مدارات

من تأريخ الكفاح المسلح لأنصار الحزب الشيوعي العراقي (1978- 1989 ) "10" / فيصل الفؤادي

التموين والمواد الغذائية
في بداية تأسيس القواعد كانت جميع الحاجيات والمواد الغذائية والتمؤينية تأتي من دول الجوار حيث كانت هذه القواعد قريبة من الحدود إلايرانية والتركية وتنقل بواسطة المهربين الى داخل الأراضي العراقية, فقد كانت أسواق يملكها مواطنين عراقيين أو إيرانيين أو أتراك حيث تباع مختلف الأرزاق والمواد المطلوبة، وكان يأتي من القرى القريبة للحدود الإيرانية حيث يتم الإتفاق بعد تصريف العملة العراقية الى التومان الايراني او الليرة التركية على شراء المواد من هذه الاسواق ويتم نقلها بواسطة الحيوانات ومرافقة المهربين أو عبر رفاقنا ونقلها على ظهور البغال إلى المقرات والمواد الغذائية الأساسية تتكون من :(الطحين والسكر والشاي والرز والفاصوليا والحمص والبصل والعدس والمعجون والبرغل والحليب والدبس والراشي (الطحينية) والدهن ومواد أخرى كالنفط وما تحتاجه المقرات من البنزين والمواد الكهربائية والورق والبطانيات والأقمشة والافرشة وغيرها).وبرز في التنظيم الاداري منذ بداية العمل الانصاري النصير عبد الرحمن القصاب.
وقد كانت قيادة الحزب توزع المبالغ المالية بشكل مركزي إلى مسؤولي القواطع وعلى ضوء العدد الإجمالي للأنصار، ولا توجد مصاريف، على الأقل في البداية، سوى لشراء المواد الغذائية والملابس والأحذية، لأن السلاح يوفره الحزب بطريقته التي تم الحديث عنها في هذا الكتاب.
وبعد أن زادت القوات وتشكلت الأفواج والسرايا أصبحت المبالغ المالية تعطى إلى مسؤولي الأفواج الذين يقومون بصرفها على قوات الأنصار التابعة لها في توفير الأرزاق والمؤن، وتجرد الحسابات كل ثلاثة أشهر مع تقارير مرفقة حول تلك المصاريف بجداول معينة، ولكي تكون الصورة واضحة فالنصير في نضاله هنا لا يحتاج إلى أي شيء آخر سوى مأكله الذي يوفره الحزب له والذين يدخنون السكائر يعطى لهم راتب كبقية الأنصار مبلغ عشرة دنانير خاصة بعد أن أصبحت ظروف الحزب أفضل ماديًا.
ومع تقهقر الجيش العراقي وانسحابه إلى الجبهة للقتال ضد الجيش الإيراني تحول شراء المواد من القرى والنواحي والأقضية العراقية القريبة من المقرات شبه الدائمة للأنصار، وأصبحت المواد بأختلافها بتناول الأيدي بصعوبة اقل.
إن توفير المواد الغذائية تحتاج إلى علاقات إجتماعية مع المحيط وبالأخص (الكرونجية) و (المهربين) ومع أبناء المنطقة أو غيرها بغية الإستفادة من خلال توفير المواد للمقرات بأقل الكلف ونوعية أحسن، لهذا كانت القواطع تشُخص إداري جيد لكي (يقنن) المبالغ المحدودة ويلبي جوع وحاجة الرفاق إلى المواد الغذائية.
أما مخازن الإدارة فكانت تُخزن فيها كل المواد الأساسية من الرز والطحين والدهن والمعجون والبقوليات المختلفة، وتوزع على الفصائل والسرايا من هذا المخزن أسبوعيا على ضوء عدد الأنصار وكذلك الضيوف.
وعلى ضوء تلك الظروف والحاجة ومحدودية الأحوال فقد وضع برنامج أسبوعي للوجبات الغذائية، على سبيل المثال يُقدم صباحًا (الفطور) شوربة ووجبة الغداء ظهرًا من الرز مع المعجون ويكون (رز أحمر)، والعشاء لبن مع رغيف خبز واحد لكل نصير، أما اللحم فكان في المناسبات الخاصة كإحتفالات الحزب ويتم توزيع الأكل بطريقة كل ثلاثة في ماعون (صحن)، وهذه الطريقة جرى تبنيها في كل قواطع الأنصار، وعندما تحسنت الظروف أصبح ذبح الماعز (في اللغة الكردية - بزن) على الأغلب شهريًا أو كل عشرة أيام ويؤخذ بنظر الإعتبار عدد الأنصار المتواجدين في المقر، وكانت المفارز توفر القدور خاصة إذا كانوا في منطقة آمنة لطبخ الذبيحة، وأحيانًا يتكفل بها الأهالي في طبخها مع مساعدتهم في اعطائهم (الباﭽة) أو الجلد، وأحيانًا يتم شراء علب اللحم (مارتديلا). أما المقرات فكانت الأمور فيها مستقرة ويكون الطبخ عادي حيث يطبخ (الرز والمرق) وكذلك الشوربة، ويصنع اللبن من الحليب (الجاف)، إضافة إلى الجوز والمربى أو العسل. وتمت أيضًا تربية الدجاج والإستفادة من بيضها ومن لحمها وحتى تربية الماعز. وفي الصيف يتم زراعة الباذنجان والفلفل والباميا والطماطة والخيار والشجر وغيرها، ولقد وفرت هذه الزراعة للقاطع مبالغ جيدة.
