مدارات

تركيا.. قتيل في احتفالات نوروز والشرطة تهاجم مقر الشيوعي / رشيد غويلب

رفضت محكمة ديار بكر اطلاق سراح 91 من السياسيين والصحفيين والمدافعين عن حقوق الإنسان الأكراد، الذين يقبعون في المعتقل منذ عام 2009 . وكان محامي المجموعة التي اعتقلت يتهمة الانتماء الى اتحاد بلديات كردستان بموجب قانون مكافحة الارهاب، قد طالب باطلاق سراح موكليه بعد ان اصبح الحد الاعلى لفترة الاعتقال على ذمة التحقيق 5 سنوات، بموجب تعديل قانوني.
وعلى هذا الاساس جرى في الاسابيع الاخيرة اطلاق سراح العديد من ضباط الجيش، وقوميين اتراك سبق وان أدينوا بتهمة الانقلاب المزعوم والمعروف بـ" ايرجينيكون". وشملت عمليات اطلاق السراح فاشيون اعتقلوا متلبسين بقتل ثلاثة مبشرين مسيحيين.
ويبدوا ان التعديل القانوني لا يشمل المعتقلين الأكراد، وفق رؤية القضاء التركي. ويقول القضاة المسؤلون عن ملف القضية، ان احتمال انظمام المعتقلين الى "العصابات في الجبال". ويمكن ان ينتمي سياسيون مدنيون بضمنهم العديد من رؤساء واعضاء مجالس بلدية الى حزب العمال الكردستاني. ولهذا فان استمرار اعتقالهم "مبررا ومعقولا". وعلق على القرار عضو اللجنة المركزية لحزب العمال الكردستاني دوران كالكان ، ان كردستان تنتمي الى واقع آخر تطبق عليه قوانين اخرى.
ونظرا لرفض رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان الاستجابة لمطالب الجانب الكردي المتمثلة باطلاق سراح المعتقلين السياسين، و اجراء تعديل قانوني يسمح للاكراد التعلم باللغة الأم، وتطبيق الادارة الذاتية في كردستان، فان عملية السلام التي بدأت قبل عام باتت معلقة.
وقال القائد العسكري للتشكيلات المسلحة لحزب العمال الكردستاني مراد كارايلان، في تصريح لفضائية قريبة من حزبه "من الطبيعي لا يمكن الاستمرار في عملية السلام من جانب واحد". وحدد مراد مدة اقصاها الثلاثين من أذار المقبل، لكي تنفذ الحكومة التزاماتها. واكد بوضوح ان حزبه لا يعتبر حكومة حزب العدالة والتنمية شريك حوار بسبب رفضها "القيام بالخطوات الضرورية لإشاعة الديمقراطية". وكان زعيم حزب العمال الكردستاني عبد الله اوجلان قد دعا في عيد نوروز الفائت مقاتليه الى الانسحاب الى خارج الاراضي التركية، لفتح الطريق امام المفا?ضات لحل القضية الكردية. وتم في الخريف الفائت ايقاف عمليات الانسحاب البطيئة بسبب التهديدات العسكرية الحكومية، وقيام الجيش التركي باحتلال المواقع التي اخلاها المقاتلون الاكراد واقام محلها قواعد عسكرية جديدة.
وبإشعال النار على قمة جبل أررات، انطلقت الاثنين الماضي احتفالات نوروز لهذا العام، وستصل الاحتفالات ذروتها في مهرجان كبير تحضره الملايين ينظم الاثنين المقبل 21 اذار في مدينة ديار بكر. وخلال الاحتفالات السلمية التي بدأت في مدينة باتمان توفى احد المحتفلين، البالغ من العمر 30 عام، على اثر اصابته برصاص الشرطة التركية التي هاجمت الاحتفال في قصبة سرناك. وفي الوقت الذي حمل فيه تلفزيون موالي للاكراد الشرطة مسؤولية الجريمة، زعمت السلطات ان وفاة القتيل جاءت بسبب نيران صديقة اطلقت خلال الاحتفال.
وانتقدت المحكمة الاوربية لحقوق الانسان ظروف اعتقال عبد الله اوجلان زعيم حزب العمال الكردستاني، معتبرة اياها غير إنسانية. ويقضي اوجلان عقوبة بالسجن مدى الحياة، ووفق المحكمة الاوربية لا توجد مؤشرات على امكانية اطلاق سراحه. وتقول المحكمة ان هذا خرق للمادة الثالثة من الاتفاقية الاوربية لحقوق الانسان، التي تحظر التعذيب والتعامل غير الانساني. وكانت المخابرات التركية قد اختطفت اوجلان في عام 1999 في كينا، ووضع في سجن جزيرة إمرالي في بحر مرمرة، ويحرم منذ 2010 من اللقاء بمحاميه الخاص.

الشرطة التركية تداهم
مقر الحزب الشيوعي التركي

ومن جانب آخر اعلن الحزب الشيوعي التركي ان الشرطة التركية داهمت صباح الاثنين الفائت مقره في مدينة كاناكالي الواقعة في في أقصى غرب البلاد، والقت القبض على 11 من اعضائه. ويعود سبب المداهمة الى لافته علقت في احد شبابيك المقر كتب عليها " لا تخضع للدكتاتور والقتلة"، وكانت اللافتة تحية لرئيس الوزراء التركي، الذي حل ضيفا على المدينة ليلقي خطاب في تجمع انتحابي لحزبه، وكان ينبغي ان تمر مسيرة انصار اردوغان من امام بناية المقر. وبعد المداهمة علق متحدث باسم الحزب قائلا:"نكرر ببساطة ما كتب على اللافتة: سوف لن نخضع للدكتاتور والقتلة".