مدارات

العبادي: أبطالنا لا يقاتلون لكي تحكمنا عصابات

طريق الشعب
نفى رئيس مجلس الوزراء، حيدر العبادي، أمس السبت، ان يكون العراق قد تأثر بالأزمة الاقتصادية، وقال انه تجاوز كافة التحديات، فيما انتقد بشدة قيام عصابات باختطاف من يخالفها في الرأي.
وحذر رئيس مجلس النواب سليم الجبوري، السبت، الشباب من الاعتماد على المشاريع الفاشلة، وفيما أكد انهم صناع الأمل وعليهم بناء حاضر العراق ومستقبله، دعا إلى إخراج مشروع المصالحة الوطنية في العراق من مرحلة التنظير وتقديمه إلى المجال الميداني التطبيقي.
انتقاد عصابات الخطف
وقال العبادي في كلمة بمؤتمر "تيديكس بغداد"، تابعتها "طريق الشعب"، "اننا نلتقي هنا في بغداد السلام والوحدة والتقدم، حيث قطعنا مسيرة من المعاناة لتحقيق هذا المنجز العراقي الذي بعث الامل، فالعالم وقادته معجبون بما تحقق بالرغم من الازمة المالية".
واشار الى انه "بوحدتنا تحررت الاراضي وبإرادتنا وبتصميمنا صنعنا المعجزات التي هي وسام شرف على صدر كل عراقي، حيث كانت بغداد مهددة قبل عامين وحررنا الارض من جرف الصخر الى ديالى والرمادي والفلوجة وبيجي والقيارة ومخمور وايسر الموصل والان في الجزء الاخير لأيمن الموصل".
ونوه، إلى ما نشرته مجلة "التايمز" التي كتبت على صفحتها الأولى قبل عام، من ان "العراق قد انتهى بسبب الأوضاع الأمنية والاقتصادية التي يواجهها"، مشيرا إلى ان "العراق لم يتأثر بالأزمة الاقتصادية بالرغم من الحديث الكثير عن تأثره"، فيما أكد أن "بغداد تجاوزت كل التحديات".
وأوضح، ان "الانجاز ليس بكثرة المال ولا بكثرة الوجوه السياسية انما بالصمود والإرادة"، معتبرا أن "ما حققته القوات العراقية دليل على تلك الانجازات".
ولفت، إلى أن "داعش قد انتهى وهو يلفظ أنفاسه الأخيرة بعد تمكن القوات المشتركة من استعادة الكثير من الأراضي العراقية".
وابدى استغرابه من "البعض الذي يحاول ادخال الاحباط في نفوس العراقيين ويخوف المواطن من ما بعد تحرير الموصل، ونقول لهم الوضع سيكون افضل بكثير لان البلد اجتاز اصعب الازمات".
وتابع ان "الارهاب يريد بنا الفتنة وهناك من يسانده وهؤلاء متهيئون للطعن بالجميع مع حصول اي اعتداء ارهابي".
وبين انه "بالإدارة الصحيحة سنصمد وسنكون اقوى رغم أن البعض هيأ نفسه لإفشال وعرقلة كل شيء نقوم به. ولكننا لن نسمح لهم وسنستمر، كما اننا لن نسمح لمن يريد اضعاف الدولة والمجتمع ويقوم بالخطف لمجرد ان تخالفه بالرأي"، متسائلا هل ان "قتال ابطالنا ومحاربة الدكتاتورية هما من اجل ان تحكمنا عصابات؟".
انطلقت في بغداد صباح أمس، أعمال مؤتمر "تيديكس بغداد" الذي يسلط الضوء على النشاطات الفردية والجماعية، إضافة إلى عرض الابتكارات العلمية.