بصورة عامة نُظمت الإدارة في أغلب الأوجه وتكتب في جداول يتم الحساب عليها دوريا مع مكتب القوة (القاطع) لجرد المصاريف. وقد أعطيت للإدارة حق التصرف مع الأنصار وبموافقة المسؤول العسكري والسياسي في التغذية والمخصصات والملبس وتوفير حاجات النصير، وخاصة المدخنين للسكائر الذين هم بحاجة لشراها. أما كسوة النصير فتتعلق بالبدلة الكردية فكان يتم شراءها في البداية من القرى المجاوره، ولأن المبالغ والمصاريف كانت كبيرة قررت بعض القواطع شراء ماكنة خياطة وعمل عليها بعض الرفاق والرفيقات الذين لديهم معرفة جيدة (بالخياطة) بعد أن جُلب القماش والمستلزمات الأخرى، وبالفعل تمت خياطة البدلات للأنصار وغيرها مما يحتاج اليه النصير، هذه البدلات للقاطع والأفواج والسرايا مما وفرت مبالغ للقاطع المعين. أما الحاجات العامة كالنفط فيتم توزيعه على المقرات (السرايا) بواسطة الإداري الذي يحسب ساعات (إشتغال الفانوس) وعلى ضوء ذلك يحسب كمية النفط الموزع، لأن كمية النفط التي كانت تصل الينا ليست بسهولة.
أما بخصوص المفارز التي شكلت بعد سنة 1979 ونزلت إلى القرى القريبة على شكل مفارز صغيرة وبعضها استطلاعي، فقد تطورت بعد معرفة الطرق وأماكن الإختفاء والمناطق التي تسيطر عليها الحكومة (الربايا). كان الأنصار يعتمدون على أهالي القرى في وجبة العشاء وتمنح حصة للفطور والغداء وهذا يعتمد على امكانية البيت الذي تحل فيه ضيف ومدى قرب هذه القرى من المناطق الآمنة أو الخطرة، فعندما تكون آمنة وبعيدة عن الرصد من قبل الجيش وجلاوزته فسيكون المبيت في هذه القرى فالعشاء عندهم أما النوم فسيكون في الجامع والفطور في البيت (المضيف) نفسه، أما المناطق الخطرة والتي هي قريبة عن مناطق الجيش والجحوش فيكون الدخول في الليل متأخرًا والخروج صباحًا في وقت مبكر جدًا مع أخذ بعض الأرزاق الضرورية من (الجاي والسكر) ومما توفر عند هذه العائلة أو تلك. وعلى العموم يكون الغداء في الكلي (الوادي) الآمن الذي تكون فيه حراسات من قبل الأنصار وهذا أيضًا يعتمد على المنطقة وقربها من الجيش وبعدها عنه أو مواقعهم، وخوفًا من الطيران أو المدفعية. والأكل يكون أحيانًا على شكل مجاميع أو بصورة ثنائية وحسب علاقات الأنصار ببعضهم. وكانت بعض القرى ترفض إستقبال الضيوف بحجج مختلفة أما أنها لا توجد لديها الامكانية لإستقبال الضيوف أو بتحريض من قبل السلطة والجحوش أو لأسباب خاصة، لأن بعض القرى القريبة من السلطة التي تهدد الأهالي فيما لو ساعدوا البيشمه ركة والأنصار وقاموا بتزويدهم بالمؤن والأرزاق وخاصة الطحين وهذا ما يعكسه دائمًا عميلهم مختار القرية الذي تعينه السلطة براتب شهري، ولهذا يكتب التقارير لها، وبذا تكون هذه القرى في الليل للمعارضة والنهار للحكومة. وحدثت كثير من الإشكالات مع بعض القرى.
أما تحضير الحطب للصوبات (المدفئة) في المقرات فيكتب جدول يقرأ على الأنصار بشكل يومي، بعد أن تُجرى حملات يومية أو قبل حلول الشتاء لتجميع الأخشاب والجذوع والأغصان الكبيرة، وعادة يكون تجميع الاخشاب وتقطيعها من أماكن بعيدة لكي تبقى مقراتنا مضللة وغير مكشوفة لطيران السلطة. أما التقطيع اليومي للطبخ والصوبات فيكون من قبل كل فصيل ويوزع بجدول أسبوعي آخذين بنظر الاعتبار المهمات الأخرى من المفارز المختلفة ونقل التموين وغير ذلك. ووضع الأخشاب في الصوبات يكون من قبل الحرس الليلي خاصة. وفي الصيف تبنى الكبرات (وهي عبارة عن سقيفة على أعمدة ) وتغطى بأغصان الأشجار لتضليلها وتسوى الأرض، إضافة إلى أن المقرات بشكل عام تغطى بغابات من أشجار الجوز والبلوط والصنوبر وأشجار الصفصاف والعفص.
