مدارات

صورة لسلام عادل..!/ ريسان الخزعلي

* حينما اخذوا ينهشون جسمه، كان ينطق بشجاعة، وحينما اوغلوا في النهش كان ينطق بشجاعةٍ أكبر.. لقد راعهم ذلك، لأنه نَطْقُ المناضل الصامد، العارف بأنه سيحيى في اجسادٍ أخرى تواصل النطق. وما كان الصمود اسطورياً..؟! وما كان لهم إلا ان يكملوا تقطيع الجسد الشريف، وقد ظنوا انهم قتلوه، وما عرفوا أنهم (استشهدوه) عليهم! وما كان له ان يموت، انه الشهيد الحي المستمر..!
* فكرتُ طويلا بطرائق استشهاد المناضلين، فلم أجد ما يوازي صورة استشهاد المناضل سلام عادل معنىً ودلالةً واستمراراً في الحضور النضالي. فقد كان الموت شهادة، والشهادة حياة، أنه الحياة/ الموت/ الحياة. وحينما يحرص المناضل على موته فانَّ الحياة ستوهب له من جديد: احرص على الموت توهب لك الحياة.
* ان كلمات النثر الباهتة هذه، لا تسع شهادة كشهادته، ولا بد ان يحضر الشعر، كي يمنحَ الشهادة شاعريةً، وقد حضر فعلا، وبالعراقي:

«إدينك.. سيّرن للغيم
كل إصبع نهر.. مگلوبي زت الماي..
فاضن بالبسمة إو خطّن مجرّه
إدينك بالنجم تلعب لعب واترتب الگمره
...
وأظن دارت شمس..،
بحزامك المهيوب ما تنجاس بالمرّه
والگص الشمس عميّان..
ما شاف الضوه، وإمسودن إبزغره
وانتَ ابكل حلم متعدي عالغفيان.. هاله إمن الصحو حمره
واچفوفك بيارغ تومي للتاريخ..
من حد الجبل للهور..
واتونس گلب زنجي رگص مذبوح بالبصره
...
واسرارك..
ولا جسهه اليريد إيجيس..
ويه الروح مشدودات فد صَرّه
إهن كلشي وكلاشي امطرزات ابماي مو ببره..!
...،
إو ليهسه خيالك يخطف اعله الروح گبل العين،
وايلوّن الشوارع كاغد النشره..!»