مدارات

بيان صادر عن الحركة التقدمية الكويتية حول التحضيرات الجارية للتدخل العسكري الإمبريالي في سورية

تتابع اللجنة المركزية للحركة التقدمية الكويتية ببالغ القلق الأخبار المتواترة عن التحضيرات الجارية لقيام الولايات المتحدة الأميركية بقيادة التدخل العسكري الأجنبي في سورية، وهو تدخل إمبريالي عدواني يتعارض تمام التعارض مع القانون الدولي، ناهيك عن أنّ مثل هذا التدخل العسكري الأجنبي سيلحق أفدح الضرر بالشعب السوري نفسه وبنضاله من أجل الحرية والديمقراطية، الذي لا يمكن أن ينفصل بحال من الأحوال عن تمسكه الثابت طوال تاريخه بالاستقلال الوطني لبلاده والذود عن سيادتها ووحدة أراضيها.
إنّ الهدف الرئيسي لهذا التدخل العسكري الأجنبي هو بسط الهيمنة الأميركية على منطقتنا العربية بأكملها؛ وفرض ترتيبات جديدة عليها تخدم بالأساس مصالح الإمبريالية الأميركية والعدو الصهيوني، بما في ذلك ضمان التفوق العسكري الإسرائيلي الكامل بعد تفتيت دول المنطقة وتحطيم قدراتها.
إنّنا في الحركة التقدمية الكويتية في الوقت الذي نعلن فيه رفضنا وشجبنا لهذا التدخل العسكري الإمبريالي العدواني في سورية فإنّنا نحمّل النظام المسؤولية السياسية عن نهجه القمعي الدموي في التعامل مع مطالب الشعب السوري، الذي يقدّم الذريعة التي تبحث عنها الدوائر الإمبريالية للتدخل العسكري، كما نحمّل بعض أطراف المعارضة المسؤولية التاريخية والوطنية عن بياناتهم وتصريحاتهم المتكررة لاستدعاء هذا التدخل الأجنبي وتبريره.
وبالإضافة لكل ما سبق فإنّ لدينا خشية مبررة من أن يؤدي التدخل العسكري الإمبريالي العدواني في سورية إلى إشعال نيران الحرب في المنطقة ككل، مع ما يترتب على ذلك من تداعيات خطرة ونتائج كارثية ستتجاوز الحدود السورية... وفي هذا السياق وانطلاقاً من موقفنا الوطني وحرصنا على استقرار الكويت وأمنها وسيادتها فإنّنا في الحركة التقدمية الكويتية نخشى من أن تستخدم الولايات المتحدة الأميركية التسهيلات العسكرية المقدمة لها في الكويت لشن عملياتها الحربية، ما سيجرّ بلادنا بالضد من مصلحتها وإرادتها إلى أن تكون هدفاً لعمليات حربية مضادة أو أعمال انتقامية عندما يتسع نطاق المواجهة... ومن هنا فإننا نحمّل الحكومة المسؤولية عن مغبة إقحام بلادنا طرفاً في العمليات العسكرية، إذ من واجبها الحليولة دون حدوث ذلك، فليس لنا أدنى مصلحة في أن تتحول بلادنا إلى منصة لهجوم أو تكون هدفاً للردّ المضاد.
الكويت في 4 سبتمبر 2013