6- الحصول على السلاح
في البدء وبصورة عامة ليس هناك خطة معدة سلفًا للحصول على السلاح خاصة منذ نهاية عام 1978، ولكن المبادرة بدأت في بدايات الأشهر الأولى من سنة 1979 حيث تم الطلب والتنسيق مع القوى الكردية العراقية المتمثلة في الإتحاد الوطني الكردستاني والحزب الديمقراطي الكرستاني في العراق وكذلك في إيران، ومع الاحزاب والقوى العربية المتمثلة في منظمة التحرير الفسلطنية بفصائلها المختلفة (الجبهة الشعبية والجبهة الديمقراطية وحركة فتح)، وفيما بعد من دولة اليمن الديمقراطية. وكل الأسلحة تمر عبر سوريا وبعلمها ويتم نقلها إلى مواقع الأنصار في كردستان العراق من خلال رفاقنا الأنصار وبمساعي رفاق لجنة الطريق المتعاونة مع رفاق القوى الكردية في تركيا.بهذا الخصوص يقول بهاء الدين نوري, (... مع مواصلة إرسال الرجال حاولت تدبير إرسال السلاح أيضًا، أبدى صالح دكله استعداده للتعاون معي في هذا المجال وسهل لي اللقاء بالرجل الثاني في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أبو علي مصطفى الذي أبدى بدوره الإستعداد لمساعدتنا بالسلاح وغيره، وقد نقل دكله أول وجبه من السلاح وتتكون من 6 غدارت ايطالية الصنع الذي أخذها من جماعة أبو علي مصطفى إلى كردستان تركيا لتؤخذ إلى هناك إلى رفاقنا 1). ويضيف في مكان آخر من مذكراته أنه بعد اللقاء مع الحزب الديمقراطي الكردستاني الإيراني وبشخص أمينه العام دكتور قاسملو و(... نتيجة لجهودنا أنا وبانيخيلاني في مهاباد حصلنا على عدد من الدوشكات والمدافع والبنادق وأرسلناها إلى فدائينا في ناوزنك وفي منطقة هورمان الحدودية قرب حلبجة حيث تكوّن حشد جديد من رجالنا )، على العموم بذل الحزب ورفاقه جهودًا كبيرة في سبيل تهيئة السلاح بمختلف أشكاله ومصادره وأغلبه كان عن طريق سوريا ويأتي من لبنان عن طريق المنظمات الآنفة الذكر وخاصة في بداية الحركة، أما نوعية السلاح فكان منها الأسلحة الخفيفة (كلاشنكوف) سوفيتي الصنع، وقإذفات (ر.ب.ج) وأجهزة إتصال عادية وذخائر وأعتدة بأنواعها وسلاح قديم من نوع (ماو) صيني وسلاح مضاد جوي عيار 500 امريكي الصنع، ثم سلاح مضاد جوي يسمى الدوشكات وسلاح (14 ونصف وصواريخ ستريلا المضادة للطائرات وعدد قليل مع هاونات مختلفة (60 ملم و81 ملم وب 10)، إضافة إلى سلاح (14 ويسمى الخنزيره يرفع على الكتف ذو وزن ثقيل يتكون من قطعتين). كما جاءت بعض الأسلحة من قيادة حزب تودة الإيراني ,(إذ قررت القيادة إلغاء القاعدة العسكرية وعودة جميع الأنصار إلى المدن عدا الرفاق الملاحقين من السلطة الإيرانية، على أن تسلم جميع الأسلحة والتجهيزات لأنصار حزبنا الشيوعي. وقد تسلمنا 39 بندقية (ژ 3) و3 بنادق كلاشنكوف ومجموعة من الأفرشة والخيم والعتاد، وبقي معنا خمسة من رفاق توده. بعد فترة رجع العديد من الرفاق هربًا من بطش السلطات الإيرانية، خاصة بعد الإقدام على إعدام الرفاق القياديين في حزب توده إيران وإشتداد حملة القمع ضدهم. وبقي عدد منهم برفقتنا حتى حملة الانفال، حيث توجهوا مع رفاقنا لبعض دول اللجوء الاوربية )2 .
ومع ذلك فقد تطور عمل الأنصار عددًا وتسليحًا وأصبح ضروريًا القيام بتنظيمهم ضمن وحدات أنصارية، فقد أرسل لنا رفاق حزب توده إيران، وخاصة منظمة الحزب في كردستان إيران، كميات من الأسلحة حسب طلب قيادة حزبهم بجمع الأسلحة من ثكنات الجيش الإيراني بعد إنهياره إثر إنتصار الثورة الإيرانية، وتقديم ما يتم مصادرته من الأسلحة إلى الحزب الشيوعي العراقي.
