مدارات

في الذكرى المئوية لثورة اكتوبر.. د صالح ياسر: ما زال بيرق النضال يرفرف

محـمد الكحط –ستوكهولم-
أقامت منظمة الحزب الشيوعي العراقي في السويد ندوة على شرف الذكرى المئوية لثورة اكتوبر العظمى، يوم السبت الموافق 21 اكتوبر2017 في ستوكهولم، استضافت فيها الرفيق الدكتور صالح ياسر عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي، حيث قدم محاضرة بعنوان:
"ثورة اكتوبر العظمى في مئويتها، التجربة بين رهانات التاريخ ومسارات الواقع".
حضر الندوة جمهور من رفاق وأصدقاء الحزب، ومن أبناء الجالية العراقية في ستوكهولم، حيث رحب الرفيق أياد قاسم بجميع الحضور ودعاهم الى الوقوف دقيقة صمت على أرواح شهداء حزبنا وشعبنا، كما رحب بالرفيق الدكتور صالح ياسر عضو اللجنة المركزية لحزبنا الشيوعي العراقي، شاكرا الجميع على تلبية الدعوة لهذه المحاضرة.
وقدم للمحاضرة بالقول (تمر على البشرية في هذا العام، الذكرى المئوية الاولى لقيام ثورة اكتوبر العظمى في روسيا، تلك الثورة التي غيّرت مجرى التأريخ العالمي فكانت نقطة تحول حاسمة في تاريخ عالمنا المعاصر. فقد نجحت الثورة وظفرت الطبقة العاملة الروسية بقيادة البلاشفة بالسلطة السياسية في ظل توازنات وأوضاع سياسية واجتماعية داخلية وخارجية في غاية التعقيد، وأقامت الطبقة العاملة ولأول مرة نظام حكمها ورفعت الثورة شعار "الخبز والسلام والأرض"، وأوفت بوعدها فتم الانسحاب من أتون الحرب العالمية الأولى، وتوزيع الأراضي على الفلاحين....).
بعدها تحدث الرفيق الدكتور صالح ياسر مستهلا بشكره لمنظمة السويد لدعوته لتقديم هذه المحاضرة عن ذكرى ثورة اكتوبر، وقدم مطالعة عن الظروف والأوضاع الثورية للطبقة العاملة في العالم قبل الثورة ودور ماركس وأنجلس في وضع الأسس النظررية للخلاص من الإستغلال وجشع الرأسمالية، كما اعتبر كومونة باريس (1871) كبروفة دفعت فيها الطبقة العاملة ثمنا كبيرا، ولكنه لم يضع سدى، فبدونه لم تتعلم هذه الطبقة الكثير من الدروس أبدا، بدءاً من معلمها ذاته (كارل ماركس) ورفيق دربه (فريدريك أنجلس). مرورا بظروف العالم وأوربا عشية الحرب العالمية الثانية والوضع الثوري في روسيا قبل الحرب وما مرت به من وضع خاص في الثورة البرجوازية الديمقراطية (1905-1907)، وبروز شخصية لينين القائد الثوري الذي قاد الطبقة العاملة الروسية في مسيرتها ويعلل الظرف الدولي ووضع الطبقة العاملة الروسية وشخصها كونها الحلقة الأضعف في سلسلة النظام الرأسمالي العالمي، ولتوفر ظروف ثورية ووضع خاص يؤهلها لأن تنطلق الثورة الاشتراكية منها لحين انتصارها في بقية البلدان الرأسمالية، وهذا ما أثار جدلاً كبيرا ولا زال البعض يتوقف عنه ويشخصه بالخطأ الذي ارتكبه لينين.
لكن الثورة نجحت وساهمت ببناء السلام العالمي وقدمت خبرة كبيرة للطبقة العاملة العالمية لا يمكن اغفالها.
واستعرض مع تحليل التطورات والمراحل التي مرت بها ثورة اكتوبر وما رافقها، ومن ثم الحرب العالمية الثانية ونشوء دول اشتراكية جديدة، وصولا الى العصر الراهن وانهيار التجارب الاشتراكية القائمة.
واليوم تخضع مصائر الاشتراكية كفكر وكمشروع سياسي وكأفق تاريخي بديل للرأسمالية، لجدل متزايد تترتب عليه نتائج حاسمة على شكل ومحتوى النضال السياسي اللاحق ضد النظام الرأسمالي. ويعني ذلك أن البشرية في حاجة الى تغيير المسار والعودة الى الطريق الذي بدأه عمال بتروغراد قبل مائة عام وهم يصارعون النظام القيصري وحلفائه ويطيحون به.
في النهاية أشار الى أن (البشرية لن تنسى أبدا أكتوبر العظيم، الذي كان نقطة انعطاف جذرية في تاريخ العالم، والذي سيظل يوما مضيئا على الدوام في هذا التاريخ العاصف بالرغم من محاولات الخصوم من مختلف الاتجاهات طمسه او التعتيم عليه.)، مختتما محاضرته بـ (المجد للذكرى المئوية الاولى لثورة أكتوبر العظمى، قاطرة تاريخ القرن العشرين).
وبعد استراحة قصيرة فسح مجال للمداخلات والاستفسارات، التي كان لها نكهة خاصة أثرت المحاضرة، ومن ثم تم تقديم باقة الزهور للرفيق الدكتور صالح ياسر على جهوده في هذا التقديم والتحليل العلمي عن ثورة اكتوبر في ذكراها المئوية.