مدارات

التحالف الدولي يكشف محتوى رسالة جديدة من البغدادي إلى أنصاره

متابعة "طريق الشعب"
ذكرت صحيفة العرب الجديد، نقلاً عن تقارير مشتركة مصدّقة من غرفة التحالف الدولي في بغداد، ان اعداد مقاتلي تنظيم داعش انخفضت في البلاد، إلى نحو 5 آلاف عنصر مسلح غالبيتهم العظمى من الجنسية العراقية، وفيما رجحت تمركزهم في مناطق شمال وغرب ووسط البلاد، اشارت الى ان النسبة الاكبر منهم يوجدون في تلعفر والقائم وعنه ورواة والحويجة وايسر الشرقاط ومناطق مربع ذراع دجلة بين سامراء والفلوجة.
وبينت الصحيفة ان "أكثر من 30 في المائة منهم شكل خلايا مبعثرة على أطراف المدن التي انتُزعت من التنظيم، فضلاً عن الصحراء الغربية التي تمتد من السعودية جنوباً مروراً بالحدود الأردنية وحتى سورية غرباً".
بهذا الصدد اشارت العرب الجديد الى ان "معدل الهجمات والاعتداءات الإرهابية في عموم مدن العراق، انخفض إلى نحو 35 في المائة، مقارنةً مع أرقام العام الماضي".
واعتبرت الصحيفة ان "تراجع عدد عناصر التنظيم يعد بمثابة إنجاز لبغداد والتحالف الدولي أيضاً"، مضيفة ان "التقارير العراقية والأمريكية قدرت عدد مقاتلي "داعش في العام الماضي، بمثل هذا الشهر تحديداً، بنحو 12 ألف مقاتل في عموم مدن العراق، بينهم زهاء ألفي مقاتل غير عراقي".
ونقلت الصحيفة عن مسؤول عسكري عراقي رفيع المستوى في قيادة العمليات المشتركة ببغداد بالقول إن "القوات العراقية دخلت فجر السبت الماضي بمرحلة عمليات استخبارية جديدة بمشاركة القوات الأمريكية وهي على مستوى عالٍ من السرية والاحترافية وتشمل جميع مدن العراق ومدن سورية أيضاً".
واضاف المسؤول للصحيفة انه تم "الاعتماد على قاعدة بيانات داعش التي عثر عليها في مدن الموصل والبعاج والرطبة في تتبع قيادات وأعضاء تنظيم داعش الذين تمكنوا من الإفلات والذوبان بين قوافل النازحين الفارين من المعارك"، مردفاً انه "تم العثور على وثيقة من زعيم التنظيم، أبو بكر البغدادي، تطالب المقاتلين العراقيين بالانسحاب التدريجي من المدن، وترك المقاتلين العرب والأجانب مع أحزمة ناسفة".
وكشفت الصحيفة بان "الوثيقة تبين ان البغدادي علل امر الانسحاب الى ان الطريق لا يزال في البداية وأنهم عندما أعلنوا الخلافة كانوا قد وضعوا تصوراً لردود الفعل وما سيجري".
ونقلت الصحيفة عن المصدر نفسه أنه "منذ فجر السبت ولغاية الخميس الماضي تم قتل واعتقال 42 عنصراً بتنظيم داعش داخل العراق، جرى التوصل إليهم من خلال جهد استخباري ساندته طائرات أمريكية مسيّرة، كما تم استهداف موقع للتنظيم داخل دير الزور السورية من قبل مقاتلات أف 16، التي تمتلكها القوات العراقية، وبعملية وافق عليها رئيس الوزراء، إذ يشترط في عمليات كهذه، خارج حدود البلاد، موافقة رئيس الحكومة".
والتقت الصحيفة بضابط رتبته عميد ونقلت عنه بالقول إنه "بعد الموصل لم تعد هناك مدينة صعبة علينا، فتلعفر والحويجة ستستغرقان شهرين على أبعد تقدير، ومعركة أعالي الفرات سهلة للغاية، لكن التحدي الأكبر لدينا الآن هو كيفية المحافظة على التقدم الأمني الحالي ومعرفة الخطوة المقبلة للتنظيم وإحباطها قبل وقوعها".
وتابع العميد للصحيفة بأن "المعركة بالدبابات والصواريخ أسهل بكثير من معركة المعلومات والاستخبارات والتتبع لخلايا التنظيم ونحن نجد صعوبة في ذلك، والعراقيون من سكان المحافظات الغربية والشمالية غير متعاونين معنا ولا ألومهم بسبب حقبة نوري المالكي السابقة والخوف من أن يكون المبلّغ عن الإرهاب إرهابياً".
واستدرك العميد قائلا "الآن نعلم يقيناً أن التنظيم يحاول الرد على خسارته في الموصل بهجمات على مدن محررة أو مدن آمنة، سواء كانت انتحارية أو مسلحة يتخذ بها شكل الجماعة، لذا باشرنا بخطط الأسوار لتحصين المدن ومدينة هيت غرب العراق أنجزت فيها المهمة كونها الأخطر حالياً، بسبب تكرار الهجمات عليها وسنباشر بمدن أخرى".
واشار الى "تسرب الآلاف من عناصر داعش بطرق كثيرة بينها مع جيوش النازحين الفارين من المعارك بين النساء والأطفال"، معتبراً أن هذا الوضع خطير لأنه في السابق كان عناصر "داعش" موجودين في مدينة ما "لكن الآن انتشروا ولا نعلم أين استقروا ومن المؤكد أنهم أعادوا التواصل في ما بينهم ضمن خطة اتفقوا عليها مسبقاً"، وفق اعتقاده.
وفي نفس السياق، يقول المتحدث باسم وزارة الداخلية العراقية، العميد سعد معن، إن "المعركة ضد داعش عسكرياً انتهت وتحولت إلى معركة استخبارية بحتة".
وبين ان "الجهد الاستخباري هو معركة القوات العرقية حالياً مع التنظيم، ومن خلالها تمكنت من تحقيق ضربات نوعية في أكثر من منطقة خلال هذا الأسبوع".
وأكد ان "الحكومة أطلقت الحكومة ثلاثة هواتف مجانية مخصصة للإبلاغ عن أي معلومات حول عناصر "داعش" أو أي أنشطة إرهابية تذكر، وتعهدت بالحفاظ على سرية هوية المتصل، كما تخصص مكافآت مالية للمبلغين. وختمت صحيفة العربي الجديد نقلا عن عضو "تحالف القوى العراقية"، محمد المشهداني قوله، إن "شوكة التنظيم كسرت في العراق لكنه لا يزال يشكل خطراً". ويضيف أن "داعش لم يعد بإمكانه الاحتفاظ بأي مدينة خلال الأشهر الستة المقبلة، لكنه سيكون قادراً على شن هجمات إرهابية في بغداد ومدن كثيرة بسيارات مفخخة وعبوات ناسفة وهجمات مسلحة وهنا يأتي دور الاستخبارات وتنفيذ العمليات الاستباقية، لكن ذلك سيفتح الخوف من الاعتقالات العشوائية والمخبر السري والاتهامات الكيدية، لذا نحن غير متفائلين بالفترة المقبلة، وعلى الحكومة كسب ثقة شعب المدن المحررة لتكسب المعركة".