(... وإثر ذلك بات أنصارنا يملكون قرابة (200) قطعة سلاح بالإضافة إلى الدوشكات والمدافع...الخ، وجاءت خطوة رفاقنا في حزب توده في المساهمة في سد إحتياجاتنا من الأسلحة لتوفر للأنصار وضعًا أفضل بكثير مما كانوا عليه، خاصة وأن الطرق الأخرى لوصول السلاح لم تكن مطروقة بعد، وقدم الحزب الديمقراطي الكردستاني الإيراني بشخص الرئيس قاسملو الذي قد وعدنا بـ (60) بندقية إذا إستلم وجبة جديدة من السلاح من العراق، وكانت تلك الوجبة تتألف من بنادق براشوت انكليزية قصيرة زودت إنكلترا الجيش البولندي بها وسميت بهذا الاسم. وقد نفذ قاسملو وعده وإستلمنا (60) بندقية منها. وجاءت تلك المساعدة في وقتها إذ دفعت بعملنا خطوة جيدة للأمام، لكن رفاقنا رفضوا حملها لكونها مرسلة من نظام البعث. وبعد محاولات عدة لإقناعهم بأهمية أن نمتلك في هذه الأوقات العصيبة سلاحًا، وأنه (أي السلاح) لم يأتنا من النظام كهبة، وإنما بتشابك العلاقات وتعقيداتها تمكنا من إغتنامه برضى من الذين سلموه لنا ومن منطلق قناعتهم بعدالة قرارنا بحمل السلاح لمواجهة أعنف وأشرس نظام فاشي، وافق الرفاق على حمل تلك الأسلحة، وكنا قد أرسلنا (20) منها للرفاق في السليمانية)3 .
تم نقل السلاح بأنواعه إلى قواعد الأنصار عبر سوريا ومن دول مختلفة، حيث توفر لنا مشجب في مدينة القامشلي وتم نقله وبطرق مختلفة عبر رفاق متمرسين ينقلون السلاح على الأكتاف وعلى البغال وخاصة الأسلحة الخفيفة الكلاشنكوف، ووصلتنا الدوشكا بأعداد جيدة كذلك وصلنا سلاح جوي مضاد نوع 500 وسلاح (ب ك س) وعفاروف وتكتريوف وصواريخ مضادة للطيران سام 2 وأنواع العتاد والقنبرة وقذائف ب 2 وب 7 وأنواع المسدسات والكاتمات ومخازن الســلاح و(الأنطقة) والقابوريات. ويشير عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي بهاء الدين نوري ( ... وبسبب خطأ فني في تدبير الامور كان السلاح المنقول ست غدارات ايطالية الصنع بدلاً من ست بنادق كلاشنكوف سوفيتية. ومع حلول السنة الجديدة 1980 أمكن إرسال وجبة من الكلاشنات ذات الأخمص الحديدي، وجعل ذلك من عيد رأس السنة عيدين لدى رفاقنا الفدائيين في القاعدة4 ).
وخلال الفترة بين 1980 و1988 كانت تأتي الأسلحة من سوريا برغم أن الإعتماد على سوريا بعد عام 1985 تضاءل بشكل كبير، حيث تم شراء بعض الأسلحة من بعض التجار العراقيين الذين يشترونها من (الجحوش) وغيرهم، حيث تم شراء أنواع الأسلحة خاصة بعد انسحاب الجيش العراقي من مناطق كردستان.وتحول حصول الانصار على السلاح بعد منتصف الثمانينيات اذ (...، وفرت وحدات البيشمه مركة الأنصار آواخر الثمانينات حاجتها من السلاح والعتاد والمال ووسائط النقل، كغنائم إثر إيقاعها الهزيمة بوحدات الدكتاتورية، وكغرامات ضد المتعاونين معها، بدعم من العلاقات التي كانت تتطور كمًا ونوعًا مع منتسبي الأفواج الخفيفة من أبناء العشائر. كثيرًا ما تم الحصول على السلاح من الأفواج الخفيفة، سواء عبر تلك المساومات أو غيرها بتسليم قطع السلاح القديمة والتالفة للجاش وإستلام قطعًا جديدة مقابلها، كي تدخل ضمن مستهلكات ذلك الفوج الخفيف 5).
ولم يكن غائبًا علينا أن بعض القذائف او القنبرة (غير صالحة)، التي أدت إلى إستشهاد النصير سليم الكربلائي في قصف العمادية وجرح النصير أبو حيدر عمادية) وانصار اخرين.
