مدارات

اليساري جيريمي كوربن يفوز بزعامة حزب العمال البريطاني

طريق الشعب
أحدث السياسي اليساري البريطاني جيريمي كوربن مفاجأة بالفوز في انتخابات زعامة حزب العمال.
وتفوّق كوربن الذي اعتبره مراقبون مرشحا هامشيا في المنافسة على أندي بيرنام وأيفيت كوبر وليز كندال بعد حملة انتخابية استمرت أسابيع عدة. وانتهى التصويت الخميس الماضي، وشارك فيه ما يقارب 610 آلاف شخص.
وحصل على 25147 صوتا، بنسبة 59,5 في المئة، متقدما بنسبة 40 في المئة على أقرب منافسيه بيرنام الذي حصل على 19 في المئة.
وتعهد كوربن (66 عاماً) الذي قضى 32 عاما من حياته السياسية في مجلس العموم بالنضال من أجل بريطانيا أكثر تسامحا وأكثر تقبلا للتنوع الثقافي، وبمعالجة "الفوارق الاجتماعية الفاضحة".
وقال بعد اعلان فوزه أمس: إن "الناخبين عبروا عن رفضهم للفوارق الاجتماعية والظلم والفقر غير المبرر".
ونبه إلى أنه في أول يوم له في البرلمان كزعيم للحزب سوف يعارض القيود التي تعتزم حكومة المحافظين فرضها على النقابات، في مشروع قانون سيعرض الاثنين المقبل.
وأبدى زعيم حزب العمال السابق إيد ميليباند دعمه للزعيم الجديد، لكنه قال إنه يأمل منه "أن يمد يده إلى جميع تيارات الحزب"..
وسيتعين على كوربن النهوض بحزب العمال بعد خسارته المدوية في الانتخابات التشريعية في 7 أيار الماضي، أمام المحافظين بزعامة ديفيد كاميرون، وأن يقود الحزب حتى الانتخابات التشريعية المقبلة في عام 2020، إذ سيحاول وضع حد لـ 10 سنوات من حكم المحافظين..
واعتبر مراقبون انتخاب كوربن المعارض الشرس لسياسات التقشف على غرار حزبي "سيريزا" اليوناني و"بوديموس" الإسباني يمثل ثورة صغيرة داخل حزب العمال الذي كان حتى فترة قصيرة ملتزماً بالنموذج الاجتماعي الديمقراطي الذي دعا إليه توني بلير.
وتمكن كوربن من حشد مؤيدين يأملون بديلا سياسيا، ومن إثارة حماسة لم يكن مسؤولو الحزب يتوقعونها.
وصرح الأمين العام لـمؤسسة "فابيان سوسايتي" من الوسط اليسار اندرو هاروب، أخيراً, بأنه "ينجح لأنه يمثل الموقف الرافض للسياسة التقليدية، ولأن المرشحين الآخرين لم يعرفوا كيف يثيرون شعوراً بالحماسة أو الأمل، لدى الناخبين".
وكسب كوربن قاعدة الحزب والنقابات من خلال دعوته إلى الانتقال إلى اليسار، من خلال مقترحات, مثل إعادة تأميم السكك الحديد والطاقة وفرض رقابة على الإيجارات.