تسويق المصالحة
من جهته، قال رئيس مجلس النواب سليم الجبوري في كلمة أمام مؤتمر "العراق: شباب وتعايش" الذي تقيمه بعثة الامم المتحدة في العراق مع جمعية الأمل العراقية، وبحسب بيان لمكتبه تلقت "طريق الشعب" نسخة منه، ان "الجهد النوعي الذي تقدمه هذه الورش خلال هذه الفترة الوجيزة يشكل حلقة مهمة في سلسلة جهود تحقيق مشروع المصالحة الوطنية وترسيخ التعايش بين أبناء الشعب العراقي، خصوصا أن الجهة القائمة عليه تمتلك تاريخا حافلا بالتجارب الطويلة والناجحة والاحترافية في هذه المهام الحساسة".
واضاف، بالقول "لقد استطاعت مؤسسات الأمم المتحدة خلال عملها في مناطق الصراع في العالم وعلى جميع الاصعدة الانسانية إحراز النجاحات المتتالية ‏واغتنام الكثير من فرص توطيد السلم الأهلي في هذه المناطق"، لافتا "واليوم تقف مع العراقيين مشكورة من خلال أداء مهماتها الإنسانية لمساعدتهم على الخروج من الأزمة بأقل الخسائر".
واشار الجبوري إلى أنه، " كثر الحديث في الآونة الاخيرة عن مشروع المصالحة الوطنية في العراق وما زلنا نلاحظ أن المشروع يحتاج الى أن يتقدم أكثر في المجال الميداني التطبيقي بشكل فعال وحقيقي".
واستطردقائلا ان "مشروع المصالحة لا يزال في طور التنظير والترويج والتسويق الإعلامي وهو أمر جيد ولكنه لا ينسجم مع الحاجة الفعلية والملحة والضرورية ولا مع الوقت المتبقي لنا خصوصا وأننا نغالب ونسابق الزمن والعدو في مخططاته الخطيرة"، وقال محذرا إن "العدو يسعى إلى تفتيت اللحمة ‏الوطنية و تمزيق وحدة البلد، كما حصل من تفجيرات يوم أمس في البصرة وبغداد ما يؤكد استمرار داعش في سياستها لإرباكنا وتأجيج الشكوك بيننا ومحاولة ايقاد نار الفتنة التي يحبطها شعبنا العظيم في كل مرة".
واردف رئيس مجلس النواب، "لا شك أن الشباب يشكلون الركن الأساس في إنجاح مشروع المصالحة الوطنية لأنهم يمتلكون من الأدوات الفاعلة ما يؤهلهم لهذا الدور المهم، ‏فهم القادة الحاليون وليس المستقبليون كما يحاول البعض ترويجه"، مضيفا ان "الشباب هم صناع الأمل والحياة ‏وعليهم التعويل بعد الله في بناء حاضر العراق ومستقبله ‏دون الاعتماد أو التعويل على ‏المشاريع الفاشلة التي دمرت العراق طوال السنوات الماضية ومنحت الفساد المساحة والفرصة لتجريد البلاد من خيراتها وتهجير العلماء والمفكرين والمثقفين والفنانين والأدباء".
واستكمل مضيفا "ما لم تؤمنوا أيها الشباب والمثقفون بأنكم القادة الحقيقيون ‏وان دوركم لا ينتظر انتظارا بل ينتزع انتزاعا، فإن العراق سيبقى دائرا حائرا في دوامة التكرار والفشل تلتهمه نيران الاٍرهاب والفساد".
واوضح ان "مشروع التعايش السلمي الذي نسعى إليه لا يعني اننا نريد تحقيق السلم الأهلي وحسب، ‏فهو نتيجة حتمية وواقعية حاصلة دون جهد أو تخطيط".
وشدد قائلا، ان "العراقيين غير مستعدين لحمل السلاح على بعضهم البعض فهم لم يفعلوا ذلك مطلقا في ما مضى، وما كان من احتراب في ايام التصعيد الطائفي كان بين جماعات كانت تُمارس استهداف المواطنين من هذا الطرف أو ذاك محاولة "تعبئة وتحشيد الشارع لصالح أجنداتها وأفكارها وطموحاتها الإرهابية والسياسية. ‏بل نسعى الى تحقيق التعايش الذي يعني التقبل والتفاهم والاندماج وحب التنوع الذي ينتج إيمانا بالآخر ووجوده وتقبلا لفكرته".