مدارات

"سوات" وصلت ملعب كربلاء متأخرة وأجهزت على المدرب ! / قاسم السنجري

لم يكن في بال مدرب نادي كربلاء، أو أي لاعب من النادي أن يكونوا ضحايا لقوات أمنية جاءت من أجل حمايتهم.
محمد عباس الذي أُدخل إلى غرفة العناية المركزية في مستشفى الحسين بكربلاء، لم يحسب ان تكون المباراة التي خسرها أمام نادي القوة الجوية، قد تتسبب بخسارة حياته على يد قوات "سوات" التي وصلت إلى الملعب قبل نهاية المباراة بقليل.
ويروي محمد ناصر، رئيس الهيئة الإدارية لنادي كربلاء، في حديث مع "طريق الشعب" أمس الثلاثاء، أنه "بعد انصراف جمهور المباراة، قمنا بتوديع وفد نادي القوة الجوية وبقينا في ساحة الملعب اللاعبين وهيئة النادي مع مشرف المباراة، وكانت الأمور طبيعية".
ويتابع ناصر، القول، إن "مشادة حدثت بين أحد اللاعبين والقوات المتواجدة في الملعب، تطورت إلى اعتداء على اللاعب من قبل عناصر سوات، الأمر الذي دعانا إلى التدخل لتخليص اللاعب من بين أيديهم، إلا أننا نلنا نصيبنا من الضرب المبرح، وكان أكثر المصابين ضررا هو السيد محمد عباس مدرب النادي، حيث تعرض إلى ضربات على الرأس أدت إلى كسور عميقة في الجمجمة، فضلا عن تعرض عدد من اللاعبين إلى كسور متفاوتة الشدة".
وحول الوضع الصحي لمدرب النادي، أوضح أن "تقارير الأطباء تؤكد وفاة السيد محمد عباس سريرياً، وأظهرت الفحوصات توقف الكليتين لديه، وهذا يعني انه يفقد فعالياته الحيوية بشكل تدريجي".
وعن استدعاء قوات أمنية معروفة باستخدامها العنف المفرط في واجباتها لحماية مباراة أمام حشد رياضي مدني، يبين رئيس الهيئة الإدارية لنادي كربلاء، أن "استدعاء قوات أمنية بهذا الحجم أو القوة ليس من تخصصنا، نحن فقط نقوم بإشعار قيادة عمليات كربلاء بوجود نشاط يتطلب توفير قدر من الحماية وهي تقوم باللازم، غير أننا لا نتدخل بنوع القوات أو حجمها".
من جانبه، يرى سعد سلوم، الناشط المدني، أن "مهمة القوات الأمنية هو التصدي للخارجين عن القانون، ولكن ان استخدمت هذه القوات ضد المدنين فهذا يعني أننا أمام كارثة منزلق خطير".
ويذهب سلوم بالقول إلى أن "هناك ثقافة طرأت على المشهد العراقي بعد العام 2003، ألا وهي ثقافة الإفلات من العقاب، وعلى اثر تفشي هذه الثقافة تكونت لدينا لائحة من الضحايا لها بداية وليس لها نهاية، ولكن لائحة الجناة تخلو من أي اسم".
ويضيف، ان "المشكلة الأكبر إننا نعرف الضحية ونعرف الجاني تماما، ولكن لا نعاقبه، وأن الاستمرار بالاعتداء على المواطنين والمثقفين والصحفيين والرياضيين قد يتحول إلى تقليد، وهذا يعني أننا نكرس ثقافة الإفلات من العقاب، وبالتالي نعمل على إجهاض سيادة القانون".
ويلفت الناشط المدني إلى "إننا في بلد ليست في مرجعية واضحة، فيما يجب أن تكون سيادة القانون هي الفيصل في حل النزاعات، وإذا لم تتوافر هذه السيادة هذا يعني إننا نعيش في ظل حالة من الفوضى".
من جهته، يؤكد أمير الداغستاني، المنسق الإعلامي للاتحاد العراقي لكرة القدم، أن "القضية أخذت منحنى جنائيا، لأنها هناك إصابات عديدة وأخطرها إصابة مدرب نادي كربلاء محمد عباس الذي يعد متوفيا سريرا بحسب التقارير الطبية".
وكان الاتحاد العراقي المركزي لكرة القدم، قد ناشد أمس الثلاثاء، رئيس مجلس الوزراء نوري المالكي "لإرسال مدرب نادي كربلاء محمد عباس للعلاج خارج العراق" لسوء حالته الصحية، داعيا إياه إلى "فتح تحقيق" بشأن حادثة تعرضه إلى الضرب من قبل القوات الأمنية التي كانت متواجدة في ملعب كربلاء بعد نهاية مباراته أمام القوة الجوية.
ويلفت الداغستاني في حديثه مع "طريق الشعب" أمس، إلى أن "اتحاد الكرة عبر عن استنكاره الشديد لهذا الاعتداء السافر، وطالب بإحالة الجناة إلى القضاء لينالوا الجزاء العادل".
من جانبها، أعلنت وزارة الداخلية، تشكيل لجنة تحقيقية عليا لـ"كشف ملابسات" تعرض مدرب نادي كربلاء محمد عباس إلى جروح بليغة نتيجة تعرضه للضرب خلال مباراة ناديه مع القوة الجوية الاحد الماضي، وبينت أن اللجنة عازمة على إكمال التحقيق مع جميع الأطراف المعنية بالحادث، فيما توعدت بمحاسبة المقصرين بـ"شدة".
وقال الناطق باسم وزارة الداخلية، سعد معن، في بيان تسلمت "طريق الشعب" نسخة منه امس، إن "الوكيل الأقدم لوزارة الداخلية عدنان الأسدي أمر بتشكيل لجنة تحقيقية عليا للتحقيق في كشف ملابسات حادثة مباراة ناديي القوة الجوية وكربلاء ضمن دوري النخبة العراقي لكرة القدم والتي أدت إلى تعرض مدرب فريق كربلاء محمد عباس إلى جروح بليغة".
وأضاف معن أن "اللجنة تعكف الآن على إكمال التحقيق مع كل الأطراف المعنية بالحادث"، متوعدا "بمحاسبة المقصرين بشدة وفق أحكام القانون".