ثورة العشرين جسدت شجاعة العراقيين ووحدتهم بكل أطيافهم / خضير العزاوي

التفاصيل: نشر بتاريخ الأحد, 30 حزيران/يونيو 2013 07:31

في الثلاثين من شهر حزيران تمر الذكرى الرابعة والتسعين لثورة العشرين المجيدة . هذه الثورة التي سطر فيها العراقيون الشجعان اروع البطولات في القرن العشرين . التي دكت صرح بريطانيا العظمى والتي كانت بحق ثورة عراقية عظيمة امتدت من جنوب العراق الى شماله شارك فيها كل ابناء العراق ومن كل اطيافه ومذاهبه حيث انها ثورة وطنية بحق بالرغم من عدم تكافوء الفرص بين الجيش البريطاني المحتل والثوار من ابناء الشعب العراقي العظيم حيث كانت بريطانية متفوقة من الناحية العسكرية والاسلحة المتنوعة والخبرة التي لم يمتلك الشعب العراقي منها ولكنها اعطت درسا للانكليز المحتلين وبرهانا بان العراقيين لايصبرون على ضيم ولا يقبلون ان يخضعوا لكل انواع الاحتلال تواقين لبناء بلدهم على اسس سليمة وقوية؛ بلدهم العراق الذي يستحق كل التضحية والفداء .
لقد انطلقت الثورة من منطقة الرارنجية في قضاء الرميثة بمحافظة المثنى شاركت فيها عشائر بني حجيم والضوالم والعشائر العربية الاخرى بالهجوم على الجيش البريطاني وسكة حديد بغداد البصرة وكبدوهم خسائر فادحة بالاموال والمعدات ثم امتدت الى النجف الاشرف ليشارك فيها رجال الدين وعشائر ال فتلة بقيادة الشيخ عبد الواحد ال سكر وعشائر ال شبل والحميدات وقد لعب رجال الدين في النجف الاشرف وكربلاء دورا بارزا لدعم الثورة وحث العر اقيين على المشاركة بها بكل الوسائل واصدروا الفتاوى العديدة وقد برز من ابناء النجف شخصيات عديدة ومنهم شعلان ابو الجون كما قامت السلطات البريطانية باعتقال عدد منهم لكبح الثورة لكن الثورة امتدت الى الحلة لينهضوا ابنائها الشجعان بالهجوم على سراي الحكومة وقتل الحاكم البريطاني وفي بغداد كانت تعقد الاجتماعات من قبل الشخصيات الوطنية في جامع الحيدر خانة ومنهم جعفر ابو التمن ومحمد مهدي البصير وسامي خوندة وعلي البازركان ثم حضر الاجتماعات قادما من ديالى الشيخ حبيب الخيزران شيخ عشائر العزة حيث قام هؤلاء باصدار البيانات ومخاطبة الشخصيات الوطنية في المحافظات للمساهمة بالثورة بصورة مباشرة ودعمها بكل الوسائل. ثم امتدت الثورة الى ديالى حيث كانت تعقد الاجتماعات في دار الشيخ حبيب الخالصي في مدينة الخالص بحضور رؤساء عشائر ديالى لتدارس الموقف وسبل المساهمة لدعم الثورة حيث قاموا بجمع السلاح والاموال. وقد اعطي دورا مهما لذلك الى الشيخ حبيب الخيزران شيخ عشائر العزة والشيخ حميد الحسن شيخ بني تميم والشيخ مخيبر الكرخي واثناء تواجد الثوار في الخالص قامت الطائرات البريطانية بقصف دار الشيخ الخالصي وتهديمه وذلك بعد ان اطلق السيد محمد الصدر الذي جاء من بغداد الى مقر الثورة اطلاق على احدى الطائرات البريطانية ببندقية اخذها من احد الثوار مما تسبب بتهديم مقر الثورة في الخالص بعدها قام الشيخ حبيب الخيزران بجمع عدد من عشائره وتوجه بهم الى بعقوبة للهجوم على سراي الحكومة ولكن قبل ذلك دعى الحاكم البريطاني في بعقوبة شيوخ العشائر للاجتماع بهم وحثهم على عدم المشاركة في الثورة وتوعدهم باقصى العقوبات كما حاول اغراء الشيخ حبيب باعطائه اربعون الف روبية لمنعه من المشاركة في الثورة ولكنه رفض وقال ان العراق شرفي لا ابيع شرفي بحفنة نقود بعدها قام الشيخ حبيب باعتقال الحاكم الانكليزي متسر لويد ومرافقيه واقتياده الى مدينة دلي عباس من جانب اخر قام مخيبر الكرخي ومعه عدد من ابناء عشيرة الكرخية بالهجوم على سكة القطار الذاهبة الى خانقين وقطعها وذلك لمنع وصول امدادات عسكرية بريطاية من ايران وفي شهربان قام عدد من ابناء عشيرة المهدية بقيادة جاسم معيلو وعشائر بني تميم بالهجوم على سراي الحكومة وقتل الحاكم ركلي وحراسه واسر زوجته وفي خانقين قامت عشار الدلو والسورة مري والاركوازي بقلع سكة القطار لمنع دخول الجيش البريطاني القادم من ايران تساعدهم العشائر الكردية الاخرى وفي كفري قام ابراهيم خان الدلوي ومع العشائر الكردية بتايد الثورة والمساهمة بالثورة بصورة فعالة وهجوهم على سراي الحكومة وهنا تتجسد وحدة ابناء العراق عربا وكردا وتركمانا واقليات اخرى وذلك للدفاع عن العراق وحريته وكرامته وتحريره من الاحتلال البريطاني .
ان ثورة العشرين جائت ردا للشعب العراقي لرفض الاحتلال البريطاني وكل انواع الاحتلال وتطلع نحو الاستقلال والتحرر وبناء دولته على اسس حضارية وديمقراطية يتساوى فيها كل ابناء الشعب العراقي في الحقوق والواجبات ويعيشون شعبا واحد وبلد موحد لايتجزء ويحافضون على وحدة ارضيه دون تجزئة او اقاليم او فدراليات وان ابناء العراق قادرون على افشال كل المخططات الدخيلة الرامية الى تقسيمه وتفكيك وحدة ابنائه وهذا ما يحصل اليوم حيث ان الامريكان عندما احتلوا العراق 9/4/2003 وضعوا اسس للطائفية المقيتة والمحاصصة ودمروا كل شي في العراق من اجل مسح تاريخه الناصح وحضارته التي تمتد الى الاف السنين ولكن بهمة ابناء العراق الشجعان سيتبدل كل شيء ويرجع العراق الى تاريخه المجيد وحضارته بهمة ابنائه وتكاتفهم والابتعاد عن كل يضر ببلدهم انشاء الله.
الف تحية لثورة العشرين ورجالها الابطال الذين ضحوا بارواحهم في سبيل طرد الانكليز المحتلين من العراق والف الف تحية لابناء العراق اليوم الذين يعملون بكل جد من اجل بناء عراق حرق مزدهر عراق المحبة والسلام .