مدارات

ثورة 14 تموز عيد لكل العراقيين

بغداد – طريق الشعب
مع حلول الذكرى الـ 55 لثورة 14 تموز 1958، تصاعدت الدعوات المطالبة باستمرار اعتبار هذا الحدث المهم في تاريخ البلاد، يوماً وطنياً للعراق، وتضمينه في قانون المناسبات الوطنية المزمع تشريعه في مجلس النواب.
وكان ناشطون مدنيون قد أطلقوا حملة تواقيع نهاية العام الماضي، لتكريس يوم الثورة المجيدة عيداً وطنياً، ونجحوا في جمع آلاف التواقيع من المواطنين والشخصيات الوطنية المؤيدة لمطلبهم.
وفيما أعتبر احمد إبراهيم عضو المكتب التنفيذي للتيار الديمقراطي، يوم 14 تموز 1958، هو انعطافة تاريخية كبرى في حياة الشعب العراقي، قال إنه عيد لتأسيس الجمهورية العراقية، ولا يمكن اعتباره إلا عيداً وطنياً.
وقال إن كل جهة سياسية تريد أن تعود إلى مفصل تاريخي يخصها كطائفة أو قومية أو جماعة، في حين أن ثورة 14 تموز هو تاريخ لكل العراقيين دون استثناء، كما أنها ثورة حققت المساواة بين أبناء الشعب.
وأيدت الناشطة المدنية هناء أدور هذه المطالبة، وقالت إن ثورة 14 تموز هي بالفعل عيد وطني، لأنها ثورة غيرت مسار العراق نحو الأحسن بالنسبة إلى حياة الناس والى مستوى تطور البلاد، وفتحت أمام العراق آفاقا جديدة، بالرغم من أن النظام السياسي آنذاك لم يعش حال استقرار إلا فترة قصير بسبب المؤامرات التي تكالبت عليه.
الناقد ورئيس اتحاد أدباء وكتاب العراق فاضل ثامر، قال إن ثورة 14 تموز، بحق عيد وطني، لأنها ثورة جذرية في تاريخ العراق، ونقلة من مرحلة النظام الإقطاعي شبه الاستعماري إلى مرحلة التحرير الوطني وبناء الدولة الديمقراطية الحديثة.
وأضاف: من الغريب أن نجد أي معارضة لهذا المطلب الشعبي والجماهيري، قد نختلف في الكثير من المفاهيم والقضايا، لكن لا يمكن القبول بتبريرات الآراء التي لا تعتبر هذا التاريخ عيداً وطنياً. وأوضح أن الثورة قدمت العديد من المنجزات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، فقد ضمنت الثورة لأول مرة في تاريخ العراق حرية التعبير والفكر وحق إصدار الصحف والتجمع وتأسيس الأحزاب والحركات، كما استطاعت هذه الثورة أن تخلق مناخا ثقافيا واجتماعيا جديدا لحركة ثقافية جديدة.
من جانبها، طالب رابطة المرأة العراقية ايضاً، في بيان لها، باستمرار اعتبار ثورة الرابع عشر من تموز، عيداً وطنيا نحتفل به كدلالة لسيادتنا الوطنية ولاستقلالنا الحقيقي.
واعتبرت أن هذا التاريخ هو يوم الإجماع الوطني كما انه احدث قطعا في التاريخ العراقي بتحولنا من الملكية الى الجمهورية واحدث تغييرا في بنية تركيب المجتمع العراقي على اسس الحداثة والعدالة الاجتماعية، وهي الانطلاقة الحقيقية نحو بناء عراق مدني ديمقراطي التي يحق لنا ان نفتخر بها جيلا بعد جيل .
وحمل البيان الذي أطلق فيه الناشطون السياسيون والمدنيون دعوتهم لجعل ذكرى الثورة عيداً وطنياً، ووجهوه إلى رئاسات الجمهورية والوزراء والبرلمان، مجموعة مطالب أبرزها: تبني علم وشعار جمهورية 14 تموز علماً وشعاراً لجمهورية العراق لأنهما يحملان رموزاً ومعاني تاريخية تخص جميع مكونات الشعب العراقي، وبتصميم الفنان العراقي الخالد، جواد سليم. وإطلاق أسماء قادة الثورة على شوارع وجسور ومدارس وأماكن عامة في المدن العراقية.
ومن بين المطالب أيضاً: إنشاء متحف للزعيم عبد الكريم قاسم، تجمع فيه مقتنياته، وما قدمت له من هدايا وعينات ووثائق تخصه وتتعلق بدوره التاريخي في العراق. وإدخال مادة ثورة 14 تموز 1958 ضمن المناهج الدراسية في المدارس إلى جانب ثورة العشرين، وغيرها من مواقف نضالية لشعبنا في تاريخه الحديث.