- التفاصيل
-
نشر بتاريخ الإثنين, 28 آذار/مارس 2016 19:38
متابعة وترجمة: رشيد غويلب
أجرت جريدة الحزب الشيوعي السويدي "بروليتاريا" في العاصمة الفنزويلية حوارا مطولا مع كارلوس فيمر سكرتير العلاقات الأممية في الحزب الشيوعي الفنزويلي قدم فيه رؤية الحزب لأسباب هزيمة اليسار الانتخابية. وفي البداية قدم فيمر عرضا تاريخيا للصعوبات التي تواجه فنزويلا منذ 100 عام نتيجة هيمنة وتدخل الولايات المتحدة المتواصل، فضلا عن عرض تفصيلي لمراحل التجربة البوليفارية.
وشدد فيمر ان المعارضة اليمنية فازت بالانتخابات، ولكنها منقسمة على نفسها في العديد من القضايا، ولا يجمعها سوى العداء لحركة شافيز. وتفتقد لشخصية قائدة. ويوجد بين صفوفها مجموعات فاشية تم تأهيلها في الولايات المتحدة الأمريكية. وان قوى اليسار ارتكبت أخطاء هي الأخرى. ان الخطأ الأكبر إطلاق شافيز وبعده مادورا تسمية الإشتراكية على التجربة وهي ليس كذلك. ولا يستطيع المرء بناء الإشتراكية داخل نظام رأسمالي. واعتقد الشعب ان هذه هي الإشتراكية. لقد كان شافيز ذكيا، فاوضح للشعب ان الثورة تسير رغم الصعوبات على الطريق الصحيح، وكان يتمتع بثقة الناس، والرئيس مادورا لم يتمتع بهذا القدر من الثقة.
المهمات الآنية للحزب
ان على الحزب الشيوعي ملاحظة تناقضين مهمين في نضاله اليوم: الأمبريالية ضد الدولة الوطنية ورأس المال ضد العمال. والحزب مازال يناضل في سبيل تحقيق السيادة الوطنية. والولايات المتحدة تمثل الخطر الماثل امامنا، اذ يمكن لها ان تغزو فنزويلا، كما فعلت ذلك في ليبيا. والثورة البوليفارية مناهضة للإمبريالية، وتناضل في سبيل تحقيق التكامل في امريكا اللاتينية، والسكان يحيون ذلك ويدعمونه. وهذا يمثل سياسة الحزب الشيوعي، لذلك يدعمها الحزب، على الرغم من ان الحزب الإشتراكي الموحد وزعامته يمثلون البرجوازية الصغيرة. لقد تحدث شافيز عن ضرورة حل الحزب الشيوعي وضمه الى حزبه الإشتراكي. واضطر الحزب الشيوعي الى عقد مؤتمرين استثنائيين لمناقشة موقف الحزب من هذه القضية. وعندما اراد الحزب اعلان موقفه، امتلأ مقره بممثلي الصحافة العالمية. ولكن اهتمام هؤلاء تبخر فورا عندما اعلن الموقف "نحن سنستمر بدعم شافيز، ولكننا نحتفظ باستقلالية حزبنا"، عندها لم تجد الصحافة العالمية ما يثير اهتمامها. وكان نقاشا صعبا داخل الحزب. وشافيز كان ذا شعبية كبيرة.
منجزات كبيرة
لقد حققت تجربة تحالف اليسار منجزات كبيرة منها: تقليص الفقر، والقضاء على الفقر الحاد. وتنمية قطاعي التعليم والصحة وتوسيعها وجعلها متاحة مجانا للجميع.وتم تعميق الديمقراطية، وبناء مليون شقة سكنية. والإنجاز الأهم هو رفع مستوى وعي الناس السياسي، الذي يحمل في ثناياه مخاطر، فمع تزايد الوعي السياسي، لا يتقبل الناس، كما في السابق، كل شيء ببساطة. وإذا ما استمر السياسيون والقادة النقابيون في استخدام الآليات القديمة، من دون إشراك المعنيين وسماع رأي الأغلبية، يذهب الناس بعيدا عنهم. وهذا ما عكسته انتخابات كانون الأول 2015 البرلماني، حيث رفضت الأكثرية مظاهر الفاسد والامتيازات التي يتمتع بها الكثيرون. والحقيقة أن الكثير من الفنزويليين يريد اليوم الحصول على مزيد من الثورة، ولكن قيادة الحزب الاشتراكي لا تريد المضي بالعمال وعموم السكان قدما. وتعامل الحكومة الحالي لا يتضمن مبادرات كهذه. ويجب أن يكون هناك تغييرا.والرئيس مادورو هو العامل الوحيد في قيادة حزبه، ولكنه يحاول التوفيق بين المصالح المختلفة داخل الحزب الاشتراكي الموحد.
سيناريوهات محتملة
يمكن ان يؤدي التدخل الخارجي في الشؤون الداخلية إلى اندلاع حرب أهلية. ويمكن ان يبدأ مادورو مفاوضات مع المعارضة اليمنية ، ويخضع للابتزاز، ويوافق على التراجع عن المنجزات المتحققة، ولكن اليمين يريد التراجع عن ما حققه الشعب. والإحتمال الثالث هو السير قدما بثورة حقيقية. والحزب الشيوعي متفائل، فعلى الرغم من النقص في الحاجات الأساسية، صوت لصالح حكومة اليسار 5,7 مليون ناخب. وهناك 2 مليون من ناخبيها لم يشاركوا في التصويت، لأنهم يريدون المزيد من الثورة. وإذا تحققت إمكانية الربط بين المجموعات المختلفة وتنظيمها ، فان الثورة الحقيقية ممكنة. والحزب الشيوعي يحاول ذلك. ويستطيع المرء الحديث مع الناس عن كل شيء. لقد فتح شافيز الآفاق امام السكان. ومنحت النسوة الكثير من حقوقهن، ويلعبن اليوم دورا طليعيا في المجتمع. وعندما نظم اليمين انقلاب عام 2002 الفاشل كان النساء اول من خرج إلى الشارع للدفاع عن شافيز والثورة البوليفارية.
مشاركة الشيوعي في الحكومة
لقد بقي الحزب على أساس موقف واع خارج الحكومة. فالحزب الشيوعي حزب صغير ولا يمكنه الحصول على وزارات مهمة. وأراد الحزب عرقلة وصف حكومة شافيز بالشيوعية، لان الحزب يملك وزارة فيها. ولاحقا توصل الحزب إلى إن هناك ثوريين، ولكن الحكومة عموما حكومة برجوازية صغيرة، تتخذ مواقف جذرية، ولكنها لا تعتمد على العمال كأساس تنطلق منه في تعاملها. لقد اقترح الحزب الشيوعي تأسيس مجالس العمال ، على ان يكون لها مشاركة في ادارة الشركات، والمشروع نوقش في البرلمان طوال سبع سنوات من دون اقراره، وكذلك لم يجد مقترح الحزب الداعي إلى تأميم البنوك إذنا صاغية.
التضامن ألأممي
يمكن للتضامن الأممي ان يسهم في نقل المعلومة الصحيحة، وهناك الكثير من الأكاذيب حول حركتنا، ومن السهل نشرها في وسائل الإعلام. وعلى الشيوعيين الاعتراف بأخطائهم، والابتعاد عن تجميل الصورة. و يمكننا معا تحقيق الانتصار، والتضامن يجب ان يكون متبادلا بين الشعوب، وليس بين الزعماء.