مدارات

بيرو .. رئيس الجمهورية يعفو عن الدكتاتور السابق

رشيد غويلب
خلال عطلة اعياد الميلاد، احتج الآلاف في بيرو على قرار الرئيس بيدرو بابلو كوتشينسكي بالعفو عن الدكتاتور السابق ألبرتو فوجيموري ، الذي يقضي حكم بالسجن لمدة 25 عاما بعد إدانته بارتكاب جرائم تتعلق بحقوق الإنسان والكسب غير المشروع، ولأسباب "انسانية"، كما جاء في نص قرار العفو. وقد ادين فوجيمورى، الذى يدعى انه يعانى من امراض القلب، في عام 2007 بعمليات فساد والعديد من جرائم قتل ، واستخدام مليشيات فرق الموت، وانتهاكات خطيرة اخرى لحقوق الانسان. ويرى معارضيه إن العفو عنه جاء نتيجة "صفقة سياسية" بين الرئيس الحالي، الذي يعرف بانه ليبرالي، وعائلة فوجيموري.
وقبل وقت قصير من صدور العفو، عطل ابن الدكتاتور السابق كينجى و 9 اعضاء اخرين من حزب المعارضة اليمينى المحافظ، عملية عزل الرئيس الحالي من منصبه بالامتناع عن التصويت خلال جلسة برلمانية. ويتهم كوتشينسكي بتلقيه مع شركته الاستشارية في سنوات 2004 -2006 مبالغ بلغت قيمتها 782 الف دولار من شركة المقاولات البرازيلية العملاقة أوديبريشت، عندما كان وزيرا في حكومة الرئيس أليخاندرو توليدو. وكانت ابنة الدكتاتور السابق، وزعيمة حزب المعارضة اليميني، قد قادت بالتعاون مع مجموعة من اعضاء كتلتها الانتخابية استجواب للرئيس الحالي بتهمة تورطه في ملفات فساد. ولكن بعد امتناعهم عن التصويت استطاع الرئيس الحالي البقاء في منصبه إلى عام 2021 . وقد شكر ابن الدكتاتور في تغريدة له على التويتر الرئيس على قراره، وكتبت شقيقته "انه يوم عظيم بالنسبة لعائلتنا". وبالمقابل كان بالنسبة لعوائل الضحايا يوما اسود. وعلقت عضوة كتلة حركة "بيرو الجديدة" اليسارية الليبرالية على القرار بالقول "لقد خان الرئيس العدالة والديمقراطية والضحايا". وان التاريخ سوف لن يسامحه. والمتحدثة هي ابنة القائد النقابي بيدرو هوليكا، الذي اغتالته القوات الخاصة في عام 1992 . وفي عام 1991 قامت فرق الموت بقتل المشاركين في احدى الفعاليات بينهم طفل بعمر 8 سنوات، لاعتقادها إن الضحايا من أنصار الحركة اليسارية المسلحة. وفي عام 1992 ايضا قامت القوات الخاصة بإخفاء اثر 9 من طلاب الجامعة مع استاذهم اليساري. وأدين الدكتاتور بتنفيذه برنامج لتعقيم اكثر من 200 ألف امرأة أكثرهن من الهنود الحمر. والغرض من هذه الجريمة خفض معدل الولادات في البلاد. والذي وصفه الدكتاتور ببرنامج لـ"تنمية بيرو". وفي تشرين الأول الفائت، وخلال زيارته العاصمة ليما، حذر سعيد رعد الحسين، رئيس المفوضية العليا لحقوق الانسان التابعة للأمم المتحدة، من احتمال العفو عن الدكتاتور. وطالب الحسين بمشاركة المؤسسات الاممية في مناقشة ملفات من هذا النوع"إن فوجيموري مدان بجرائم تتعلق بخرق حقوق الانسان، وهي مهمة بالنسبة للأمم المتحدة". ولكن الرئيس البيرواني تجاوز تحذيرات المسؤول ألأممي. وفي ليلة عيد الميلاد امر الرئيس باستخدام خراطيم المياه، والعصي المطاطية ضد متظاهري العاصمة، الذين طالبوا بإلغاء قرار العفو. وعلى الرغم من استخدام وسائل القمع امتدت التظاهرات في الأيام التالية إلى المدن الأخرى. رئيسة كتلة "بيرو الجديدة" فورنيكا مندوزا اتهمت الرئيس بـ "الخيانة الوطنية العظمى". وكانت مرشحة الرئاسة عن قائمة "الجبهة العريضة للعدالة، الحياة والحرية"، قد شغلت المرتبة الثالثة في انتخابات الرئاسة في عام 2016 ، ودعت انصارها في جولة الانتخابات الثانية الى التصويت لصالح الرئيس الحالي، لتمنع ابنة الدكتاتور السابق من الوصول الى سدة الحكم والآن تتهم مندوزا الرئيس بعقده صفقة مع قاتل فاسد، والعفو عنه، لينقذ الرئيس نفسه ويستمر في حكم البلاد.