مدارات

استنكار واسع لاعتداءات وتهديدات ضد الصحفيين خلال التظاهرات

بغداد - طريق الشعب
تعرض عدد من الصحفيين في محافظات مختلفة، إلى اعتداءات وتهديدات طالت مجموعة من الصحفيين في عدد من المحافظات، بسبب تغطيتهم للتظاهرات التي شهدتها معظم محافظات البلاد.
وقالت جمعية الدفاع عن حرية الصحافة يوم أمس، ان جماعات مجهولة شنت حملة اعتداءات منظمة ضد صحفيين ووسائل اعلام محلية اثناء تغطيتهم تظاهرات امس الأول الجمعة في محافظات بغداد وذي قار والديوانية.
وبينت الجمعية في بيان ورد لـ"طريق الشعب"، ان فضائية المدى تعرضت الى اعتداء أثناء تغطيتها التظاهرة التي انطلقت في ساحة التحرير، بحسب موفد الجمعية الذي كان حاضرا هناك.
وقال موفد الجمعية إن مجهولين تعرضوا الى كادر قناة المدى الذي كان يغطي التظاهرة، وسرقوا ذاكرات الخزن () ومنعوا كادر القناة من مزاولة عمله لتغطية التظاهرة.
وأضاف أن "المعتدين حاولوا ضرب مصور القناة وسرقة معداته، لكن الأخير تمكن من الفرار".
كما تعرض كادر قناة البغدادية إلى الضرب من قبل مجهولين وسط ساحة التحرير ايضا. وابلغ الصحفي عبد الرشيد الصالحي، الذي يعمل في مكتب البغدادية ببغداد، جمعية الدفاع عن حرية الصحافة، عن قيام مجهولين بالاعتداء على كادر قناة البغدادية، محاولين تدمير معداتهم.
وأضاف الصالحي ان المجهولين تربصوا لكادر القناة في ساحة التحرير وضربوهم عندما بدأ المراسل ظفر المندوب ومصور القناة بتغطية التظاهرة.
وشهدت ساحة التحرير قيام مجهولين برفع لافتات تحرض على الاعتداء ضد كادر قناتي الشرقية والبغدادية في ساحة التحرير، كما دعوا عبر مكبرات الصوت الجماهير الى طرد كوادر هاتين القناتين، وفق الجمعية.
وسجلت الجمعية اعتداءً ثانيا على كادر قناة البغدادية الذي حاول تغطية تظاهرة الناصرية، مركز محافظة ذي قار، حيث منعت القوات الأمنية قناة البغدادية من التغطية المباشرة للتظاهرة التي انطلقت وسط ساحة الحبوبي.
وقال ممثل الجمعية في محافظة ذي قار، إن عناصر الأمن منعوا اجهزة البث المباشر من دخول الساحة، لافتا الى ان قناة البغدادية هي الوحيدة التي تمتلك اجهزة النقل المباشر.
وفي محافظة الديوانية، اعتدى مجهولون على كادر قناة الرشيد من اجل ابعادهم عن ساحة التظاهر. وقال ممثل الجمعية في محافظة الديوانية، منار الزبيدي، إن "مجهولين تعرضوا لزيد الفتلاوي، وسعد الصباغ، مراسلا قناة الرشيد، لكنه قال إن الإعلاميين تفاديا الموقف وأكملا نقل التظاهرة التي استمرت حتى ساعات متأخرة من ليلة أمس الجمعة".
وقالت الزبيدي ان الجهات الرسمية رجحت ان يكون المعتدين مدفوعون من قبل جهات تحاول تخريب او حرف التظاهرة.
وفي سياق ذي صلة لا يزال الزميل ضياء الغريفي، رئيس تحرير صحيفة النجف، يعاني مشاكل في عينه اليمنى بسبب الاعتداء الذي تعرض له من قبل النائب الثاني لمحافظ النجف طلال بلال.
وقال الزميل الغريفي، لجمعية الدفاع عن حرية الصحافة إن "النائب الثاني لمحافظ النجف طلال بلال ضربني باستخدام قنينة مياه معدنية على منطقة العين، اثناء تواجدي في احد مطاعم المدينة، وتهجم علي، لتغطيتي تظاهرات سابقة في مدينة النجف".
وشهد الاسبوع الماضي 8 حالات اعتداء وطرد وتهديد وتحريض على القتل بحق صحفيين في البصرة والسماوة وبغداد وديالى.
واعربت الجمعية عن مخاوفها من تصاعد حملات الاعتداءات ضد الصحفيين في خضم التظاهرات والاحتجاجات التي تشهدها البلاد، محملة القوات الأمنية والحكومات المحلية المسؤولية الكاملة لسلامة حياة جميع الصحفيين.
واعتبرت الجمعية ان "عدم قيام الحكومة الاتحادية والقوات الامنية باية اجراءات حقيقية لحماية الصحفيين اثناء التظاهرات، بانه تخل عن المسؤولية، وتواطؤ مع الجهات المجهولة التي تشن اعتداءاتها دون رادع، لانها لم تكشف حتى الان الجهات المجهولة التي تنظم حملات الاعتداءات".
كما اعلنت الجمعية تضامنها الكامل مع جميع الزملاء الصحفيين، داعية رئيس الحكومة وقادة الاجهزة الامنية الى اخذ دورهم في حماية الصحفيين، وعدم الاكتفاء بالبيانات الصحفية والتوجيهات غير المجدية.
من جانبها، أعرب النقابة الوطنية للصحفيين العراقيين عن تقديرها لكل الإجراءات والقرارات التي اتخذها رئيس مجلس الوزراء حيدر العبادي لتمكين المواطنين من ممارسة حرية التعبير التي كفلها الدستور، بما في ذلك عبر وسائل الإعلام، وتأمين حرية العمل الإعلامي في بيئة آمنة ومستقرة، وضمان كرامة الإعلاميين.
وقالت الجمعية في بيان لها تلقت "طريق الشعب" نسخة منه: إن إصدار العبادي أخيراً التوجيهات إلى جهاز الادعاء العام بالتحقيق في حادثة تعرّض أحد الزملاء الإعلاميين في محافظة النجف للاعتداء من جانب أحد مسؤولي المحافظة، ينسجم مع ما تتطلع إليه الأسرة الصحفية من أن تكون السلطة التنفيذية سنداً للسلطة الرابعة وكفيلاً للتمتع بحقوقها وفي المقدمة منها حق الوصول الحر إلى المعلومات والنشر الحر للمعلومات.
وذكرت النقابة الوطنية للصحفيين الحكومة ورئيسها بحاجة الأسرة الإعلامية الماسة الى تشريع القوانين الضامنة لحرية العمل الإعلامي ولحقوق الصحفيين، بما فيها حقوقهم في بيئة مهنية مناسبة يتوفر فيها الإنصاف على صعيد الأجور والرواتب، وتضمن حق العيش الكريم للإعلاميين في حياتهم وأثناء تقاعدهم وبعد وفاتهم.