مدارات

24 يوما على إضراب الأسرى الفلسطينيين وتضامن متصاعد مع مطالبهم

بيروت، القدس - وكالات
ينفذ الأسرى الفلسطينيون منذ 17 نيسان إضرابا جماعيا عن الطعام بدعوة من مروان البرغوثي المحكوم بالسجن المؤبد، للمطالبة بتحسين ظروف سجنهم، وسط ترد كبير في صحة العشرات منهم ونقلهم إلى المستشفيات.
وينفذ البرغوثي خمسة أحكام بالسجن المؤبد لاتهامه بهجمات دامية خلال الانتفاضة الثانية (2000-2005).
وبحسب هيئة شؤون الأسرى الفلسطينيين، فإن إدارة السجون الإسرائيلية أخضعت الأسرى الذين انضموا إلى الإضراب، إلى محاكمات جماعية، وفرضت عليهم غرامات مالية عالية، علاوةً على مجموعة من العقوبات، منها الحرمان من الزيارة و"الكنتينا".
وقالت الهيئة إن إدارة السجون الإسرائيلية صعدت من إجراءاتها التنكيلية بحق الأسرى المضربين عن الطعام، مؤكدةً أن "الأسرى مستمرون في الإضراب حتى تحقيق مطالبهم".
وفي السياق ذاته تواصل اللجنة الوطنية لاسناد إضراب الأسرى سلسلة فعالياتها بمشاركة كبيرة من الأوساط الشعبية والرسمية الفلسطينية، للتضامن مع الأسرى المضربين، وسط دعوات لتكثيف المشاركة الشعبية للضغط على إسرائيل لتحقيق مطالب الأسرى.
ويطالب الأسرى المضربون بتوفير حقوقهم المشروعة التي تسلبها إدارة السجون الإسرائيلية، ومن أهمها: إنهاء سياسية العزل الانفرادي، وإنهاء سياسية الاعتقال الإداري، وتحسين الأوضاع المعيشية للأسرى، وتركيب تليفون عمومي للأسرى للتواصل مع ذويهم، وإنهاء ملف الإهمال الطبي.
تضامن متصاعد في بيروت
تواصل الاعتصام التضامني المفتوح مع الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين المضربين عن الطعام في السجون الإسرائيلية، لليوم الثاني في خيمة نصبتها "الجمعية اللبنانية للأسرى والمحرّرين" أمام بيت الأمم المتحدة في قلب بيروت، في وقت نفذ ناشطون من جمعيات تعنى بحقوق الإنسان وقفة مماثلة أمام مقر بعثة الاتحاد الأوروبي على الطرف المقابل من قلب بيروت.
وشارك في الاعتصام الثاني "مركز الخيام لتأهيل ضحايا التعذيب" و"المجلس الدولي لدعم المحاكمة العادلة وحقوق الإنسان" و"شبكة أمان للتأهيل والدفاع عن حقوق الإنسان".
وسلم الناشطون ممثلاً عن سفيرة الاتحاد الأوروبي كريستينا لاسن مذكرة طالبت "بتحرك عاجل لتحقيق مطالب الأسرى الفلسطينيين المضربين عن الطعام في سجون الاحتلال الإسرائيلي منذ 24 يوماً".
ورصدت المذكرة "معاناة 7000 أسير فلسطيني من بينهم 496 محكومون بالسجن المؤبد و700 أسير إداري و50 أسيرة و12 فتاة قاصراً و12 أسيرة جريحة و11 أماً، و350 طفلاً و220 محكوماً عليهم و3 أطفال تحت الحكم الإداري و6 نواب من المجلس التشريعي الفلسطيني و57 أسيراً محرراً أعاد الاحتلال اعتقالهم". وطالب المعتصمون الاتحاد الأوروبي بـ"إيفاد بعثة للاطلاع على أوضاع الأسرى المضربين، ومطالبة إسرائيل بالتقيد بمبادئ الأمم المتحدة حول معاملة السجناء وتحقيق المطالب الحياتية والصحية للمعتقلين، وإصدار قرار من الاتحاد يعتبر الأسرى الفلسطينيين أسرى حرب تشملهم اتفاقات جنيف، واعتبار التغذية القسرية للمضربين جريمة تعذيب بامتياز ومطالبة إسرائيل بعدم اللجوء الى هذا الأسلوب المتعارض مع كل المبادئ الإنسانية، وإعادة الاعتبار للبند السابع في جدول أعمال دورات مجلس حقوق الإنسان". وطالبوا السلطة الفلسطينية بالدعوة العاجلة "الى جلسة استثنائية لمجلس حقوق الإنسان في جنيف، وطلب عقد مجلس الأمن جلسة لبحث المجزرة التي يتعرض اليها الأسرى والدعوة إلى قمة عربية طارئة".
مقاطعة مطاعم "بيتزا هت"
إثر إعلان ساخر لفرعها الإسرائيلي من الأسرى الفلسطينيين المضربين عن الطعام منذ قرابة شهر في السجون الإسرائيلية، قدمت سلسلة مطاعم "بيتزا هت" اعتذارها وسحبت الإعلان.
وقامت الشركة الإسرائيلية بنشر صورة على صفحتها على موقع "فيسبوك" من شريط فيديو نشرته مصلحة السجون الإسرائيلية يظهر القيادي الفلسطيني مروان البرغوثي المضرب عن الطعام وهو يتناول الطعام في السرّ.
وكتبت "بيتزا هت" على الصورة باللغة العبرية، "البرغوثي، إن كنت تريد أن توقف إضرابك (عن الطعام)، أليست البيتزا خيارا أفضل؟".
واختفت الصورة تماما صباح الأربعاء عن صفحة "بيتزا هت" باللغة العبرية.
واعتذرت متحدثة باسم "بيتزا هت" إنترناشونال عن ذلك.
وقالت المتحدثة في رد مكتوب لوكالة الأنباء الفرنسية إن الإعلان "لم يكن مناسبا أبدا ولا يعكس قيم علامتنا التجارية"، مؤكدة أن الفرع الإسرائيلي الذي يملك الامتياز قام بإزالة الإعلان. وأضافت "نأسف حقا لأي أذى تسبب فيه" الإعلان.
وأثارت الصورة غضب الفلسطينيين عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وانتشرت ملصقات تدعو إلى مقاطعة مطاعم "بيتزا هت".
وكتب الناشط الفلسطيني علاء أبو دياب أن "بيتزا هت تسخر من إضراب الأسرى عن الطعام"، مستخدما هاشتاغ # قاطعوا_بيتزاهت.
وأكدت حركة المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات على إسرائيل "بي دي اس" التي تدعو إلى مقاطعة الدولة العبرية إلى حين إنهاء احتلالها الأراضي الفلسطينية، أنها تدعم دعوات مقاطعة "بيتزا هت".
وقال المنسق العام لـ "اللجنة الوطنية الفلسطينية لمقاطعة إسرائيل" محمود نواجعة في رد مكتوب لوكالة الأنباء الفرنسية أن "سخرية بيتزا هت من قيادة الأسرى الفلسطينيين في الإضراب عن الطعام من أجل الحرية والكرامة يصب الزيت على النار".
وتابع "ندعم الدعوات الشعبية الفلسطينية لمقاطعة عالمية لبيتزا هت، خصوصا في العالم العربي".
وهناك فرع لـ"بيتزا هت" في مدينة رام الله في الضفة الغربية المحتلة وعشرات الفروع في الشرق الأوسط.