مدارات

تركيا.. عودة الاحتجاج إلى الشوارع

متابعة "طريق الشعب"
توفي صبي في الخامسة عشرة في مستشفى تركي بعد تسعة أشهر من ضربة بعبوة غاز مسيل للدموع في رأسه على يد الشرطة التركية خلال أحد الاحتجاجات، ما ادى إلى دخوله حالة غيبوبة. وكان الصبي، بيركن علوان في طريقه لشراء خبز في اسطنبول في حزيران الماضي، عندما أصيب.
وبوفاته يصل عدد ضحايا عمليات القمع الوحشي الذي مارسته اجهزة حكومة اردوغان الاسلامية المحافظة الى ثمانية أشخاص، اضافة الى 800 جريح ، نتيجة لقمع الاحتجاجات المناوئة للحكومة، والتي كانت قد بدأت في الصيف الماضي في حديقة غيزي في اسطنبول، ثم انتشرت في 67 مدينة تركية.
وفي الوقت الذي تجمعت فيه الحشود خارج المستشفى، اندلعت اشتباكات مع الشرطة.
وقالت أسرة الصبي على موقع تويتر للتواصل الاجتماعي إن ابنها توفي اول امس الثلاثاء في الساعة السابعة صباحا بحسب التوقيت المحلي. وقد أمضى في الغيبوبة 269 يوما.
وكان بيركن علوان في الرابعة عشرة عندما أصيب في رأسه في أوكميدان في ضواحي اسطنبول. وكان أحد الآلاف الذين أصيبوا خلال الاحتجاجات. ثم تدهورت حالته الصحية في الأسابيع الأخيرة، وقال الأطباء إن وزنه انخفض إلى 16 كيلوغراما فقط.
وعقب إعلان وفاة علوان ظهرت أمه خارج مستشفى أوكميدان وقالت: "ليس الله، وانما اردوغان هو الذي خطف ولدي"، وسرعان ما أحاط بها المعزون. وانتشر الخبر وردود الفعل على مواقع التواصل الاجتماعي في تركيا، وتجمع المحتجون. ووصلت شرطة مكافحة الشغب إلى المكان، وهاجم المحتجون إحدى مركباتها. ويقول الصحفيون الموجودون في الموقع إن الشرطة ردت بإطلاق رذاذ الفلفل الأسود على المحتشدين..
واتسعت التظاهرات ضد حكومة اردوغان الاستبدادية لتشمل عدة مدن تركية، منها اسطنبول، انقرة، ادنة، وانطاكيا.. وقد منعت الشرطة في اسطنبول، بواسطة خراطيم المياه، مئات المتظاهرين من دخول ساحة التقسيم مجددا. ونقل شهود عيان ان المتظاهرين رددوا هتافات منها: "جنب الى جنب ضد الفاشية".
ومن جانب آخر خفف اردوغان من تهديده باغلاق مواقع التواصل الاجتماعي مثل الفيس بووك واليوتوب في تركيا. وقال اوردوغان في تصريح لصحفية حكومية ان اعلان منع شامل لهذه المواقع غير مطروح، ولكنه سيكافح الاستخدام الخاطئ لشبكة الانترنيت.
وكان اردوغان قد اعلن في وقت سابق انه يريد حظر الفيس بوك واليوتيوب، بعد استمرار ظهور تسجيلات لمكالمات هاتفية حساسة، يطلب اردوغان في احداها من نجله اخفاء مبالغ مالية ضخمة، وفي ثانية يتدخل ابن رئيس الوزراء في صفقة تتعلق بسفن حربية، وكانت ملفات فضائح فساد قد عرضت امام القضاء في 17 كانون الاول الفائت، و ادت الى استقالة ثلاثة وزراء مهمين في حكومته، وطالت شخصيات اخرى مقربة من رئيس الوزراء بينهم نجله بلال. وقد ادت هذه المرافعات الى تفجر صراع علني على السلطة بين اوردوغان وحزبه من جهة، ورجل الدين المتشدد والمقيم في?الولايات لبمتحدة الامريكية فاتح كولن من جهة اخرى، والذي كان حتى الامس القريب الحليف الاساسي لاوردوغان. وقد اعتمد الاخير على انصار كولن ومنحهم مواقع مهمة في القضاء والاجهزة الامنية، واستعان بهم في صراعه مع المؤسسة العسكرية التقليدية، ولكنه عاد مؤخرا ليشن حملة واسعة لابعادهم عن القضاء ومؤسسات الامن وشملت الحملة 100 قاضي تقريبا، والمئات من العاملين في الاجهزة الامنية. وما زال الصراع بين جناحي الاسلام السياسي التركي مستمر حتى الان.
يذكر ان اوردوغان اعلن في مناسبات عدة بانه سيستقيل من منصبه، اذا هزم حزبه في انتخابات المجالس البلدية التي ستجري في نهاية الشهر الحالي.