيان اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي الذي جاء فيه:
«يا ابناء شعبنا العراقي البطل...
لقد اغرقت عصابة 14 رمضان الفاشية التي جاءت الى الحكم بمساندة الاستعمار الامريكي وشركات النفط، وطننا العراقي الحبيب بالدماء والدموع. فذبحت الآلاف من ابناء شعبنا، واعدمت رمياً بالرصاص او تحت التعذيب البربري عشرات الابطال من خيرة قادة الحزب الشيوعي وصفوة ابناء الشعب العراقي من مدنيين وعسكريين، وزجت في السجون والمعتقلات بعشرات الالوف، ومارست كل انواع الهمجية كقلع العيون وهتك الاعراض واطلاق كلاب الحرس القومي المسعورة تنهش اجساد المناضلين، وقطعت ابواب العيش والرزق من عشرات الالوف، وشردت آلاف العوائل، واقامت في كل بيت مأتماً، وفي كل حي مناحة، فساد الارهاب وعمت المصيبة وارتفعت اسعار المواد المعيشية، وركدت الاسواق واستفحلت البطالة، وعم الخراب البلاد، وانعدم الأمن والاستقرار والطمأنينة. حدث كل ذلك في اربعة اشهر، وارتكب الانقلابيون الفاشيست جرائمهم باسم (العروبة والوحدة والحرية والاشتراكية). ان الجماهير العربية الأبية تتبرأ من هؤلاء المارقين القتلة مطايا الاهداف والمصالح الحربية والنفطية للاستعماريين الامريكان والانكليز وخدم الرجعية والاقطاع. لقد صمد شعبنا العراقي المجاهد وواصل نضاله بقيادة حزبنا الشيوعي الجرىء والامين وكل القوى والعناصر الديمقراطية والوطنية المخلصة في الوطن من اعالي ذرى كردستان الصامدة الى اقصى مدن وقرى الفرات والجنوب. ان شعبنا لم ولن يطأطيء رأسه بل يزداد اصراراً على الذود عن حريته وكرامته واستقلاله. وان حزبنا الشيوعي، حزب الشعب الكادح، لم يقهر، بل ان الذي حدث هو ان حكم المغامرين المأجورين الخونة هو الذي تضعضع وازداد ضعفاً وعزلة، وتأكد لكل مواطن ما قاله حزبنا في بيانه ضحى 8 شباط من ان الانقلابيين هم عملاء حقراء للاستعمار ومتآمرين حاقدين على الشعب، واعداء ألداء للجماهير العراقية وللشعوب العربية كلها، وللسلم في العالم.
ايها المواطنون الغيارى: واليوم تتوج عصابة 14 رمضان كل جرائمها باعلان الحرب البربرية المكشوفة على شعبنافي كردستان متحدية ارادتكم في حل ازمة كردستان سلمياً وديمقراطياً، وقد شرعت بقصف القرى والمدن الآمنة في محالة يائسة للقضاء على الفصائل المسلحة للقوى الوطنية والديمقراطية التي تضم الديمقراطيين والشيوعيين وابناء الشعب من عرب واكراد وابناء سائر قوميات البلاد من مدنيين وعسكريين الذي ارغموا على خوض النضال المسلح لمجابهة حكومة المتآمرين القائمة على الحديد والنار، التي داست كل حقوق وحرمات شعبنا العراقي وحقوق الشعب الكردي في الحكم الذاتي.
ــــــــــــــــ
عن كتاب «سلام عادل سيرة مناضل 2»