مدارات

في استذكار شهيد الثقافة والوطن : مطالبات متجددة بالكشف عن قتلة كامل شياع / فهد الصكر

خمس سنوات مضت دون أن تكشف للرأي العام هوية قتلة الثقافة، بالرغم من أن مسرح الجريمة كان قريبا من بناية الوزارة التي تدير ملفات الأمن الساخنة! ليصبح ملف "الاغتيال" طي رفوف النسيان. هذا اذا كان هناك ملف لقضية الشهيد، أو أن هناك خللا في البحث عن الجناة ناشري الخراب، ممن يخشون الوعي والفكر التنويري .
في الذكرى الخامسة لاستشهاد كامل شياع، أقامت مؤسسة الروسم للصحافة والنشر، أول أمس الجمعة، على قاعة فندق "قصر السدير" وسط بغداد، حفلا استذكاريا، حضره الوكيل الأقدم لوزارة الثقافة طاهرناصر الحمود، والنائبة ميسون الدملوجي، والوزير الاسبق للثقافة مفيد الجزائري، إلى جانب عدد غفير من المثقفين والادباء والناشطين في الوسط المدني.
أدار الحفل الشاعر إبراهيم الخياط، الذي افتتحه ببيت شعر:
مضى طاهر الأثواب، لم تبق روضة     
غداة ثوى الا اشتهت أنها قبر

ثم دعا الحضور للوقوف دقيقة صمت لذكرى شهيد الثقافة والوطن كامل شياع، وشهداء الثقافة والوطن عرفانا ووفاء.
كلمة وكيل وزارة الثقافة
الكلمة الأولى ألقاها وكيل وزارة الثقافة، السيد طاهر الحمود، وجاء فيها "خمس سنوات مرت على رحيل شهيد الثقافة، المستشار البارز، صاحب البصيرة النافذة والرؤية الشاملة، العامل الدؤوب الذي ساهم بالأفكار التي صاغها وحولها الى عمل، الى حركة في الواقع الثقافي". وتحدث عن احدى مزايا الشهيد الكثار "وهي ميزة المهنية التي تهمنا جميعا؛ المهنية بما تعنيه من انصراف الى العمل المؤدى بعيدا عن التأثيرات الجانبية. وهذا امر بديهي في العمل، بوصفه مسؤولا ورجلا سياسيا، وقد لا يبدو سهلا على الجميع. وكامل هو النموذج الذي لم أجده يوما يسقط قناعاته الإيديولوجية على عمله".
كلمات أخرى
بعد ذلك ألقى الوزير الاسبق مفيد الجزائري كلمته، وقد عرض فيها لعمل الشهيد في وزارة الثقافة، والمشروع الثقافي الذي باشرا اعتماده وتوجّا جهديهما في شأنه بعقد مؤتمر المثقفين العراقيين في نيسان 2005 .
(سننشر نص الكلمة في عدد قادم).
ثم قرأ الشاعر زعيم نصار كلمة مؤسسة الروسم للصحافة والنشر، التي جاء فيها "يا كامل ايها الاستثنائي، ستبقى معنا، أنت الحاضر الى الأبد، والى الأبد تتحول دائما.. أشهد أنك حي أتولى عقلك وكتبك.. أنت الاستثنائي في روحي الى يوم نلتقي معا.. الروسم روسمك ونحن ورشتك كتبا وبحوثا، وسيرة وصورا وسلوكا وعقلا يا كامل ..".
بعد ذلك تحدث الناشط المدني جاسم الحلفي، (ننشر أسفل الصفحة نص كلمته).
الاعلامي توفيق التميمي
ثم قرأ الكاتب والاعلامي توفيق التميمي موضوعته عن الفقيد "قراءة في ملامح الضحية المقبلة" نقتطف منها ما يلي: "هل هدأت احزاننا بخسارة كامل شياع؟ وهل نفدت كلمات الندب وعواء الروح؟ وهل اكتفى قاتله المأجور بجريمته ومضى دون أن يفكر بضحية اخرى سيقتنصها اكمالا لمخطط أسياده من المجرمين والمتوحشين، الذين يريدون أن تظل هذه البلاد مرتعا للوحوش، ومرابطة بعجلة الرعب، ومأسورة بزمن الدكتاتورية وظلامية عقائدها وعفونة رائحتها الكريهة التي زكمت أنوفنا لاربعة عقود متتالية؟ هل تركت لنا مساحات الصدمة والذهول الكبيرة فسحة للتفكر في أمر الجريمة وظروف نجاحها واستنطاق اهدافها القريبة والبعيدة؟ هل ستسعفنا رؤانا الثقافية وبصيرتنا باستشفاف الغيب القادم بتصور ملامح الضحية المقبلة كي نترصد القاتل قبل وقوع جريمة اخرى ضحيتها تنوب عن كل المثقفين العراقيين، وتختصر محنتهم وعزلتهم امام وحوش الغابة الجديدة؟" .وأضاف التميمي: "اسئلة كثيرة تدور في ذهني بعد أن نضبت مشاعر الفجيعة، وبعد ان حضر الرعب كله منبها ومحذرا كل الذين يرومون الاصطفاف صفا واحدا لرفع رايات التنوير والحرية والسلام ضد فرق الظلامية والجهالة والوحشية".
الشاعر سهيل نجم
وقرأ الشاعر والمترجم سهيل نجم كلمة بالمناسبة، افتتحها بالدعوة إلى "أن نحتفي بكامل شياع، لا أن نرثيه". وقال أيضا "ان قصة اغتياله هي محاولة فاسدة لعرقلة مسيرة الحرية والتقدم في العراق بعد أن رأى القتلة أن ضياء هذه الشخصية يمثل محورا يجذب العقول المستنيرة ويتفاعل معها، لخلق آفاق لا مجال فيها للفاسدين والدوغمائيين وذوي العقول الاتباعية الذين لا يعرفون الفكر الحر".
بعد ذلك قرأ د.غيلان بحثا أوليا في فكر الشهيد الراحل، بعنوان "تخليص المستقبل من الماضي وتحرير الماضي من المستقبل" متناولا الرؤية البحثية للراحل أزاء طروحات الحياة الثقافية المستقبلية.
الكاتب رضا الظاهر
وأخيرا تحدث الكاتب رضا الظاهر قائلا "انطفأ مشعل كامل شياع الذي كان يجول في شوارع بغداد. فيرعب الظلاميين القتلة. غير ان هذا المشعل سيظل في أرواحنا ينبوعا للتنوير، وأفقا للتغيير. هل كان كامل واهما؟ لا أستطيع الا أن أراه بصورة قديس حالم في زمن تكسرت فيه الأحلام، أختار كامل شياع العراق .. فخسر أغلاله ليربح عالما بأسره".
فيلم عن الشهيد
هذا وعرض على هامش الاستذكار، فيلم وثائقي عن الشهيد كامل شياع، يتناول سيرته ويتضمن شهادات عنه لمثقفين عراقيين. والفيلم من اخراج صائب حداد، ومساعد المخرج هنادي جليل، وسيناريو زعيم نصار.