مدارات

نيويورك .. منتدى اليسار السنوي ينهي أعماله

رشيد غويلب
انتهت في نيويورك اعمال منتدى اليسار، الذي انعقد في ايام 29 / 31 ايار الفائت. ويمثل المنتدى اكبر فعالية لليسار في الولايات المتحدة الأمريكية. وقد شارك في دورته هذا العام 5 آلاف ناشط، ساهموا في اعمال 400 ورشة عمل وفعالية.
وركز المنتدى في مناقشاته على تجربة المنظمات والأحزاب السياسية الأكثر شهرة في الولايات المتحدة، مثل حركة "قضية حياة سواء "، وحزب اليسار اليوناني، وحزب "نحن قادرون" الأسباني. وحافظ المنتدى على زخم المشاركة في اعماله، على خلفية تأثير "حركة لنحتل" في تسييس الكثير من الناشطين الشباب. وتنظم اغلب فعاليات المنتدى وفق مبدأ حرية المشاركة وحرية اختيار الموضوع المطروح للمناقشة، باستثناء فعالية الإفتتاح والفعالية الرئيسية مساء السبت، وفعالية الختام. وعلى هذا الأساس جاءت فعالية الجمعة لممثلي حزبي اليسار القادمين من اوربا، اللذين عرضا لوحة الصراع السياسي في كل من اليونان واسبانيا وآفاق تطورها. فيما خصصت فعالية السبت لمناقشة واقع وافاق نشاط حركة "قضية حياة سوداء"، التي برزت في سياق الحركة الإحتجاجية في مدينتي فيرغسون وبالتيمور لمواجهة عنف الشرطة الأمريكية العنصري ضد الشبيبة السوداء. وكان مفترضاً ان تختتم فعاليات المنتدى يوم الأحد بمناقشة سبل تنسيق نشاط قوى اليسار في الولايات المتحدة الأمريكية، بمشاركة كل من الشخصيات اليسارية المخضرمة ستنلي ارنووتس من نيويورك، وتوم هايدن من كاليفورنيا. لكن اصابة الأخير بجلطة دماغية اعاقت حضورهما، مما جعل الفعالية تخرج عن السيطرة، وهيمن ممثلو حركة "قضية حياة سواء " على منصة الحوار، وكرر ممثلو الحركة نقدهم الحاد لحركة اليسار في الولايات المتحدة التي يهيمن عليها "البيض"، ممن لا يستطيعون تصور الغضب والخوف الذي يلف الشبيبة السوداء، لإنهم يعيشون في ظروف اقتصادية اجتماعية مختلفة على حد تعبير احدى الناشطات. وتناولت المناقشات دعم منافسة هيلاري كلنتون على الترشيح لانتخابات الرئاسة الامريكية في الإنتخابات التمهيدية داخل الحزب الديمقراطي، الإشتراكية بيرني ساندرس ، و دعا بعض المتحدثين الى الإبتعاد عن التصويت للحزب الديمقراطي ومرشحيه، ولكنهم لم يطرحوا بديلهم الملموس. وكان المنتدى قد انتعش في السنوات الاخيرة بفضل تنوع موضوعاته. وحدثت تغييرات في طرق ادارته، حيث أخلت الخطب والكلمات الطويلة مساحة واسعة من مكانها لورش العمل الصغيرة، التي تتيح مساهمة مباشرة واسعة للمشاركين. ولكن العدد الكبير من هذه الورش، التي تتوزع في غرف وقاعات الجامعة، يجعل من الصعب على المتابع الالمام الشامل بالمناقشات الجارية فيها ومن المعروف أن المنتدى فضاء واسع يحتوي قوى اليسار بمعناها الواسع، من ماركسيين، واشتراكيين ديمقراطيين، وأنصار البيئة، ومجموعات من الداعمين للرئيس الأمريكي باراك أوباما. وتمتد تقاليد المنتدى إلى نهاية ستينيات القرن المنصرم، عندما بدأ مسيرته كمؤتمر خاص بالأكاديميين، وعرف حينها بـ"مؤتمر علماء الاشتراكية"، ثم تغير طابعه قبل اثني عشر عاما ليشمل غير الأكاديميين أيضا، ومنذ ذلك الوقت وملتقى اليسار في نمو مضطرد، وتساهم فيه مؤسسات ووفود من بلدان أخرى..