مدارات

الإكوادور: لينين يفوز بالانتخابات الرئاسية

رشيد غويلب
جدد الناخبون الإكوادوريون ثقتهم بتحالف اليسار الحاكم، ففي الجولة الثانية من انتخابات الرئاسة التي جرت الأحد الفائت استطاع لينين مارينو إن يحسم السباق الانتخابي لصالحه، وبهذا سيحل خلفا لرئيس الجمهورية المنتهية ولايته رافاييل كوريا، الذي رفض الترشيح لدورة رئاسية ثالثة. وسيتاح للرئيس الجديد الاستمرار في قيادة تجربة "ثورة المواطنين"، واشتراكية القرن 21 ، التي بدأها كوريا في عام 2006 . من جانبه شكك تحالف اليمين المنافس بالنتائج، وشهدت البلاد اشتباكات عنيفة.
وبعد فرز 96,6في المائة من الأصوات، حصل لينين على 51,12 في المائة من الأصوات، متقدما بأكثر من 200 ألف صوت على منافسه اليميني، والمصرفي الليبرالي الجديد غييرمو لاسو، الذي حصل على 48,88 في المائة. وفي ساعة مبكرة من مساء الأحد أعلن رئيس المجلس الوطني للانتخابات بيدرو بوزو النتائج الأولية.
وتلقى مرشح اليمين دعما قويا من شركات إعلام القطاع الخاص. وقامت شركات الإعلام الخاصة بتنظيم حملة قبل الانتخابات للتعريف بالإجراءات الاقتصادية المحتملة، والتي لا تحظى بشعبية. وفي هذا السياق أجرت جريدة "الاكسبريس" مع لاسو حوارا أشار فيه إلى قرارات التقشف التي سيتخذها في المائة يوم الأولى في حال فوزه في الانتخابات. وفي أجوبته أكد وعوده مجددا، خفض الضرائب، لتشجيع النمو. وسوف تشمل إجراءات التقشف الأوساط البيروقراطية، وليس المواطنين العاديين.
وتلقى لاسو في جولة الانتخابات الثانية دعما من بعض أحزاب ومنظمات اليسار التقليدي، ومن قسم من منظمات السكان الأصليين، الذين تحولوا إلى مواقع اليمين. وقد قوبل هذا التحول بنقد شديد من معسكر القوى التقدمية. واعتبر رئيس هيئة الرقابة على الأسواق، والمقرب من الرئيس كوريا، بيدرو بايز الأمر "غير مفهوم تماما"، متهما مجموعات اليسار السابقة باتخاذها موقفا على أساس مشاعرها الشخصية السلبية تجاه الرئيس المنتهية ولايته.وأضاف "ما استطيع فهمه، هو هذا المناخ السياسي المسموم، واللاعقلانية المطلقة، التي أدت ببعض من يحسبون أنفسهم على معسكر اليسار إلى دعم المصرفي والممثل العلني لليبرالية الجديدة، والذي أعلن بوضوح عزمه على إلغاء جميع المكتسبات الاجتماعية التي تحققت في السنوات السابقة".
إن هذه التحولات في معسكر اليسار قدمت خدمة استثنائية للمعارضة اليمينية، وجعلت المتابعين يتحدثون عن صعوبة فوز جديد لمرشح تحالف اليسار لدورة رئاسية ثالثة.وهذه التحولات هي التي دفعت المعارضة اليمينية إلى الإعلان المسبق عن عدم اعترافها بنتائج الانتخابات في حال خسارة مرشحها. وعبر ممثلو المعارضة عن انزعاجهم من السؤال الحرج الذي طرحه عليهم بعض مراقبي الانتخابات بشأن الكيفية التي سيثبتون بها "تزوير" الانتخابات، ولماذا لم يقدموا طعنا بالنتائج إلى المجلس الوطني للانتخابات. ومن جانب آخر استغرب العديد من المراقبين الدوليين موقف المعارضة هذا.
وقد نقلت محطات التلفزيون مباشرة صور لتجمعات للمعارضة وهي تقوم بردود فعل عنفيه مثل محاولة أنصار المعارضة في محافظة منابي منع نقل صناديق الاقتراع، بعد إتمام التصويت إلى المقر المركزي للمجلس الوطني للانتخابات.
في غواياكيل، أكبر مدينة في الاكوادور، وقال لاسو لأتباعه أنه قد فاز في الانتخابات، وهذا ما سيثبته في الأيام المقبلة، داعيا إلى إعادة فرز الأصوات. وبعد الإعلان الأولي للنتائج أعلن لينين مارينو فوزه ، ودعا الجميع إلى العمل سوية من اجل الإكوادور.
وبعد انتصار تحالف اليسار في نيكاراغوا في نهاية العام الفائت، يأتي فوز اليسار في الأكوادور ليعطي زخما جديدا لليسار في امريكا اللاتينية بعد الهزائم الانتخابية المؤقتة في فنزويلا والأرجنتين، والانقلاب البرلماني في البرازيل.
من هو لينين مورينو
ولد لينين مورينو في 19 آذار 1953 في بلدة صغيرة بمحافظة أوريلانا بالإكوادور، لعائلة من الطبقة المتوسطة. ونال شهادة البكالوريوس في الإدارة العامة، كما درس علم النفس لمدة ثلاث سنوات. وشغل عدة مناصب قيادية في الإدارة، منها مدير المركز الوطني للمعاقين بين عامي 2001 و2004. تولى مورينو منصب نائب رئيس الجمهورية من عام 2007 إلى 2013، وذلك بعد أن اختاره الرئيس رافائيل كوريا خلال الانتخابات التي جرت عام 2006، وأعيد انتخابه عام 2009 لمدة أربعة أعوام، لكنه استقال بسبب ظروفه الصحية.
وفي كانون الأول 2013 عينه الأمين العام السابق للأمم المتحدة بان كي مون مبعوثا خاصا لذوي الاحتياجات الخاصة. وتغيرت حياة مورينو يوم 3 كانون الثاني 1998 عندما هاجمه شابان في موقف للسيارات بالعاصمة كويتو بغرض سرقة سيارته وأمواله، ورغم أنه منح لهما محفظته ومفاتيحه فإن أحدهما أطلق عليه النار ليتركه مشلولا غير قادر على المشي.