مدارات

اكبر مؤتمر للسلام في 2016 ينعقد في برلين

رشيد غويلب
ضيّفت قاعات الجامعة التقنية في العاصمة الألمانية برلين في ايام 30 ايلول – 2 تشرين الاول الماضيين اكبر مؤتمر للسلام في عام 2016، اعتبره منظموه بمثابة اجتماع عام لحركة السلام في العالم.
عقد المؤتمر تحت شعار"نزع السلاح من اجل اجواء سلمية"، وشارك فيه اكثر من الف شخصية يمثلون 80 بلدا. كان من ضمنهم، على سبيل المثال لا الحصر، القائدة الشيوعية الاسبانية ونائبة رئيس حزب اليسار الأوربي مايتي مولا، المفكر المصري المعروف سمير امين، المفكر الامريكي اليساري نعوم تشومسكي (عبر دائرة الكترونية)، رئيس نقابات الخدمات في المانيا (اكبرنقابة في البلاد) فرانك برسكه، وزير خارجية كازاخستان ارلان إدريسوف، اودا فلويرانت مديرة معهد بحوث السلام في استكهولم، فريريكو مايور المدير العام السابق لليونسكو، ماريا فرناندا اسبينوزا غارسيس وزيرة الدفاع السابقة في الأكوادور والممثلة الدائمة حالياً لبلادها في الأمم المتحدة في جنيف، والعديد من حملة جائزة نوبل للسلام، والجائزة البديلة لها، وعدد من الشخصيات الإقتصادية والسياسية العالمية.
وجرى دعم المؤتمر من قبل اتحاد النقابات العالمي (ITUC) ، معهد بحوث السلام في استكهولم SIPRI ، منظمات دينية عالمية تمثل مختلف الاديان،منظمات عاملة في مجال حماية البيئة والتنمية السياسية، واكبر ثلاث مؤسسات للبحوث في المانيا: هانريش بول القريبة من حزب الخضر، ومؤسسة فريدرش ابرت القريبة من الحزب الإجتماعي الديمقراطي، ومؤسسة روزا لوكسمبورغ القريبة من حزب اليسار الالماني. وشبكة "تحول" التابعة لحزب اليسار ألأوربي.
مواجهة تحديات السلام
وفق معطيات معهد بحوث السلام بلغ مجموع المبالغ المخصصة للتسلح في عام 2015 ألفاً و 700 مليار دولار. وفي نفس العام عانى 900 مليون انسان من الجوع، بينما يموت يوميا 10 آلاف طفل بسبب امراض قابلة للعلاج. وتتعمق الفوارق الإجتماعية دون انقطاع، وبسبب تصاعد التحديات الإجتماعية، وضرورة توفير الأموال لمواجهة مشاكل التغيرات المناخية، لن يستطيع العالم تحمل النفقات المهدورة على التسلح.
لقد اصبح نزع السلاح وتقليص النفقات العسكرية من المهام الملحة على جدول العمل الدولي. ولهذا فقد عمل المؤتمر المنعقد في برلين على الترويج لفكرة السلام، والتعامل السلمي والمعقول مع موارد كوكبنا المحدودة. ولذلك جعل المؤتمر في مركز اهتمامه قضية التحولات العالمية، اي كيف يصل العالم الى اجواء التغيرات الأساسية المطلوبة، اجواء الحوار والتفاوض والتنسيق وتحقيق الأمن المشترك؟
ان التحول نحو السلام يمثل التحدي المركزي في القرن الحادي والعشرين، ولهذا كان المؤتمر واضحا في رفضه للحروب والمواجهات. واكد ان مشاركة الناس على جميع المستويات، واعتماد ديمقراطية عالمية جديدة يرتبطان ارتباطا لا ينفصم مع العملية السلمية. ذلك ان البشر يساقون الى الحرب في الغالب بتاثير الاكاذيب والصورة النمطية للاعداء.و يسعى الناس في الوقت نفسه وباستمرار الى السلام عبر نشاطات كبيرة. ولذلك كان من الأهداف الاساسية للمؤتمر المساهمة في نشاط حركة السلام عبر توفير الحجج والمعطيات والتوصل الى "خطة عمل من اجل السلام"، مرتبطة باستراتيجيات التحول والتغيير.
لقد كان المؤتمر فرصة للتحفيز على المزيد من الفعل اليومي من اجل السلام.
مكتب السلام العالمي
تأسس مكتب السلام العالمي (IPB) سنة 1891- 1892، وهو اقدم شبكة للسلام في العالم، حيث تضم اكثر من 300 منظمة سلام تعمل في اكثر من 70 دولة. وقد حصلت الشبكة في عام 1910 على جائزة نوبل للسلام. وخلال السنوات التي مضت حصل 13 شخصية ينتمون للشبكة على جائزة نوبل للسلام. وتتبنى الشبكة رؤية الى عالم بدون حروب، والحلقة المركزية في عملها تركز على موضوعة " نزع السلاح من اجل تنمية مستدامة"، خصوصا نفقات التسلح وطريقة توزيعها.
ومنذ 6 سنوات تشارك الشبكة في حملة عالمية من اجل تقليص نفقات التسلح، ومنذ الثمانينيات وهي تشارك في العمل من اجل نزع السلاح النووي في جميع انحاء العالم.
تظاهرة كبرى ضد نصب الصواريخ المزدوجة – بون 1983.