مدارات

فعاليات متنوعة شهدتها النجف في مهرجان الشهيد سلام عادل

النجف – طريق الشعب
احتضنت مدينة النجف يومي الخميس والجمعة الماضيين احتفالية كبرى بالشهيد حسين احمد الرضي - سلام عادل، سكرتير الحزب الشيوعي العراقي، في ذكرى استشهاده الحادية والخمسين على يد الطغمة الفاشية في مثل هذا الشهر من سنة 1963 .

واقيمت الاحتفالية في مناسبة العيد الثمانين للحزب، الذي يحل في آخر ايام الشهر الجاري، وتضمنت عدة فعاليات القت اضواء على شخصية الشهيد وسيرته ونضاله وقيم البطولة والفداء والتضحية في سبيل الوطن والشعب والحزب , التي تجسدت فيها وفي مأثرة صمود البطولي بوجه جلاديه .
ففي عصر الخميس أفتتح الرفيق حميد مجيد موسى سكرتير اللجنة المركزية على احدى قاعات اتحاد الادباء والكتاب في النجف الأشرف , معرضا للصور الفوتوغرافية (35 صورة) للشهيد، توثق محطات من حياته ولقاءاته في الداخل والخارج، في اربعينات وخمسينات وستينات القرن الماضي . وكان الى جانبها في القاعة ذاتها معرض ضم عشر لوحات زيتية للفنان كاظم السيد علي، وعشر أخرى للفنانة حميدة عبد الرضا , وجناح خاص بالاعمال اليدوية .
بعدها انتقل الجميع الى القاعة الكبرى للاتحاد، حيث افتتحت ندوة عن سلام عادل الانسان والمناضل والمثقف. وقد ادار الندوة الدكتور باقر الكرباسي، وشارك في الحديث فيها الدكتور عدي حاتم المفرجي الأستاذ في جامعة كربلاء , الذي تناول الفكر السياسي والتأريخ النضالي للشهيد الخالد.
تحدث بعده الرفيق كاظم السيد علي , رئيس تحرير مجلة "الشرارة" النجفية , الذي استعرض المسيرة المجيدة للشهيد ومواهبه المتعددة، ليكمل الفنان الكبير سامي عبد الحميد من بعده اضاءة جوانب المسيرة الفنية للشهيد , الذي كان معلما له حين كان تلميذا في اربعينات القرن الماضي بمدينة الديوانية. وقدم بعده الرفيق علي عبد الكريم حسون , عرضا للأطاريح الجامعية التي كتبت عن تأريخ الحزب الشيوعي العراقي وعن سلام عادل، وتناول خصوصا رسالة الماجستير التي قدمتها الطالبة شيماء العامري سنة 2012 الى جامعة ذي قار تحت عنوان ( سلام عادل ودوره السياسي في العراق 1922 / 1963 ) ونالت بها شهادة الماجستير.
وشارك عدد من الحاضرين في تقديم مداخلات وملاحظات مختلفة، كان من ابرزها ما طرحه الرفيقان عبد الرزاق الصافي ومحمد جاسم اللبان.
وحضر الندوة الى جانب الرفيق حميد موسى وعدد من الرفاق القياديين في الحزب، ضيوف من وجوه النجف وشخصياتها، يتقدمهم النائب الاول لمحافظها المهندس عباس العلياوي والنائب الثاني المهندس طلال بلال وعضومجلس محافظة النجف ورئيس كتلة الاحرار فيه د. رزاق شريف

شارع الشهيد سلام عادل

وفي اليوم التالي، الجمعة، اقيم صباحا احتفال بافتتاح شارع الشهيد سلام عادل في مدبنة النجف، وهو احد الشوارع الهامة الذي اختارته بلدية قضاء النجف لاطلاق اسم الشهيد عليه. وقام الرفيق حميد مجيد موسى في الاحتفال برفع الستار عن لوحة ( شارع الشهيد حسين أحمد الموسوي - سلام عادل ) وسط الاهازيج الشعبية والتصفيق من جمهرة الحاضرين.
وأنتقل الجميع بعد ذلك الى قاعة غرفة التجارة في النجف الاشرف, حيث بدأت الفعالية الرئيسية الثانية للاحتفالية.
وقد غصت القاعة وممرات بناية غرفة التجارة بأبناء وبنات النجف، الذين شاركوا في الاحتفال وتابعوا وقائعه، فيما كانت تنقلها على الهواء اذاعة الغرفة (FM) في بث مباشر.
وافتتح الاحتفال واداره الكاتب احمد الموسوي، الذي قدم اولا لكلمة اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي , وقد ألقاها عضو المكتب السياسي الرفيق محمد جاسم اللبان (نصها على الصفحة الاخيرة). وبعدها قرأ كلمة الرفيق كريم احمد الداود بالمناسبة، والتي ارسلها الى الحفل مكتوبة بعد ان تعذر عليه الحضور من اربيل الى النجف.
وقدم الموسوي من ثم الشاعر المبدع موفق محمد، الذي قرأ قصيدته " في الطريق الى جنة سلام عادل" (ننشرها على الاخيرة ايضا). وجاء بعد ذلك دورالدكتور باقر الكرباسي فالقى كلمة اهالي النجف، التي ننشرها مع بقي الكلمات على هذه الصفحة. تلتها كلمة عائلة الشهيد ألقاها الدكتور جبار محمد رضا , فقصيدة الشاعر جعفر الشرقي المهداة للشهيد، واخيرا كلمة التيار السيد صالح السيد يوسف الحلو، مرشح "تحالف الجف الديمقراطي" الى انتخابات مجلس النواب.
وكان مسك الختام عرض لمسرحية "موت لم يكتمل" تأليف الكاتب سلام القريني واخراج حسين فالح وأداء فرقة تموز الكربلائية . حيث قدم فنانو كربلاء عرضا مؤثرا لصمود الشهيد أمام جلاوزته وجلاديه ، وللرفيقة الشامخة نرجس الصفار , زوجة الشهيد جمال الحيدري وأبنها فاضل الصفار , وهما يقفان ببطولة وشموخ في وجه فاشيست "الحرس القومي".

