المنبرالحر

هل يستجيب نظامنا التعليمي لدوافع التعلم في المجتمع؟ / نعمت الاغا

الانسان ودوافع التعلم

تتكون المجتمعات الانسانية من مجاميع من المواطنين، لهم خصائصهم وعاداتهم وتقاليدهم المشتركة، التي هي في تطور وتغيير دائمين، وهذا التغير يختلف في سرعته ومداه بين المجتمعات كما ان له تأثيراته، فأذا حدث بشكل متوازن على جميع جوانب المجتمع، السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية والتعليمية، مر بأمان وبسلام دون حدوث اضطراب، اما اذا اصاب بعض جوانب المجتمع دون غيرها، فهذا يؤدي الى مشكلات متعددة ومتنوعة.

دور التربية في مواجهة المشكلات الاجتماعية

من اجل معرفة دور التربية واساليبه السلوكية، باعتباره محورا مشتركا لكل المشكلات. فمواجهة المشكلات تبدأ بالانسان، وهنا يبدأ دور التربية وتظهر اهميتها للاسباب الآتية:-
1- لان التربية تزيد من وعي الانسان بالمشكلات التي تحيط به وتساعده في كشف اسبابها. وتزيد من تحقق الانطلاقة الحقيقية للقدرات الابداعية في المجتمع.
2- تغرس فيهم قيم وعادات الفكر الناضج، والسلوك السوي، فيساعدهم على فهم المشكلات الاجتماعية.
3- تزود الانسان بالمهارات والمعارف التي تعالج ما يواجههم من مشكلات، وتساعد على تقدم المجتمع ورقيه وتطوره.

مستوى طموح المجتمع:-

ان احتياجات اي مجتمع من التعليم يحددها طموح ابناء ذلك المجتمع فأذا كان طموح المجتمع، يهدف الى اللحاق بركب التقدم، ومسايرة التطورات العلمية والتكنولوجية، والكم المعرفي الهائل الذي جاءت به العولمة، فهذا يعطي صورة رائعة للطموح التي يرسمها المجتمع لمستقبله في ظروفه الآنية، وامكاناته المستقبلية، وهذه الصورة هي التي تحدد الاهداف التي يأمل المجتمع بلوغها. ولهذا ففلسفته التعليمية واهدافه التربوية تشتق من طموحه، فالمجتمع الذي يتصف بمستوى عال من الطموح تزداد احتياجاته التعليمية، وتكون اكثر اتساعا وتنوعا. وهنا يأتي ا?سؤال الاكثر اهمية ما مدى امكانية المجتمع للاستفادة من فرص تعليمية متاحة له، اذا كان 30% من سكانه يعيشون تحت خط الفقر؟ من الامور المعروفة ان كثيرا من العوائل الفقيرة يسحبون ابناءهم خلال السنة الدراسية من مدارسهم او قبل انهاء مرحلتهم الدراسية، ليزجوهم في العمل بهدف الاستفادة منهم في الحياة المعيشية، اضافة لذلك وقبل ثلاث سنوات، اعلن اصحاب القرار في الشأن التعليمي، انهم اضطروا الى ابقاء (700000) طفل خارج التعليم، لعدم قدرة المدارس على استيعابهم، وتركوهم لينضموا بعد سنوات الى جيش الامية الضخم، والبالغ حينذاك سببة ملايين امي.
وتجدر الاشارة الى ان آخر تصريح لوزير التربية بأن حاجة العراق تبلغ سبعة الاف بناية مدرسية متكاملة، وان بغداد لوحدها بحاجة الى ثلاثة الاف بناية مدرسية متكاملة. هذا اضافة لوجود الابنية المدرسية الطينية، ومدارس القصب ومدارس الكرفانات ومدارس الجوادر، وهذه الابنية تعج بالنواقص، كالمرافق الصحية وخزانات الماء والمغاسل، ونقص الرحلات في بعض المدارس مما جعل الطلبة في بعضها يجلسون في ارضية الصف.
والطامة الكبرى ان المواطنين لا يرجون اي خير من استمرار ابنائهم في الدراسة، لان البطالة ستلازمهم، قبل انهاء الدراسة، وبعد حصولهم على شهادة التخرج!!
ان ما يعانيه التعليم هو انعكاس للواقع البائس والمرير لحياة عموم المواطنين العراقيين هذا الواقع المأساوي الذي اصبح علامة مميزة للعراق بوجود وسيطرة حكومة المحاصصة الطائفية البغيضة. ولا حياة كريمة للعراق والعراقيين الا بحلول البديل الافضل المتمثل بالدولة المدنية الديمقراطية دولة القانون والمؤسسات.