الطبابة والمستشفيات
تم إنشاء مستشفيات في كل القواطع تعالج الأنصار المرضى وكذلك الفلاحين من القرى المجاورة والتي ساعدتهم بشكل كبير في الولادات والمرض والعمليات المختلفة وتوفر الأدوية البسيطة في تلك الظروف الصعبة وكذلك الجرحى أثناء العمليات ومن أبرز الأطباء الذين عملوا في كردستان (أبو گوران وعادل وفراس وأبو تضامن وصادق وابو صلاح وبشار وأبو عادل ودلير وأم هندرين وساهرة وسليم ومريم وجهاد وعامر وباسل وازاد وفارس وحسان وناظم الجواهري وايمان سلام عادل وابو رافد وابو العقب وابو تانيا )، كما فُتحت عيادة للأسنان وقد عالجت هذه العيادة بكادرها الكفؤء (أبو بدر وداود وأم بدر) الكثير من المرضى الأنصار حيث ينتقلون من قواطع أخرى لهذا الغرض وقد وفرت للحزب الوقت والجانب المادي وغير ذلك. وأقيمت دورات طبية مختلفة أعطت معلومات عامة للأنصار إضافة إلى دورات للذين لديهم إهتمامات في الجانب الطبي أو من هم خريجو المعاهد الصحية، فقد اقيمت دورة صحية وطبية ومعلوماتية في التضميد والإسعافات الأولية في أربيل بعد أن شُخصت لها مجموعة من الأنصار وقدمت فيها العديد من الندوات والمحاضرات (هيأ فصيل القاطع خيمة كبيرة لتكون مكانًا لتقديم المحاضرات ولمبيت المتدربين القادمين من المواقع الأخرى، وأخذ دكتور صاحب يعد محاضرات دورة المضمدين بحيث تتضمن: قطع النزيف الناجم عن الإطلاقات النارية وشظايا القنابل، قاعدة (a,b,c,d) لعلاج حالات الصدم الجراحي والعصبي وفقدان الوعي والإسعافات الأولية للكسور، إسعافات الحروق، إسعاف لدغات الأفاعي ولسعات العقارب والحشرات، إسعافات ضربة الحر وضربة الصقيع وإسعافات حالات التسمم 6). وهناك العديد من الأنصار خريجي معاهد الصحة العالي والذين تعلموا التضميد وزرق الإبر وأنواع العلاجات ومنهم : ليلى وعائدة وجميل وجاويد وأبو أثير وفرهاد وكاوة وأبو وحيدة وأبو بافل وابووسام وصارم وسعد وغيرهم. وقد ساعدو الأهالي في العلاج والإرشاد والنصيحة.وغالبا ما يصاحب الاطباء او المضمدين المفارز القتالية عند العمليات او التجوال في المناطق المحرمة.
مشاجب السلاح
تم بناء غرف خاصة لمشاجب الأسلحة في كل قاطع وفي مقرات الأفواج التي كانت توضع فيها مختلف الأسلحة والعتاد، وكان من أكبر المشاجب من حيث كمية ونوعية الأسلحة والأعتدة الموجود فيه، هو مشجب السلاح في بهدينان لأن أغلب السلاح يأتي من جهة سوريا القريبة الى قاطع بهدينان خاصة في السنوات الأولى من 1980 حتى 1985.
وكان المسؤول عنه النصير ابو سلام نفط في البداية ثم استلمه النصير ابو رضية من ايار 1981حتى نهاية عام 1985 اصبح المسؤول عنه ابو حسن حبيب البي وقد تم تسجيل هذا السلاح في جداول خاصة وكل قطعة سلاح تكون بأسم نصير او تكون من ضمن ممتلكات السرية او الفوج . ينقل السلاح بانواعه الى القواطع الاخرى. والاسلحة كانت جيدة نوعيا وكميا لوحسبناه على ظروفنا انذاك , ومنها سلاح مضاد للطائرات صواريخ الستريلا والدوشكا وسلاح 14 ونصف وسلاح 500 وهي مضادات جوية اضافة الى رشاش ب ك س والتكتريوف والعفاروف و ار بي جي وسلاح الكلاشنكوف باخمص خشبي او اخمس حديد وانواع المسدسات توكاريف باختلاف انواعه ومسدسات ذات كواتم وانواع المدافع ب 10 ومدفع 82 و60 والقنابر المختلفة والقنابل اليدوية الهجومية والدفاعية وقذائــف ا ر بي جي وانواع العتاد.
أما قاطع السليمانية فكان العتاد والسلاح أقل بسبب ظروف القاطع الذي تنقّل عدّة مرات بسبب ظروف الحرب العراقية الإيرانية، ولكن السلاح تزايد فيه بسبب حصول أنصارنا على السلاح من خلال العمليات العديدة وسيطرتهم على الربايا والأفواج.وكانت الاسلحة تحول الى البتاليونات وتكون المسؤولة المباشرة عنها, وكان ضمن الذين اصبحوا مسؤولين عن المشجب بشكل وقتي ابو رضا وملازم سامي وابو حاتم وتحسين. كذلك هو الحال في قاطع أربيل حيث حصل رفاقنا على مختلف الأسلحة. وفي منتصف الثمانينيات تم شراء بعض الأسلحة والأعتدة من (القجقجية او من المهربين) الذين يتوسطون لشراء السلاح من الجحوش وبيعه إلى البيشمه مركة. وقد قل نقل السلاح من سوريا، كان بسبب الظروف الصعبة بنقله , خاصة تشديد القوات التركية على الطرق الرئيسية وكذلك العراقية, والتي على اثر تلك الظروف استشهد لنا العديد من الرفاق.ولم تكن المشاجب ذات مواصفات خاصة لحفظ الاسلحة , بل انها كانت في مكان حافظ لها ليس اكثر من الامطار والثلوج وهو عبارة عن غرفة صغيرة وضع النايلون تحت السقف للحفاظ عليها , ولاننا في حرب عصابات ومفارز وقوات انتقلت اكثر من مرة من مكانها في جميع القواطع ,لهذا بنيت مشاجب في اكثر من موقع للظروف التي ذكرناها لحفظ الاسلحة والاعتدة .
