مدارات

جمعية صحفية تتحدث عن هجرة جماعية لإعلاميي ديالى والشرطة تنفي

طريق الشعب
أعلنت جمعية الدفاع عن حرية الصحافة في العراق، امس السبت، أن محافظة ديالى تشهد هجرة شبه جماعية للصحفيين العاملين في مختلف المؤسسات الإعلامية، على خلفية اغتيال الصحفيين سيف طلال وحسن العنبكي،
وفيما، طالبت رئيس مجلس الوزراء، حيدر العبادي، بحماية الصحفيين في ديالى، اعتبرت قيادة شرطة محافظة ديالى، تقرير الجمعية، منافيا للحقيقة، مؤكدة ان الاعلاميين يمارسون عملهم من دون اي ضغوط.
الى ذلك، اعرب مرصد الحريات الصحفية، عن خشيته على سلامة الصحفيين والإعلاميين من التعامل الذي تبديه حيالهم أفواج عسكرية “لا تخضع لسلطة القانون”، متهما قوة من الفوج الرئاسي بالاعتداء، أمس، على اثنين من الصحفيين.
هجرة صحفيي ديالى
قالت جمعية الدفاع عن حرية الصحافة في العراق، في بيان، تلقت "طريق الشعب" نسخة منه، ان "مراسل قناة دجلة الفضائية علي الربيعي أعلن تقديم استقالته من عمله بعد المخاطر الجدية التي تحيط بالصحفيين في ديالى"، موضحة أن "الربيعي كان قد تعرض لاستجواب من قبل قيادة عمليات ديالى على خلفية تقرير أعده حول الخطط الأمنية الجديدة في المحافظة لتلافي كثرة الخروق الأمنية، ووجود تواطؤ امني مع عصابات الخطف المستمرة".
وأضافت الجمعية، أن "مراسلي معظم الفضائيات غادروا ديالى إلى محافظات إقليم كردستان، بعد شعورهم بالخوف الشديد جراء التهديدات التي تلقوها من جهات مجهولة"، معربة عن "قلقها إزاء تصاعد موجة التهديدات في المحافظة التي تشهد أوضاعا أمنية سيئة".
وطابت الجمعية رئيس مجلس الوزراء حيدر العبادي بـ"توجيه الأجهزة الأمنية لتوفير الحماية اللازمة للصحفيين في ديالى، وإعادة الاطمئنان اليهم وأسرهم"، معتبرة أن "استمرار استهداف وتهديد الصحفيين في ديالى يهدف للتغطية على الجرائم التي تنفذها جماعات مسلحة مجهولة".
وكانت قوة أمنية قد عثرت على جثتي الصحفيين سيف طلال وحسن العنبكي، الثلاثاء الماضي، بعد أن قضيا رميا بالرصاص شمال شرقي بعقوبة.
نفي هجرة الاعلاميين
قال المتحدث الاعلامي باسم قيادة شرطة ديالى، العقيد غالب العطيه، لوكالة "السومرية نيوز"، ان "قيادة شرطة ديالى في تواصل مستمر مع كافة الطواقم الاعلامية العاملة داخل المحافظة"، نافيا "بشكل قاطع هجرة اي منهم الى اقليم كردستان او اي منطقة بسبب الاحداث الاخيرة او تعرض اي منهم الى مضايقات او تهديدات".
واعتبر العطية "تقرير جمعية الدفاع عن حرية الصحافة في العراق والذي تضمن اوضاع صحفيي ديالى منافيا للحقيقة ويفتقد للحقائق ولدينا الكثير من الادلة بهذا المضمار"، مشيرا الى ان "الاعلاميين يمارسون عملهم من دون اي ضغوط والقوى الامنية تؤمن لهم الحماية المطلوبة في اي نشاط".
واكد ان "الحديث عن تعرض مراسل احدى القنوات الى تهديد غير حقيقي وتم نفيه من قبله بصفة مباشرة"، لافتا الى "وجود خط ساخن بين القيادة والاعلاميين لتوفير المساعدة لاي منهم في اي بقعة على ارض ديالى".
وتابع العطية ان "الاعلام خط احمر وهو يمثل السلطة الرابعة التي تحظى بالاحترام والتقدير"، موضحا "اننا لن نتهاون في حمايتهم اذا ما تعرضوا الى اي اذى او تهديد".
اتهام الفوج الرئاسي
وقال مرصد الحريات الصحفية، في بيان، تلقت "طريق الشعب" نسخة منه، إن “قوة عسكرية من عناصر الفوج الرئاسي المتمركزة عند مدخل منطقة الدورة قرب محطة وقود المهدية جنوبي بغداد، اعتدت بالضرب المبرح، مساء أمس، وبشكل (فج ووقح) على اثنين من الصحفيين، فضلا عن حقوقيين كانوا يرافقونهم بعمل صحفي”، لافتا الى أن “الصحفي علي عبد الزهرة، تعرض للضرب المبرح من قبل نحو 20 جنديا وبإشراف ضابط برتبة نقيب من الفوج الرئاسي”.
وأضاف المرصد نقلاً عن أحد الصحفيين الذي أبلغ عن الحادث، أن “الجنود استخدموا مؤخرات بنادقهم في الهجوم على عبد الزهرة، ما أدى إلى حصول نزيف في رأسه”، موضحا أن “أحد الجنود هدد وتحت أنظار ضابطه الصحفي عبد الزهرة، إما الركوع تحت قدميه أو أن يطلق عليه النار”.
وتابع المرصد، أن “الصحفي إياس حسام الساموك، الذي يعمل في صحيفة (الصباح الجديد) تعرض أيضا للاعتداء، بعد أن انهال عليه أحد الجنود بالشتائم وهدده بكسر أجهزة اتصالاته”، موضحا أن “الصحفي عبد الزهرة تعرض كذلك الى الاحتجاز التعسفي لمدة ساعتين تقريبا في مقر الفوج الثالث التابع للحرس الرئاسي الذي يقع بالقرب من جسر الطابقين”.
وطالب مرصد الحريات الصحفية وزارة الدفاع بـ”التحقيق في الاعتداء الذي تعرض له الصحفيان علي عبد الزهرة وإياس حسام الساموك”، محملا وزير الدفاع خالد العبيدي، “مسؤولية هذا الاعتداء لأنه المسؤول عن مهام هذه الأفواج العسكرية التي باتت لا تخضع لسلطة القانون وتستهتر بشكل واضح في التعامل مع المجتمع والفرق الإعلامية”.