مدارات

2018 سنة الانتخابات في بلدان امريكا اللاتينية والبحر الكاريبي

رشيد غويلب
سيكون عام 2018 عام الانتخابات في أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي بامتياز، حيث سيتم انتخاب رؤساء جمهورية جدد في البرازيل وفنزويلا والمكسيك وكولومبيا وباراغواي وكوستاريكا وكوبا. وسيحدد هذا أيضا ما إذا كان بالإمكان الاستمرار في استعادة اليمين المحافظ مواقعهم في المنطقة، أم تتصدر قوى اليسار والوسط والقوى التقدمية المشهد من جديد؟
ونقف في مركز ضوء الانتخابات في البرازيل وفنزويلا. ففي البرازيل يشغل رئيس الجمهورية الاسبق، اليساري إيناسيو لولا دا سيلفا، موقع الصدارة في جميع استطلاعات الرأي المحلية والعالمية. وحتى بعض الصحف اليمنية تمنح القائد النقابي السابق 35 في المائة. ويتمتع منافسه اليميني والعسكري السابق جاير بولسونارو، الذي اهدى صوته، خلال التصويت في البرلمان على عزل رئيسة الجمهورية المنتخبة ديمقراطيا دليما روسيف، الى الدكتاتورية السابقة، 15 في المائة فقط. وهناك مرشحان يمتلكان حظوظا اقل، اما رئيس جمهورية الانقلاب الحالي ميشائيل تامر، فلا تمنحه استطلاعات الراي فرصة تذكر.
وتنتظر فنزويلا انتخابات الرئاسة التي ستجري في العام الحالي، والتي لم تحدد السلطات الانتخابية موعدها بعد. و بالرغم من الازمة الاقتصادية والسياسية الحادة فى البلاد، يمتلك مرشح تحالف اليسار والرئيس الحالي نيكولاوس مادورا حظوظا قوية للفوز ثانية. وتعود اسباب ذلك الى الصراعات الكبيرة بين أطراف تحالف " طاولة الوحدة الديمقراطية" اليميني، الذي يتلقى دعما كبيرا من الخارج، ولكن رصيده الانتخابي في داخل فنزويلا يتضاءل.
لقد كان العام المنصرم عام النقد الحاد دبلوماسيا، واعلاميا للتجربة اليسارية التي بدأها الرئيس الفنزويلي الراحل هوغوشافيز في عام 1999. لقد حاولت المعارضة اليمينية استخدام الاحتجاجات العنيفة لاسقاط حكومة اليسار. لقد استطاع معسكر الحكومة رد هجوم المعارضة بواسطة انتخاب جمعية تأسيسية جديدة، وفق ماينص عليه الدستور النافذ، في حين ركزت المعارضة على فكرة ان الجمعية التأسيسية قوضت سلطة البرلمان. وبغض النظر عن ذلك فقد استطاع اليسارالفوز بحكومة 19 ولاية من اصل 23 ولاية في البلاد، وكذلك 92 في المائة من مجالس البلديات. والعامل الحاسم خلال هذا العام هو مدى تمكن الحكومة من معالجة الأزمة الاقتصادية التي تتكثف بسبب العقوبات الأمريكية.
وفي المكسيك، تنتظر الانتخابات الرئاسية التي ستجري في 1 تموز بفارغ الصبر، ، خاصة وأن هناك حظوظا جيدة لمرشح يسار الوسط أندريس مانويل لوبيز أوبرادور، الذي خسر انتخابات عامي 2006 و 2012، بسبب عمليات التزوير الفاضحة. خصم لوبيز أوبرادور هو خوسيه أنطونيو ميد، الذي يريد الدفاع عن حكومة اليمين المتربعة على عرش السلطة منذأمد بعيد. وهو تكنوقراط عمل اكثر من 20 عاما في ادارة قطاع الاعلام، ولم يسع سابقا الى تبوء منصب سياسي. لا يمتلك ريكاردو انايا اية فرصة للفوز، على الرغم من تمثيله تحالف حزب العمل الوطنى اليمينى وحزب الثورة الديمقراطى يسار الوسط. وجديد الانتخابات القادمة هو اشتراك مرشحة حركة السكان الأصليين (الهنود الحمر) في المكسيك اليسارية ماريا دي خيسوس باتريسيو مارتينيز في السباق الانتخابي.
ستجري انتخابات الرئاسة في كولومبيا في 27 ايار 2018 ، وستكون محطة للتصويت على عملية السلام بين الحكومة والقوات المسلحة الثورية (فارك). وهناك خمسة مرشحين يمتلكون حظوظا للفوز فيها. سيمثل معسكر اليمين المحافظ كل من ايفان دوكى، ونائب الرئيس السابق جيرمان فارغاس ليراس. وهناك ايضا من يسار الوسط عمدة العاصمة السابق، بوغوتا، غوستافو بترو، والحاكم السابق لولاية أنتيوكيا، سيرجيو فاجاردو. ويأتي بعدهم في استطلاعات الرأي امبيرتو دي لا كالي، كبير مفاوضي الحكومة الحالية في مفاوضات السلام مع فارك، التي ستشارك في الانتخابات لأول مرة بعد إن تحولت إلى حزب سياسي يعتمد النضال السلمي.
وفي 19 نيسان ستنتهي الدورة الحالية للجمعية الوطنية في كوبا، وتنتهي الدورة الرئاسية لرئيس الجمهورية الحالي راؤول كاسترو، وبهذا ينتهي دور قيادات الجيل التاريخي للثورة الكوبية.ويمتلك أفضل الفرص لتولي أعلى منصب في الدولة نائب الرئيس الحالي ميغيل دياز كانيل.
وفى باراغوى سينتخب الرئيس الجديد في 22 نيسان. وسيتنافس على الفوز بالموقع كل من ماريو عبده بينيتيز من حزب "كولورادو" اليميني، و إفراين أليغري من جبهة Guasú اليسارية.
وستكون بداية السنة الانتخابية في 4 شباط في كوستاريكا ، وسيتنافس 13 مرشحا، بينهم 3 يمتلكون فرصة الفوز: وخوان دييغو كاسترو، وهو من المتشددين، وممثلان عن نظام الحزبين القائم في البلاد: أنطونيو ألفاريز من حزب التحرير الوطني، و رودولفو بيزا من حزب الوحدة الاجتماعية المسيحية .