الاتصالات (اللاسلكي)
من المعلوم جدًا أن مهمة الإتصالات وأهمية نقل المعلومة بسرعة كبيرة هي عصب العمل الأنصاري، خاصة وأن مناطق الأنصار متباعدة بمئات الكليومترات بينها وبين آخر نقطة من قرى ومدن محافظة السليمانية وحتى آخر نقطة في قرى ومدن محافظة دهوك.
يقول النصير أبو شاخوان في لقاء صحفي (.. كان همي الوحيد هو كيف يجب أن نشكل شبكة الإتصالات بين قواطع حزبنا، فكل قاطع كان يبعد مئات الكيلومترات عن الآخر، وكان الحزب يلاقي صعوبة بتوصيل البريد للقواطع، إذ يستغرق وصول بريد الحزب أيامًا، وأحيانًا أسابيع بسبب صعوبة اختراق مواقع السلطة العسكرية التي كانت منتشرة في الكثير من 7الطرق الاستراتيجية لإحكام سيطرتها ومنع مرور البشمركة) .
لقد بذل الرفاق جهودًا كبيرة في إيجاد شبكة اتصال، فقد جمع الأنصار أسلاك وأجهزة اتصال قديمة متروكة، وتم تفعيلها منذ بداية العمل الأنصاري. (بعد أن استلمت الضوء الأخضر من د. قاسملو. جمعت عددًا كبيرًا من أجهزة الأتصال التي كانت متروكة في معسكرات الشاه السابقة وتمكنت من إصلاحها، وجلبتها إلى الحزب في ناوزنك، وأيضًا مع ست قطع من أسلحة الدوشكا التي تعتبر مهمة لمقاومة الطيران. 12 جهاز رقم (9) ثلاث موجات، القدرة 1500 كم جوًا أمريكية الصنع. كان من الصعب الحصول عليها في تلك الفترة8 ) .
لقد وضعت قيادة الحزب وبالتنسيق مع الرفاق العاملين في جهاز الاتصالات شفرة خاصة تعمل في جميع القواطع وتتغير بين فترة وأخرى خوفًا من كشفها من قبل النظام، فكان التعامل في هذا العمل بشكل سري.
يقول بهاء الدين نوري ..(وبفضل جهود الشيوعي الكلداني النشط وجندي اللاسلكي السابق في الجيش أبو شاخوان حصلنا على عدد من أجهزة اللاسلكي التي كانت ملقاة على الارض في ثكنة مهاباد، كنا أول جماعة إستفادت من هذه الأجهزة لإقامة الصلات بين مقراتها من أقصى كردستان إلى أقصاها 9)، وكان للنصير أبو سلام خريج البحرية السوفيتية دورًا مهمًا في نصب أجهزة اللاسلكي في بعض القواعد الأخرى وتشغيلها ومنها قاعدة بهدينان الذي أصبح مسوؤلاً عنها وعن تدريب أنصار آخرين لهذه المهمة الكبيرة
وقد استخدم الانصار والمختصين عملية لغة المورس والتي كانت تستخدم على جميع الأجهزة في الجيوش ومنها الجيش العراقي، كمرحلة أولى، وفي فترة لاحقة تم التحدث والتغيرات لضرورات العمل .
كانت المرحلة الأولى فتح دورات للرفاق وإرسالهم إلى القواطع، تم فتح عدة دورات، كل دورة عدد فيها عشرة انصار . وقد تحقق تقدم ملحوظ لبعض الانصار في هذا الاختصاص وحدث تطور كبير في عملنا الأنصاري، بذلك هيأنا الكادر المطلوب، وبعد فترة من بداية العمل الانصاري ، وتم إرسال الرفيق وحيد (أبوسلام) إلى قاطع بهدينان والرفيق سامان إلى قاطع سليمانية، والرفيق بولا إلى كرميان، والرفيق كاميران (سعيد) في قاعدة كوستا ومجموعة في قاطع أربيل وتوزعت شبكة الإتصال بين الأفواج والقواطع في جميع مناطق كردستان، وكذلك مع الأحزاب الكردستانية.
في تلك الفترة لم تكن قيادة الأنصار متمركزة في مكان محدد بسبب بعد المناطق عن بعضها البعض وعدم وجود أجهزة الإتصال للربط بينها وبين المركز. لذلك عندما تم الحصول على الجهاز الروسي رقم 109 تم ربط قواعد الانصار في السليمانية وكوستا وبهدينان مع القيادة .
ومع التطور والاستقرار فقد أقيمت كثير من الدورات للأنصار في كل القواطع وتخرج البعض من الذين أصبحوا مسؤولين غلى أجهزة الاتصالات واللاسلكي، وهؤلاء الأنصار كانوا يسهرون الليالي من أجل إيصال المعلومة والخبر إلى القيادة وبالعكس ومن هؤلاء الرفاق (سربست وسامان و ريباز وسلمان ووسام وعلاء المخابر وعيسى ورزكار و ام دنيا وأبو سوزان وأبو نسرين وسالم وأبو سرمد وأبو خلود وبلقيس واخرين)، وقد خفف الجهد الكبير في إرسال مفارز إلى القواطع الأخرى والقيادة في لولان.
