يعبر الحزب الشيوعي الأردني عن تقديره للإنجاز الذي حققته القوات المسلحة والقوى الأمنية في إحباط مخططات الإرهابيين في تنفيذ جرائمهم في مواقع عسكرية ومدنية في البلاد.

وفي الوقت الذي يثمن فيه الحزب، كما كل القوى الوطنية والديمقراطية بطولة الشهيد رائد الزيود ورفاقه الأبطال الذين ضربوا مثلاً رائعاً في الدفاع عن الوطن، فإنه يتوجه الى جميع القوى الوطنية على مختلف ميولها واتجاهاتها لتقف صفاً واحداً مع قواتنا المسلحة في التصدي للقوى الارهابية على جميع الأصعدة، الفكرية والسياسية والثقافية. فالمعركة الأمنية على أهميتها وأولويتها وضرورتها، ليست نقطة الصراع الوحيدة مع القطعان السائبة التي تزرع الحقد والعنصرية والتطرف والكراهية والفتنة الطائفية في بلادنا وفي المنطقة.

ومع إدراكنا العميق ليقظة الأجهزة الأمنية والعسكرية في الدفاع عن الوطن وعدم السماح للمساس بأمنه، فإننا نشير الى أن تصرفات الارهابيين وسلوكهم الاجرامي ومن يدعمهم، لا تقابل دائماً بالحزم الكافي، حيث يجري التساهل أحياناً إزاء هذه المجموعات المجرمة وإزاء القوى التي تشكل لهم السند الثقافي والفكري خاصة في قطاعات التعليم المختلفة، الأمر الذي يعزز قلق ومخاوف أوساط وطنية واسعة من إنتشار خلايا مجرمة نائمة، قد تفجر حقدها وارهابها عندما تحركها مراكز قياداتها الآثمة.

إن تعزيز الجبهة الداخلية لمواجهة الارهاب، يتطلب إباحة الحريات الديمقراطية للقوى الوطنية والكف عن التضييق عليها سواءً من خلال اعتقال النشطاء او من خلال منع الأنشطة الوطنية العامة فقد اتسعت هذه الاجراءات وشملت الاعتداء حتى على النواب، وجرى تفريق المتظاهرين بقسوة واعتقال بعضهم

فأمن الوطن لا تصونه القوى الأمنية فقط، بل يصان كذلك بوحدة القوى الوطنية وباتساع هامش الحريات الديمقراطية، وبتعزيز الجبهة الداخلية.

وفي ذات الوقت فإننا نطالب الاردن النأي بنفسه عن بعض الاجراءات والمواقف التي تسيء لأمنه الوطني من جهة، ولعلاقاته مع مختلف القوى العربية من جهة ثانية، فإننا نرى أن الهجوم على حزب الله اللبناني باعتباره قوة ارهابية، قضية تهدد أمن لبنان واستقلاله، وتعزز الصراعات الطائفية في البلاد العربية، وتقدم مساعدة للعصابات الصهيونية في اسرائيل التي هُزمت على يد حزب الله. ونحن إذ نقدر حجم الضغوط التي يتعرض لها الاردن بهذا الخصوص، نطالب بأن يبقى الدفاع عن أمن واستقرار الوطن النبراس الهادي للسياسة الاردنية.

عمان في 5/3/2016