مدارات

حين هبت جماهير بعقوبة وضواحيها مع البيان الاول للثورة / احمد غايب

يوم الاثنين 14 تموز 1958 يوم خالد في تاريخ العراق والحركة الوطنية والقوات المسلحة الباسلة وتنظيم الضباط الاحرار. في ذلك اليوم كنت شابا في السابعة عشرة من عمري والحزب الشيوعي العراقي انتشرت افكاره بين اوساط واسعة من المعلمين والطلبة والعمال واوساط اجتماعية في قريتي (بهرز). وكنت في العطلة الصيفية اساعد الرفيق الراحل هادي حربي في محله، وكان في المحل جهاز راديو يعمل بالبطارية والتيار الكهربائي. وانا مقبل على فتح المحل جاء الرفيق الراحل عبد الفتاح عبد المجيد الدبش فقال افتح الراديو بسرعة لقد قامت ثورة في بغداد واسقطت النظام الملكي وما ان قمنا بفتح الراديو حتى تجمع المئات امام المحل ليستمعوا الى البيان الاول للثورة مع الاناشيد الحماسية وتلته بيانات اخرى، والحالة نفسها كانت في سوق القرية حيث المقاهي التي تجمع فيها المئات من المواطنين مستبشرين فرحين. وبدأت توجيهات الرفاق وفي مقدمتهم الرفيق الراحل عبد الوهاب الرحبي للمواطنين بوجوب الحذر ودعم الثورة واسنادها وبعد التنسيق مع قيادة الحزب في بعقوبة تقرر على الفور ان تتجه الجماهير الى بعقوبة وتم التجمع في تقاطع البلدة حاليا ونقلت الجماهير من بهرز بواسطة باصات خشبية وسيارات اخرى والتحقت معنا جماهير بعقوبة والهويدر وشفتة وخرنابات والسادة وغيرها من القرى المجاورة، واحتشدت في مسيرة جماهيرية رائعة تهتف للثورة وقادتها وبحياة الشعب العراقي وانضمت اليها مجموعة عسكرية من بعقوبة منهم محمد الحكيم وابراهيم حسون ومحمد عبود السعدي وطالب حسين وجبار حسك وعلي هادي محروك ومن الهويدر الرفيق محمد الرفاعي واسماعيل ماجد الطيار وآخرون. وتم توجيه الجماهير وتوالت الانجازات والقرارات والقوانين التي تصب في مصلحة الشعب ومنها اطلاق سراح السجناء السياسيين واصدار قانون الاصلاح الزراعي والخروج من حلف بغداد الاستعماري وتحرير اقتصاد العراق بالخروج من منطقة الاسترليني واصدار قانون العمل وقانون الاحوال الشخصية واجازة المنظمات الجماهيرية مثل اتحاد الطلبة العام واتحاد الشبيبة الديمقراطي ونقابات العمال والجمعيات الفلاحية ورابطة المرأة العراقية التي سرعان ما فتحت لها فروعاً ومقرات في المدن والنواحي والقرى.
في بهرز تم تشكيل التنظيم الطلابي وكان من الناشطين فيه محمد احمد وحميد عبد الكريم الدبش ومحمود غايب ومحمد جاسم البهرزي واسماعيل عبد الواحد وتم تشكيل الجمعيات الفلاحية برئاسة الرفيق شهاب البرام الذي اصبح رئيسا لاتحاد ديالى ومنظمة انصار السلام بقيادة الراحل سهيل نجم الدليمي والد السيدة لطفية الدليمي التي اصبحت رئيسة لرابطة المرأة واتحاد الشبيبة الديمقراطي بقيادة مجيد حميد ابو الياس وكان لهذه المنظمات الدور الريادي في تعبئة الجماهير وتوعيتهم وانضمت اليها اعداد كبيرة من الشباب والرجال والنساء وكان لها نشاطها وت?ثيرها الواضح.
- المجد لثورة 14 تموز الخالدة في ذكراها السابعة والخمسين.
- المجد والذكرى العطرة لقادتها الذين ضحوا بأرواحهم من اجل سعادة الشعب العراقي.
- المجد للشعب العراقي الذي قدم ويقدم آلاف الشهداء من اجل انتصار القيم والمبادىء السامية.
- تحية اجلال واكبار للحزب الشيوعي العراقي ولرفاقه الذين ضحوا بارواحهم من اجل الدفاع عن مصالح الشعب العراقي.