مدارات

التحالف الرباعي يقسّم النواب العراقيين بين مرحب ورافض

مهدي محمد كريم
تباينت آراء عدد من اعضاء مجلس النواب، بين مرحب ورافض بشأن إعلان التحالف الرباعي الذي ضم كلا من روسيا وإيران والعراق وسوريا. وفي الوقت الذي عد فيه نائب عن التحالف الوطني الاتفاق الرباعي ذا "فائدة عظيمة"، أشار نائب عن تحالف القوى الوطنية الى أن الاتفاق سيجعل السيادة في مهب الريح.
وفي حديث مع "طريق الشعب" أمس الثلاثاء، قال عضو التحالف الوطني جواد البولاني؛ ان "الاتفاق الرباعي الروسي الايراني العراقي السوري ان تحول الى قوة على الارض سوف يكون ذا فائدة على وفق مركز تنسيق استخباري افضل بكثير من المعلومات التي نحصل عليها من مواقع الانترنيت".
واضاف البولاني ان "العراق أمامه جملة من الاجراءات عليه اتخاذها والعالم اليوم أمام اختبار اخلاقي لمساعدة العراق للتخلص من داعش والجماعات الارهابية " .
وأردف قائلا "نطالب العالم اخلاقيا بقوة موقفهم معنا حتى نستطيع تخليص العراق من اجندات بعض الدول من خلال شعوب المنطقة وحكوماتها معنا وان التعاون الامريكي الروسي يكون مفيدا اذا اتفق الجانبان على مقاتلة داعش"، معرباً عن توقعه بأن "داعش سوف يهرب من العراق الى سوريا قريبا".
من جهته، اوضح النائب عن الاتحاد الوطني عبد الباري زيباري ان "التحالف الرباعي سوف يأتي في مصلحة للعراق, خاصة ان العراق بحاجة الى مثل هكذا تحالفات وخصوصا في المجال الامني والاستخباري وان التهديد سوف يمتد في حال عدم قطع دابره".
وبين زيباري ان "روسيا وغيرها من الدول لديها ايضا مشاكل مع الجماعات الارهابية وان طرحها مثل هكذا تحالف يأتي بالدرجة الاساس للمحافظة على مصالحها في المنطقة وتنفيذ تعهداتها بطرد داعش من المنطقة وحماية امنها الوطني".
وفي سياق متصل؛ أفاد مصدر دبلوماسي عسكري في موسكو بأن مركز بغداد لتبادل المعلومات الاستخباراتية بين عسكريي تحالف العراق وسوريا وإيران وروسيا سيبدأ عمله في تشرين الأول أو تشرين الثاني المقبلين.
وقال المصدر لوكالة "نوفوستي" الروسية أمس الثلاثاء: ان "تبادل المعلومات هو بالطبع تبادل المعطيات الاستخباراتية التي تحصل عليها الدول الأربع من مصادرها، وهذا عنصر ثقة ومسؤولية مهمة في مواجهة خطر انتشار نفوذ داعش في المنطقة، وسيتم تأسيسه خلال تشرين الأول- تشرين الثاني".
وسيرأس المركز ضباط من روسيا وسوريا والعراق وإيران بالتناوب لفترة ثلاثة أشهر.
وكان رئيس لجنة الامن والدفاع النيابية حاكم الزاملي قد قال امس، في تصريح صحفي: أن الخبراء الإيرانيين والروس قد وصلوا الى العراق، تمهيدا لبدء عمل التحالف الرباعي بين العراق وسوريا وايران وروسيا".
غير أن عضو لجنة الامن والدفاع النائب محمد الكربولي، أكد ان الاتفاق الرباعي بين روسيا وايران وسوريا والعراق يجعل سيادة البلاد في "مهب الريح"، مشيرا الى ان ربط مصير العراق بمصير بشار الاسد يؤدي الى صعوبة التوقع باستقرار العراق قريبا.
وقال الكربولي في بيان تلقت "طريق الشعب" نسخة منه: ان "الاعلان المفاجىء للاتفاق الرباعي بين روسيا وايران وسوريا والعراق يهدد السيادة العراقية"، مؤكدا ان "هذا الاتفاق سيجعل السيادة في مهب الريح ويحول العراق الى ساحة لتصفية الخصومات الدولية على حساب ارضه وشعبه ومستقبله".
واضاف الكربولي ان "هذا الاتفاق يثير الكثير من علامات الاستفهام"، مشيرا الى ان "ارتهان مستقبل العراق بالمصالح الروسية او الايرانية، وربط مصيره بمصير بشار الاسد يجعل من الصعب لنا توقع استقرار قريب للعراق او نجاته من مخططات تقاسم النفوذ الدولي الجديد".
وطالب عضو الكتلة النيابية لتحالف القوى بـ"استضافة قيادة العمليات المشتركة في البرلمان للوقوف على الاسباب والموجبات التي فرضت الضرورة المفاجئة لعقد الاتفاق الرباعي دون معرفة البرلمان بذلك"، لافتا الى ان "الاتفاق يؤشر لخفايا لعبة استخبارية اقليمية ستلهي وتبعد قيادة العمليات عن دورها في متابعة عمليات تحرير الانبار ونينوى وصلاح الدين، وهو ما يبرر اسباب تراجع العمليات العسكرية في المدن الخاضعة الى سيطرة داعش".