مدارات

قيادة الاشتراكي الاسباني تدعم تشكيل حكومة اقلية يمينية

رشيد غويلب
قرر المؤتمر المصغر للحزب الاشتراكي الإسباني دعم حكومة اقلية يمينية برئاسة زعيم حزب الشعب المحافظ ماريانو راخوي. وبهذا انتهت الآمال المعلقة على امكانية تشكيل حكومة تقدمية اخرى في اوروبا. فقد صوت الاحد الفائت 139من اصل 235 مندوبا لصالح دعم حكومة اليمين، مقابل 96 رفضوا التعاون مع اليمين.
انقلاب وتصدع في صفوف الإشتراكي الأسباني
كان الجناح اليميني في الحزب الاشتراكي قد اجبر، في بداية تشرين الأول الفائت، سكرتيره العام بيدرو سانشيز على الاستقالة، بسبب رفضه التحالف مع اليمين أو دعمه، وتفكيره في تشكيل حكومة بديلة بالتحالف مع قوى اليسار على المستوى الوطني، وفي ولايتي كاتالونيا والباسك. ومارس قادة الجناح اليميني في الحزب ومراكز القرار في الإتحاد الأوربي ضغطا كبير في سبيل ابعاد قوى اليسار من التحالف الحكومي. وبالإضافة الى ذلك سعت الاوساط التقليدية في الحزب الاشتراكي الى عرقلة اجراء استفتاء عام بشأن امكانية استقلال بعض الولايات الساعية الى الاستقلال. وأخيرا كان هناك الخوف من فقدان الاشتراكيين لأصوات جديدة في حال الذهاب الى انتخابات مبكرة ثانية.
لقد استطاع "الإنقلابيون"، كما يطلق عليهم في القواعد الحزبية، ازاحة سانشيز من زعامة الحزب وتشكيل قيادة تنفيذية مؤقتة لقيادة الحزب، تعمل على دعم تشكيل حكومة اقلية يمينية في البرلمان الأسباني. وقد عملوا منذ بداية تشرين الأول على تغيير قوام رئاسة المؤتمر المصغر للحزب. واعتمدوا التصويت الشخصي العلني في المؤتمر لتحديد المؤيدين والمعارضين لدعم اليمين بشكل ملموس.
وسيصوت الاشتراكيون في جولة التصويت الاولى ضد جكومة راخوي، ولكنهم سيمتنعون عن التصويت في الجولة الثانية، لتحصل حكومة اليمين على الشرعية بواسطة الاكثرية النسبية التي سيضمنها راخوي باصوات حزبه وحزب المواطن الليبرالي اليميني مع امتناع 11 مندوبا من الاشتراكيين على الأقل عن التصويت.
ومن جانب آخر اعلن العديد من النواب الاشتراكيين، بضمنهم نواب ولاية كاتالونيا، انهم سيصوتون في الجولة الثانية ضد الحكومة المرتقبة، وقد هددتهم قيادة الحزب بالطرد الجماعي من صفوف الحزب في حالة اصرارهم على موقفهم. ويواجه قرار دعم اليمين رفضا واسعا في صفوف الحزب. ولقد اعلن خلال الأسبوع الفائت، العديد من المنظمات القاعدية في الحزب رفضهم التعاون مع اليمين، وتم جمع 94 الف توقيع تطالب بعقد مؤتمر استثنائي للحزب لانتخاب سكرتير عام جديد. ويزيد عدد الموقعين على نصف اعضاء الحزب، ووفقا للنظام الداخلي فان على القيادة المؤقتة الاستجابة لطلب الموقعين. من جانبه انتقد السكرتير العام المقال، والذي التزم الصمت منذ اقالته، قرار المؤتمر المصغر، ودعا في تغريدة له على التويتر اعضاء الحزب ومؤيديه إلى انقاذه واعادة بنائه.
اليسار المتحد: الاشتراكي يدعم الحزب الأكثر فسادا في اوروبا
من جانبه اكد المنسق العام لليسار الاسباني المتحد البرتو غارثون "ان انقلاب الطغمة في الحزب الاشتراكي قد انتصر"، وان الحزب الاشتراكي اتخذ قرارا "بالوقوف الى جانب راخوي وضد الطبقة العاملة". واتهم القائد الشيوعي الحزب الاشتراكي بمحاولة "تبييض وجه حزب الشعب المحافظ"، على الرغم من كون هذا الحزب "الحزب الأكثر فسادا داخل الإتحاد الأوربي". واختتم غارثون تصريحه بالتأكيد ان جوهر الموقف هو استخدام كل الوسائل لمنع مشاركة اليسار في تشكيل حكومة بديلة والتأثير في مساراتها.
بودوموس: ولادة تحالف الكبار
وأشار السكرتير العام لحزب بودوموس بابلو اغليسياس الى ان قرار الحزب الاشتراكي يعني "اعلان ولادة تحالف الكبار"، بعد ان انتهى نظام الحزبين، في اشارة منه الى اقدام الحزب الاشتراكي لأول مرة منذ عودة الديمقراطية الى اسبانيا، الى مساعدة حزب الشعب المحافظ على استلام السلطة، بعد ان تنافس الحزبان على رئاسة الحكومة طيلة اكثر من اربعين عاما مضت. وفي تصريح لـ" انيغو ارخون" السكرتير السياسي لحزب بودوموس وصف الحكومة المقبلة بـ "الضعيفة والقصيرة العمر"، واضاف: "بالأمس تبادلا الدوار، واليوم يحتاج احدهما الآخر" ولهذا "سنكون نحن البديل".
هذا ستعقد جلسة البرلمان للتصويت على الحكومة في موعد اقصاه نهاية الشهر الحالي. وقد اعلن منذ الآن عن تنظيم احتجاجات في يوم التصويت داخل البرلمان وخارجه.