احب الجميع.. واحبه الجميع*

عام 1941 كنت احد طلبة دار المعلمين الريفية في بغداد وخلال العطلة الصيفية قمت بزيارة النجف وذلك من خلال احد الطلبة الذين يدرسون معي وهو من اهل النجف الاشرف (عزيز عبود الاسدي) وصادف ان خرجت تظاهرة من مدينة النجف للاحتجاج والتنديد بالاحتلال البريطاني للعراق بعد اسقاط حركة رشيد عالي الكيلاني عام 1941 وقد لفت نظري احد الشبان والذي كان يسير في مقدمة التظاهرة رافعاً العلم العراقي.
وبعد استفساري من معارفي عن ذلك الشاب قالوا لي ان اسمه حسين الرضي. وبذلك فقد طبق الرفيق الشهيد سلام عادل مقولة للرفيق فهد الخالد قبل ان يقولها بسنوات ألا وهي « كنت وطنياً قبل ان اكون شيوعياً وعندما اصبحت شيوعياً ازدادت مسؤوليتي الوطنية».
لقد كان الرفيق الكبير سلام عادل وطنياً بامتياز قبل انتمائه للحزب وعندما اصبح شيوعياً ازدادت تلك الوطنية، لذلك ترى انه بجهوده وتطلعاته وحرصه الكبير على وحدة الحركة الوطنية العراقية تشكلت جبهة الاتحاد الوطني عام 1957 التي كانت ثورة 1958 احدى ثمارها.
وبقدر حرص الشهيد سلام عادل على وحدة الحركة الوطنية العراقية كان حرصه اكبر على وحدة الحزب الشيوعي العراقي وصيانتها وقد تحقق ذلك من خلال مرونته العالية جدا وجهوده الكبيرة في ضم المنظمات التي كانت خارج الحزب «راية الشغيلة، النضال والعمل» الى صفوف الحزب.
لقد كان حريصاً جداً بتمسكه بالصراع الفكري الداخلي المبدئي وكان مرناً جدا مع رفاقه الذين يختلفون معه في الرأي ويحترم آراءهم وطروحاتهم وبنفس الوقت كان صارماً اتجاه الخروقات التنظيمية التي تخل بوحدة الحزب كونه كان يضع مبدأ وحدة الحزب فوق كل شيء.
لقد كان الرفيق الكبير الشهيد سلام عادل صديقاً صادقاً لحركة التحرر الوطني الكردستانية حيث تم صياغة حل القضية الكردية صياغة ماركسية- لينينية في الوثيقة التي صدرت عن الكونفرنس الثاني للحزب عام 1956 وكان للرفيق سلام عادل الدور البارز في هذه الصياغة، حيث تم التأكيد في تلك الوثيقة على حق الشعب الكردي بتقرير مصيره بنفسه وتكوين دولة الوطنية ووحدته القومية.
لقد كان الرفيق الشهيد سلام عادل متواضعاً وبسيطاً في حياته اليومية وعلاقاته مع رفاقه ومعارفه وديمقراطياً في تعاملاته مع الجميع بما في ذلك عائلته.
احب الجميع واحبه من التقاه ومن لم يلتق به.
باستشهاده على ايدي اعتى فاشية عرفها العراق الا وهي عصابات البعث المجرمة فقدنا قائداً شيوعياً كبيراً.
اننا نحن الشيوعيين العراقيين والكردستانيين نعاهد الرفيق الشهيد سلام عادل في السير على خطاه والتمثل باخلاقه الشيوعية العالية رافعين راية الحزب عالياً من اجل تحقيق وطن حر وشعب سعيد.

كريم احمد الداوود

ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* القيت بالنيابة