مدارات

الاشتراكيان راديف ودودون يفوزان بالرئاسة في بلغاريا ومولدافيا وموسكو ترحب

فاز رومين راديف، مرشح المعارضة الاشتراكية في انتخابات الرئاسة التي شهدتها بلغاريا امس الاول الاحد، متقدما على منافسته، تسيتسكا تساتشيفا، كما شهدت مولدافيا الأحد، انتخابات رئاسية مباشرة، هي الأولى منذ 20 عاما والتي خلصت إلى فوز الاشتراكي، إيغور دودون، الساعي الى التقارب مع روسيا على منافسته، مايا ساندو، مرشحة القوى اليمينية المطالبة بالتكامل مع الاتحاد الأوروبي.
وأعرب دميتري بيسكوف، الناطق الرسمي باسم الرئيس الروسي عن احترام موسكو خيار الشعبين المولدوفي والبلغاري مهنئا المرشحين الفائزين في الانتخابات الرئاسية في البلدين.
انتخابات بلغاريا
فاز مرشح المعارضة الاشتراكية رومين راديف المقرب من موسكو، الأحد بالانتخابات الرئاسية في بلغاريا، بحسب استطلاعات الرأي، على منافسته المدعومة من الحكومة.
وأعطت ثلاث مؤسسات لاستطلاع الرأي لراديف - القائد السابق للقوات الجوية (53 عاما)، الذي تم ترشيحه من قبل لجنة مبادرة بقيادة الحزب الاشتراكي البلغاري - اعطته نسبة فوز أكثر من 58 بالمئة، مقابل ما يقارب 36 بالمئة لمنافسته رئيسة البرلمان البلغاري تسيتسكا تساتشيفا مرشحة الحزب الحاكم "المواطنون في سبيل التطور الأوروبي لبلغاريا".
وكان رئيس الحكومة البلغارية المحافظ بويكو بوريسوف أعلن، في وقت سابق، عزمه على الاستقالة في حال هزيمة مرشحته المؤيدة للاتحاد الأوروبي، وقال "لن نشارك بأي شكل في الحكومة إذا خسرنا اليوم".
ويشير محللون إلى أن فوز الجنرال السابق رومين راديف قد يشكل دفعا إضافيا لبلغاريا، الشيوعية سابقا، التي لطالما بدت متأرجحة بين موسكو وبروكسل، إلى فلك روسيا في توجه تشهده أوروبا الوسطى والشرقية، وسط زيادة التشكيك في جدوى "التجربة الأوروبية".
انتخابات مولدافيا
بعد فرز جل أصوات الناخبين في الانتخابات الرئاسية في مولدافيا، فاز المرشح الموالي لروسيا رئيس الحزب الاشتراكي ايغور دودون وفق نتائج جزئية، بنحو خمسة وخمسين في المائة من الأصوات، فيما حصلت منافسته الموالية لأوروبا مايا ساندو على نحو خمسة وأربعين في المائة من الأصوات. ووعد دودون بأن يأخذ بعين الاعتبار مواقف الناخبين الذين صوتوا لمنافسته.
وقال دودون، أريد أن أتوجه إلى الطرف الآخر، بقطع النظر عن النتيجة، ولندع الناس إلى الهدوء، فنحن لا نحتاج إلى الاضطرابات والاستفزاز، ولا نحتاج إلى عدم الاستقرار في المجتمع.
ويعد دودون بتعديل اتفاق الشراكة مع الاتحاد الأوروبي، بما يمكن بلاده من التعامل التجاري مع روسيا أيضا، أما منافسته فتعتبر الاتفاق أساسيا لتطور البلاد، وإقرار اصلاحات ومكافحة الفساد.
وقد وصف المرشحان سير الانتخابات بسوء التنظيم الذي رافقها.
وتقول ساندو "لقد كانت هذه الانتخابات للأسف سيئة التنظيم، فقد نفدت بطاقات الاقتراع في مراكز مثل لندن وبولونيا وبوخارست وباريس، ولم يتمكن مئات الأشخاص من الادلاء بأصواتهم".
وكانت أزمة سياسية هزت مولدافيا السنة الماضية، إثر فقدان مليار يورو تقريبا من صناديق حوالي ثلاثة بنوك في البلاد، ما دفع الناس إلى التظاهر، ومنذ ذلك الوقت تعاقبت على الحكم ثلاث حكومات موالية لأوروبا، دون أن تنجح في تهدئة غضب السكان.
ويعول المراقبون على أن تضع نتائج الانتخابات الرئاسية في مولدافيا، حدا لعشرين عاما من المواجهات السياسية، تقاذفت البلاد خلالها قوى منادية بالتكامل مع روسيا وأخرى مع الغرب وأوروبا، الأمر الذي منع البرلمانيين من الإجماع على نهج أو مسار يوحدهم ويخرج البلاد من أزمة السلطة المزمنة فيها طيلة عقدين من الزمن.
الكرملين يرحب
قال دميتري بيسكوف، الناطق الرسمي باسم الرئيس الروسي، في حديث أدلى به، امس الاثنين، ان "روسيا ترحب بما أعلنه المرشحان الفائزان في انتخابات الرئاسة في البلدين عن استعدادهما لتطبيع العلاقات بين بلديهما والدول الأخرى بما فيها روسيا".
وأضاف "لقد كانت تربط روسيا ومولدافيا أواصر علاقات وثيقة، تقهقرت في وقت لاحق، إلا أن روسيا كانت على الدوام وستبقى متمسكة بتطبيع العلاقات مع مولدافيا وتطويرها".
وعلى المسار البلغاري، أكد بيسكوف أن روسيا تلمس في بلغاريا شريكا مهما للتعاون، ومضى قائلا "لقد بحثنا جملة من المشاريع الاقتصادية الكبرى مع بلغاريا، إلا أنه ونتيجة لعدة أسباب معروفة والتي تستدعي الأسف العميق، تم تعليق الكثير من هذه المشاريع، فيما روسيا كانت على الدوام وستبقى متمسكة بمبادرات تعميق التعاون مع بلغاريا".
وفي إجابة عن سؤال للصحفيين حول مدى "موالاة المرشحين الفائزين لروسيا"، قال المسؤول الروسي "مما لا شك فيه أننا معجبون ببعض التصريحات الصادرة عنهما والتي تدل على استعدادهما للعمل على تطبيع العلاقات بين بلديهما والدول الأخرى بما فيها روسيا الاتحادية. ونرحب بكل تأكيد بهذه التصريحات، إلا أننا نرفض وضع قواعد وأحكام مطلقة".