مدارات

الاشتراكي ساندرز مفاجأة حملة الانتخابات التمهيدية للديمقراطيين

رشيد غويلب
بيرني ساندرز البالغ من العمر 73 عاما، يعتبره الساسة التقليديون في الولايات المتحدة غريبا على الساحة السياسة، لكونه العضو المستقل الوحيد في مجلس الشيوخ الأمريكي، الذي يعلن اعتناقه الإشتراكية، وهو يريد الآن ان يصبح مرشح الديمقراطيين لإنتخابات الرئاسة الأمريكية ودخل في منافسة ساخنة مع وزيرة الخارجية الأمريكية، وسيدة البيت الأبيض السابقة هيلاري كلنتون.
ويرى المتابعون، انه يضفي حيوية حقيقية على حملة الانتخابات التمهيدية، من خلال تبشيره بالمثل الإشتراكية.
الإشتراكية قوة جاذبة
ان ساندرز الذي دخل مجلس الشيوخ كعضو مستقل عن ولاية فيرمونت الشمالية الشرقية، ويعمل في اطار كتلة الديمقراطيين، ينجح في اجتذاب الجماهير. تمكن من التحدث في مدينة بورتلاند الى 7500 مشارك، وفي مدينة ماديسون بولاية ويسكونسن، حيث تنشط الحركة النقابية، حضر 10 آلاف اميريكي لكي يستمعوا اليه، في اكبر فعاليات الإنتخابات التمهيدية حتى الآن. ويعتقد ساندرز بمعرفته اسباب قدوم الكثير من الأمريكيين اليه: " يدرك الشعب الأمريكي من ولاية مين حتى كاليفورنيا ، ان اجراءات الإدارة السياسية والإقتصادية غير جيدة بالنسبة للطبقة الوسطى". وفي حين يسعى الأوربيون في الأزمة اليونانية الى تحديد نفقات الحكومة اليسارية في قطاع الخدمات والبرامج الإجتماعية، يدعو ساندرز الى اشتراكية بدون محددات. وفي تصريح له بعد اعلان نتائج الإستفتاء في اليونان قال " أحيي الشعب اليوناني لرفضه مزيدا من التقشف، من اجل الفقراء، والأطفال والمرضى وكبار السن". ويطالب خلال حملته الإنتخابية بحد ادنى للإجور مقداره 15 دولار في الساعة، وهذا احد مطالب اليسارالأمريكي، ومقاعد دراسية مجانية، واجازات اكثر، واجازات مرضية مدفوعة اطول. ولديه تصور واضح عن كيفية تمويل هذه المطالب: مزيدا من الضرائب على الشركات والأثرياء.
وما يشغل خبراء الحملات الانتخابية ليس التجمعات في مين و ويسكونسن، بل تجمعه الإنتخابي في مدينة كونسل بلوفس في ولاية ايوا، والذي حضره 2500 مواطن، جاءوا الى المدينة الصغيرة ليستمعوا الى بيرني ساندرز. والمعروف ان هذه الولاية تلعب دور مقرر في اي انتخابات وتعد مجسا لنتائج الولايات الأخرى.وحتى الآن لم يحظ اي مرشح في الحديث مع هذا العدد من المواطنيين في ايوا لحد الأن.
دهشة في معسكر هيلاري كلنتون
وادارة الحملة الإنتخابية لكلنتون مندهشون، ففي ايار كانت نسبة الداعمين لها 60 في المائة، مقابل 15 في المائة يدعمون ساندرز، وفي نهاية حزيران انخفضبت نسبة انصار كلينتون لتصل الى 52 في المائة، في حين تبلغ نسبة الداعمين لساندرز الآن 33 في المائة، حسب استطلاعات جامعة جامعة Quinnipiac الشهيرة. وكما تقول جنيفر بالمير المتحدثة باسم حملة كلينتون الأنتخابية: "من الطبيعي ان امره يقلقنا".
ولا تزال كلينتون متقدمة، وهذا التقدم يشمل جمع الأموال، الذي يعد مهما جدا في الحملات الإنتخابية في الولايات المتحدة الأمريكية، فقد جمعت حتى الأن 45 مليون دولار، في حين حصل ساندرز على 15 مليون دولار. ولكن متوسط التبرع عنده يبلغ 33 دولار، وهذا يؤشر ان قاعدة متبرعيه كبيرة، في حين تأتي تبرعات كلينتون اساسا من عدد قليل من الأثرياء.
الجمهوريون يصفونه بالمتطرف
الجمهوريون يلصقون به تهمة التطرف. ويقول حاكم ولاية لويزيانا، والذي يريد ان يصبح مرشح انتخابات الرئاسة للحزب الجمهوري: " هل اعتقدتم بصدق، سنشهد ترشيح رجل ذي صفة اشتراكية لمنصب الرئاسة، ويأتي 10 آلاف مواطن في ويسكونسن للإستماع اليه؟ ان هذا يؤشر مدى تطرف الحزب الديمقراطي".
وعلى الرغم ان ما يحدث ليس حاسما في نهاية المطاف في تحديد المرشح الديمقراطي لخوض الإنتخابات الرئاسية، الا انه يعكس حراكا سياسيا مهماً في الولايات المتحدة الأمريكية.