المنبرالحر

كيف ومتى اصبحت شيوعيا؟ / احمد حامد

في بداية سنة 1947، وفي بلدة حلبجة، كنا بحكم الجوار متعارفين مع ابناء عائلة الشاعر (علي بابير أغا)، وكنت صديقا لابنه جمال، وكان اخوه الاكبر كمال، طالبا في اعدادية الزراعة في بغداد، ومعه صديق آخر اسمه محمود شريف، الذي كان طالبا في دار المعلمين الريفية، وظهر فيما بعد ان هذين الشابين كانت لهما صلة بالحزب الشيوعي...
وعند عودتهما الى حلبجة اثناء العطلة الصيفية، كانا يحاولان بين الحين والآخر جمع عدد من اليافعين وكنت من ضمنهم، ويروون لنا ما كانا يشاهدان ويسمعان من الاخبار والاحداث عن التظاهرات والاضرابات العمالية، ونشاطات الطلبة الشيوعيين في بغداد، على شكل قصص وروايات بصورة مبسطة ولطيفة، وكانت تحفزنا لسماع المزيد منها.
وتلك كانت البداية التي ربطتني مع عدد من الشيوعيين هناك..اذكر منهم محمد امين اسطة حسن، ومصطفى ملا سعيد وعمر عبد الرحمن. انتقلت عائلتنا الى السليمانية في نهاية عام 1947، ولم اكن اعرف كيف اجد الوسيلة للاتصال بالحزب، الذي كان يعرف حين ذلك ب (حزب التحرر)، وفاجأني في احد الايام، وفي شارع منطقة صابونكران وهي احد احياء السليمانية القديمة، فوجئت بشخص يقول لي: هل قدمت اوراقك الى مدير الثانوية؟ فجاوبته نعم اليوم.
فقال لي: انا من الحزب، تذكرت في الحال، بأن الاستاذ جرجيس يوسف مدرس الرياضيات في متوسطة حلبجة، وكان شيوعيا ايضا، قد قال لي: اذا جاءك احدهم وسألك هذا السؤال، فهو مرسل من الحزب. فاوصلني هذا الرفيق، الذي عرفته فيما بعد بأنه المعلم الراحل عمر علي امين، ربطني ذلك الرفيق مع الرفيق الراحل (مجيد عبد الرزاق ـ مام قادرـ)، وفي نيسان عام 1948 نظمت لاول مرة في خلية حزبية، وهكذا بدأت رحلة العمل الحزبي بين مدن حلبجة والسليمانية وبغداد واربيل، تخللتها فترة سجن لاكثر من 6 سنوات، في سجون بغداد وبعقوبة ونقرة السلمان وكركوك وس?ن السليمانية.
وتنوعت المهام التي كلفت بها مابين الصحافة..التنظيم..العلاقات الوطنية والصحافة والاعلام، ومن ثم امينا عاما في المجلس التنفيذي لمنطقة كوردستان، ومن ثم العودة الى التنظيم واخيرا عضو في لجنة الرقابة المركزية للحزب الشيوعي الكوردستاني.
نعم اصبحت عضوا في الحزب الشيوعي الكوردستاني منذ 30/6/1993 بعد ان اقر المؤتمر الخامس للحزب الشيوعي العراقي، تأسيس الحزب الشيوعي الكوردستاني، أسوة ببقية شيوعيي كوردستان الذين كانوا ضمن تنظيم لجنة اقليم كوردستان للحزب الشيوعي العراقي. ولكن رغم مرور عشرين عاما، فلا زلت أحن الى الحزب الام، الذي رباني وعلمني منذ سنة 1948 كما ذكرت، واتابع عن كثب سياسة ومواقف الحزب من خلال جريدة طريق الشعب والادبيات والمنشورات التي تصلني ومنها مناضل الحزب التي كتبت لها بعض المواضيع ومازالت تنتظر الافراج عنها!
هذا وأظن وكأنني مازلت عضوا في صفوفه، ولذلك أكرر (وراك وراك حتى نهاية العمر)، علما انني كنت مندوبا في جميع مؤتمرات الحزب الشيوعي العراقي، عدا المؤتمر الاول والثاني والرابع.. والى الامام ... الى النصر الاكيد