السجون والتحقيق
في بداية العمل الأنصاري خاصة في السنة الأولى والثانية 1979 و1980 لم نملك سجونًا خاصة للجواسيس المرسلين من قبل النظام أو من المعادين للحزب أو الجحوش، لأن العمل العسكري لم يبدأ بشكله الكامل بل كانت المفارز تقوم بجولات إعلامية لتعريف الجماهير بوجود الحزب في مناطق كردستان الحدودية، ومع مرور الأيام والسنين بدأت القواطع ببناء السجون نتيجة إلقاء القبض على عدد من العملاء والمندسين وبعض الجحوش، وبنيت السجون ولم تكن بمواصفات السجون الطبيعية في صلابة ومتانة الجدران أو السقوف، ولهذا فقد فرّ بعض السجناء (العملاء) من السجن لسهولة حفر مكان للخروج في السقف أو في الجدران في أغلب القواطع.
وعندما توسع العمل وتكونت الأفواج واتخذت لها مقرات ثابتة بنت كل منها لها سجنًا خاصًا بها، وكانت السرايا عندما تقبض على أحد عناصر الإستخبارات أو من الجحوش أو المعادين يرسل إلى مقرات الأفواج أو إلى القواطع.
أصبحت لنا خبرة جيدة في التعامل مع السجناء في التفتيش الأسبوعي والتنظيف لغرض متابعتهم ومراقبة نواياهم، وقد اشترك معنا أغلب السجناء في البناء ونقل الأخشاب أو في العمل اليومي بوجود أحد الحراس أو أكثر للمراقبة. بعضهم أصبح نصير (بيشمه مركة) بعد أن شاهد التعامل الجيد والاحترام من قبل الأنصار خاصة من الجنود العاديين.
كانت لدينا لجان تحقيقية في كل القواطع لمعرفة أسباب التحاق هذا المواطن أو ذاك وهذه اللجنة التحقيقية كانت تتكون من محامين ومحققين لهم معرفة ودراية جيدة في مجمل القضايا، ويتم البت في قضاياهم وبموافقة مكتب القاطع أو الفوج.ومن المحققين (ابو هندرين وفرات وابو شهاب وابو اسيل وغيرهم ).
جميع الجنود الأسرى كان يطلق سراحهم عدا عناصر الاستخبارات أو رجال الأمن أو المندسين بعد أن يتم التحقق منهم، كذلك تمت عمليات تبادل السجناء مع عوائل لرفاقنا البيشمه مرة مع النظام أو تبديل السجين بمبلغ من المال.
لم يُعدم إلا من هو خطر أو مازال يحمل نوايا النظام ضد الحزب أو الرفاق ولدينا أمثلة عديدة حول ذلك. وأشير هنا في هذه الموضوعة بأننا أخطأنا كثيرًا خاصة وقد كنا طيبين إلى درجة مع بعض السجناء حيث فرّ بعضهم وآخرين فروا بأسلحتهم.
التنظيم المحلي
لم تنقطع الصلات التنظيمية عن الجماهير بل ضعفت إلى درجة كبيرة نتيجة الإرهاب والاعتقال والتعذيب الذي أدى إلى استشهاد العديد من أعضاء الحزب وأصدقائه، ضعفت الصلات في بغداد والمحافظات الجنوبية، أما المحافظات في كردستان فقد أعيدت الصلة بشكل سريع، حيث بقيت خيوط التنظيم والتي أعيدت الصلة مع المنقطعين عن التنظيم، خاصة بعد أن تكونت قواعد الحزب في المواقع الخلفية ونزول المفارز إلى القرى والقصبات والنواحي وحتى المدن، وتقربت الجماهير إلى الأحزاب الوطنية ومنها الحزب الشيوعي لدورها وعلاقاتها مع الجماهير الواسعة ومساعدتها لها، ولم يكن تأثير العمليات إلا جزءً من هذه الصلة.
كل قاعدة للحزب تقوم بإعادة التنظيم (لجان محلية) والصلة مع الرفاق والاصدقاء في المدن والقصبات والتي تكونت لدينا عيون في كثير من القرى، وكان دورهم جيدًا في إخبار الحزب عن النشاطات المعادية وخطط النظام، وساعد التنظيم المحلي السري في عملياته العسكرية والدخول إلى القرى والمدن حتى قيامهم بعمليات جريئة في اغتيال عملاء النظام والمعادين للحزب والحركة الوطنية والقومية.
يقول توما توماس في مذكراته في هذا الصدد: (بعد تأسيس قاعدة بهدينان 1979 تشكلت أولى نواة للجنة المحلية في نينوى، وتكونت من الرفاق خديده حسين (أبو داود) وناظم وأبو ايفان.
وفي ربيع عام 1980، تشكلت أول مفرزة استطلاعية لمنطقة الدشت بقيادة الرفيق علي خليل (أبوماجد)، حيث تمكنت من الوصول إلى الدشت (السهل)، وتوزعت على ثلاثة محاور: القوش، بحزاني ودوغات. ولكن وبسبب الظروف الصعبة للرفاق الذين حاولوا إرجاع التنظيم الحزبي والإتصال بالجماهير فقد سلم ثلاث رفاق وآخرون تاهوا في المنطقة، ولم يرجع الرفاق إلا بشق الأنفس وبعضهم عن طريق القامشلي في سوريا والمناطق الحدودية، أما قائد المجموعة فرجع إلى الجبل بواسطة أقربائه والتقى بمفرزة تابعة للحزب الديمقراطي الكردستاني. وكان الرفاق يختفون نهاًرا في كهف في "كنود دوغات"، ليدخلوها ليلا)10 .
