المنبرالحر

صورتان للإرهاب الفاشي / سهاد ناجي

صدقا لا اعرف لِمَ تذكرت انقلاب شباط الفاشي عام 1963 حينما قرأت خبرا عن امرأة استلت السلاح لمحاربة الإرهاب، مع اختلاف المقارنة والمسميات فيما بينهما، لكنه الارهاب عينه، وهو أسلوب واحد لقتل وترويع واضطهاد المرأة.
رغم أنني لم أعايش حقبة الانقلاب الفاشي الذي يعد الأكثر دموية في تاريخ العراق الحديث، والذي أطلق عليه «شباط الأسود».
كانت الوحشية عنوان القوى الظلامية التي أرادت خطف الحلم والثورة الفتية من الشعب وانتزاع مكتسبات المرأة، فسعت لاعتقال ومطاردة الشخصيات التقدمية الوطنية رجالا ونساء على حد سواء، حتى غص قصر النهاية والملاعب ومقرات الحرس القومي بالمعتقلين والسجناء الذين عذبوا بحقد ودموية.
لقد قاومت المرأة الانقلاب الى جنب الرجل فاستشهدت العديد منهن في ساحة المعركة، ومنهن الرفيقة مريم رؤوف ألكاظمي وكانت لصرخة زكية خليفة المدوية « الموت للخونة والعملاء « الأثر البالغ في تأجيج وشد أزر الشعب الغاضب لمنع الانقلابين من التقدم.
لم تمتلك النسوة المشاركات في المقاومة السلاح في حين ان الانقلابين كانوا مسلحين بالدبابات والحقد الأسود الذي كان بوصلتهم للتحرك وملاحقتهن، ما جعلهم يكونون كالوحوش او أكثر قسوة عند اعتقالهن وسجنهن وتعذبيهن واغتصاب العشرات أن لم تكن المئات، ولعل بعضهن مازالن يتذكرن ساعات الرعب في تلك الفترة ليومنا هذا.
فتعرضت الحركة النسوية الى انتكاسة حقيقية بسبب القمع والإرهاب، وتمت تصفية قياداتها وكوادرها وسجنهن في جحور كالجرذان، وفصل أخريات من وظائفهن، ومنعت الرابطة من ممارسة العمل.
كانت مقاومة المرأة للانقلاب ألظلامي من اجل التمسك بالحلم والثورة والمكتسبات التي حصلت عليها بنضالها، فما كان من الانقلابين الا أن سرقوا الحلم والثورة بالخديعة والتلون التي يعرف به الإرهابيون.
اليوم يطل علينا الإرهاب بلبوس آخر ويافطة جديدة، وهنا لابد من اليقظة والحذر لكل أساليب الحيلة والغدر الذي يتصف بها الإرهابيون، ولتكن قدوتنا رائدات الحركة النسوية اللواتي لم تثنهن وحشية الفاشيين ولم ترعبهن قسوة الإرهاب ممن خطف مكتسبات المرأة فعدل قانون الاحوال الشخصية تعديلا رجعيا، لتنفض غبار الرجعية وتعاود النشاط بتنظيم الصفوف من اجل تحقيق المساواة والعدالة وتحقيق مكتسبات اكثر.
لتكن محاربة الارهاب اليوم العنوان الاكبر في تنسيق العمل المشترك للمنظمات النسوية العاملة والسعي لرفع الوعي، والتعريف بحقوق المرأة وأحقيتها بالعيش الحر الكريم في البلد الحر السعيد.