مدارات

المؤتمر الـ 36 للحزب الشيوعي النمساوي انهى اعماله في فيينا

فيينا – طريق الشعب

تحولت جلسة افتتاح المؤتمر الـ 36 للحزب الشيوعي النمساوي مطلع هذا الاسبوع في فيينا الى تظاهرة تضامن مع الشيوعيين والديمقراطيين العراقيين والشعب العراقي بأسره في المعركة المستعرة ضد قوى الارهاب، ممثلة بتنظيم داعش الظلامي، وتضامن مع مدينة كوباني (عين عرب) الكردية شمال سوريا وجماهيرها المقاومة الصامدة في وجه العدوان الداعشي.
وكان المؤتمر قد بدأ جلسته الافتتاحية صباح السبت بحضور قيادة الحزب يتصدرها الناطق باسمه (رئيسه) الرفيق ميركو ميسنر، والعديد من الضيوف ممثلي الاحزاب الشيوعية واليسارية في بلدان اوربا ومن خارجها، وبمشاركة 195 مندوبا يمثلون منظمات الحزب في محافظات البلاد بمدنها واريافها،
وركز الرفيق ميسنر في التقرير الضافي الذي قدمه الى المؤتمر على قضايا السلام في العالم، وشدد على وجوب تمسك النمسا بموقف الحياد الذي التزمته بعد الحرب العالمية الثانية ونأت بنفسها وفقا له عن الانضمام الى أي من المعسكرين المتصارعين الامبريالي والاشتراكي. واشار الى الازمة في اوكرانيا التي يهدد تفاقمها الامن والاستقرار في القارة الاوربية، وقال ان الصراع بخصوصها بين روسيا من جهة والولايات المتحدة والاتحاد الاوربي من جهة ثانية، انما هو صراع مصالح مجردة. وعبر عن خيبة امل الشيوعيين النمساويين لكون حكومة بلادهم تخلت عن موقف الحياد المذكور بانحيازها الى جانب الموقف الامريكي الاوربي الغربي في الموضوع الاوكراني. واعلن انهم سيبذلون قصارى جهودهم لاعادة الامور الى نصابها في هذا المجال والعودة بالنمسا الى حيادها التقليدي.
وأولى الرفيق ميسنر في التقريركذلك اهتماما فائقا للتطورات الخطيرة المتواصلة في العراق وسورية، ارتباطا بالحرب الدموية التي تشنها قوات داعش في البلدين، واكد تضامن الشيوعيين النمساويين مع ضحايا هذه الحرب ودعمهم الثابت لهم.
وتحدث في المؤتمر عدد محدود من الضيوف الاجانب. وتعبيرا عن التضامن مع من يواجهون عدوان داعش في العراق وسوريا، منحت رئاسة المؤتمر الاولوية في الحديث لممثل الحزب الشيوعي العراقي ولمتحدثة بلسان الكرد السوريين المدافعين عن كوباني.
وعبر الرفيق مفيد الجزائري، القيادي في الحزب الشيوعي العراقي في كلمته عن الامتنان العميق لتضامن الشيوعيين واليساريين الآخرين في النمسا مع الشعب العراقي في تصديه للهجمة الداعشية البربرية، ودعا الى مواصلته وتصعيده والتجاوب كذلك مع الحاجة الملحة جدا لاغاثة مئات آلاف النازحين بسبب عدوان داعش وجرائمها الوحشية ، الذين يعيشون في ظروف تزداد قسوة ولاإنسانية مع حلول موسم الشتاء والبرد والامطار. وقال ان هذا التضامن والدعم يمنحان المحاربين ضد قوى الارهاب الظلامية قوة اكبر وعزما اشد على مواصلة الكفاح حتى إلحاق الهزيمة بها، والقضاء عليها.
ونقل الى قيادة الحزب الشيبوعي النمساوي والمندوبين المحتشدين في المؤتمر تحيات قيادة الحزب الشيوعي العراقي، وتمنى للمؤتمر النجاح في مداولاته والتوصل الى خلاصات تعزز التطور الملحوظ في نشاط الشيوعيين النمساويين في الفترات الاخيرة، والذي انعكس في النتائج التي حققوها اخيرا في انتخابات البرلمان الاوربي.
واوضح الرفيق الجزائري في كلمته موقف الحزب الشيوعي العراقي من التطورات في البلاد، وتركيزه على خوض المعركة ضد داعش وتهيئة مستلزمات دحرها، وبذل اقصى الجهود للتخفيف من معاناة المواطنين النازحين. كذلك تشديده على تسريع تشكيل الحكومة العراقية وفق اسس الوحدة الوطنية الواسعة والبرنامج الوطني المتوازن، وعلى ضرورة عقد مؤتمر وطني للقوى المشاركة في العملية السياسية يضع الحلول للمشاكل العويصة التي تواجه البلاد ويفتح الطريق لبناء العراق الديمقراطي الاتحادي الموحد. كما اشار الى رفض الحزب مشاريع تقسيم العراق من منطلقات طائفية او غيرها، مؤكدا حق الشعب وحده ومن دون أي تدخل خارجي، في تقرير مصيره ومستقبله.وواصل المؤتمر اعماله طوال يوم السبت وناقش العديد من القضايا السياسية الداخلية والخارجية والمسائل الحزبية التنظيمية، التي تضمنها جدول عمله الحافل، واختتم النقاش بالموافقة على التقرير المقدم في شأنها من طرف المجلس التنفيذي للحزب. واستأنف المؤتمر اعماله يوم الاحد وبحث وصادق على العديد من مسودات القرارات والتوصيات، كما ركز على النقطة الهامة في ختام كل مؤتمر للحزب، وهي انتخاب قيادته الجديدة.
وقد اختار المندوبون في العملية الانتخابية اعضاء المجلس التنفيذي البالغ عددهم 36 ، نصفهم من النساء. وفي اول اجتماع للمجلس الجديد اعاد اعضاؤه انتخاب الرفيق ميركو ميسنر، وهو نمساوي من ابناء الاقلية السلوفينية، ناطقا باسم الحزب.