عاد التنظيم تدريجيا خاصة عندما انسحبت بعض الأفواج العسكرية والربايا المحيطة بالقرى، حيث ضعفت السلطة بسبب توجه أكثر القوات العسكرية إلى الجبهات إضافة إلى التعبئة القسرية لأبناء المنطقة وسوقهم إلى الجبهة.
(كانت قيادة منظمة الأنصار التي مقرها نوزنك عام 1981 قد توصلت إلى أن العمل العسكري يتطلب التحرك بمجموعات كبيرة من الأنصار آنذاك، بعد أن أبيدت مفارز بكاملها في معارك جوارقورنة، قزلر وبولقاميش في ظروف أعوام 1979 - 980 القاصية للغاية، وعلى ضوء ذلك شكل مكتب الفوج الخامس/أربيل قوة من أكثر من أربعين نصيرًا ، كانت مهمتها سياسية بالأساس لتوضيح سياسة منظمة الأنصار المشكلة حديثا، ولإسناد الناشطين السياسيين لإعادة بناء منظماتهم التي حطمها الإرهاب المنفلت وإعادة صلات المقطوعين في الريف والقصبات والمدن القريبة وتوزيع الأدبيات الداعية لإسقاط الدكتاتورية)11 .
بذل التنظيم المحلي جهودًا كبيرة في تحريك الإنتفاضات وكانوا في مقدمتها، وهم من الجنود المجهولين في عملهم، برغم جهود النظام وأزلامه في متابعة تحركاتهم، وكان هناك صراع بين قوى المعارضة وأزلام النظام في العمل على تنظيم وكسب الناس إلى جانبه، واستشهد العديد من الرفاق الذين عملوا في هذا التنظيم نتيجة الإخباريات أو الكمائن أو الإغتيالات منهم حسن دهيه في بهدينان. كماأغتيل الرفيق عباس مهدي (أبو رغد) إبن مدينة النجف والكادر المتقدم في اتحاد الشبيبة الديمقراطي العراقي في 30/12/1983 من قبل اثنين من المرتزقة في احدى قرى محافظة دهوك. وقد تم القصاص من المجرمين سليم حمزة سليمان وعبد الله حاجي سليمان من قبل مجموعة خاصة من أنصار الحزب.
كان للتنظيم المحلي (المدني) دورًا كبيرًا في التنسيق مع مفارز الأنصار وخاصة في القيام بالعمليات المهمة والنوعية، ومنها السيطرة على جامعة صلاح الدين وتنظيم دخول المفارز الصغيرة إلى النواحي والمدن خاصة بعد تشكيل وتنشيط فرق المدن المسلحة من قبل التنظيم المحلي السري. وتحدث لي البعض من الأنصار عن بعض العمليات في داخل المدن في أربيل أو السليمانية ودهوك وبمساعدة الرفاق العاملين في التنظيم المحلي ومتابعة مفارز قوات النظام من الجحوش والإستخبارات وقوات الجيش من خلال ركائز التنظيم من الجماهير المنتشرين في القرى والنواحي والمدن. وشهدت الإنتفاضات ما بين 1982 و1984 و1987 دورًا كبيرًا للتنظيم الطلابي في الجامعات، وكان الرفاق والأصدقاء من التنظيم المحلي في مقدمة هذه الإنتفاضات والفعاليات برغم المخاطر الكبيرة التي واجهوها من قبل عناصر النظام من الإستخبارات والأمن وعناصر النظام والمنتفعين في هذه المناطق. وقدم التنظيم المحلي مهمات اخرى للحزب هو في نزول بعض الرفاق الى الداخل الى المحافظات الجنوبية والوسطى ,برغم ان بعضها توبع من قبل الاجهزة الامنية التابعة للنظام الدكتاتورية وتم القبض عليهم .وهناك اسماء كثيرة عملت في التنظيم المحلي لا استطيع ان احصرها .ولكني اشيد بالرفيقة خديجة سعيد زوجة الرفيق سيد باقي التي كانت تحمل البريد الى قيادة العمل الانصاري من التنظيم المحلي وبالعكس, وأصبح بيتهم مقرا لانسحاب الكثير من الرفاق الى الجبل.
ـــــــــــــــــــــــــــــ
1 بهاء الدين نوري ص 503
2 توما توماس مذكرات رقم 22
3 نفس المصدر السابق
4 بهاء الدين نوري ص 503
5 من يوميات طبيب مع البيشمه مركة الانصار ص 164
6 يوميات طبيب مهند البراك ص 172
7 لقاء مع الرفيق أبو شاخوان في موقع الحزب الشيوعي العراقي الالكتروني 16/6/ 2012
8 نفس المصدر السابق
9 نفس المصدر السابق ص 489
10 توما توماس مذكرات 25 المنشورة في ينابيع العراق.
11 من يوميات طبيب مع للبيشمه مركة الانصار ص 130 ج 1