المنبرالحر

المرجعية الدينية وقرار البرلمان التقاعدي/ د. محمود القبطان

كل في واد ,المرجعية تطالب البرلمان بعدم منح رواتب تقاعدية لذوي الدرجات الخاصة من نواب البرلمان والوزراء ورؤوساء السلطات الثلاثة ,والبرلمان يصوت على قرار لمنح المذكورين رواتب تقاعد ية أكثر من خيالية. تتباكى الأحزاب الإسلامية السياسية على تبني توصيات المرجعيات الدينية في إدارة الدولة وتتسابق بزياراتها المكوكية لها في النجف الاشرف من جانب ,ومن جانب آخر لا تعمل بما توصيه هذه المرجعيات.الآن وبعدما أن اتفقت الأحزاب المسيطرة على البرلمان على تمرير قانون التقاعد ولم يرفضه صراحة ووقف ضده اثنان من البرلمانيين عرف اسم واحدا منهم وهو صباح ألساعدي,وثمانية ممتنعين(في حكم شعليه ياهو مالتي) أما الباقي من الحضور وافق ليس لانهم أقروا منح الراتب التقاعدي لشرائح معينة فقيرة راتب على أن لا يكون أقل من 400000 دينار,ولكنهم لم يقولوا لماذا يمنح النائب الذي لم يعمل لدى الدولة ولا يوما واحدا راتب تقاعدي لمجرد انتدابه أو انتخابه الى البرلمان لأربعة أعوام براتب عالي جدا ,في حين من عمل في الدولة لعشرات السنين له راتب بالكاد يدبر معيشته به.
بعد فضيحة ظهور التصويت الالكتروني على الشاشات ومن رفض ومن صوت لصالح القرار انبرت الأصوات الكاذبة والنشاز بأنهم سوف يحيلون القرار الى المحكمة الاتحادية لنقضه. ولو صح ذلك فمن هم ال161 الذين صوتوا لصالح القرار؟هذه فضيحة بكل المقاييس للأسباب التالية:
1:عدم التزامها بتوصيات المرجعية الدينية التي لم يمر إلا وذكروها واستأنسوا بآرائها لابل ألزموا أنفسهم بالسير خلفها,وهم كاذبون.
2:لم يمر يوم جمعة إلا وأظهروا الصافي والكربلائي والعيساوي والسامرائي على الفضائيات وما قالوه وطلبوه من أصحاب الشأن في إدارة الدولة,لكنهم كاذبون كعادتهم.
3:مصالح النخبة الفاسدة في الاستحواذ على أموال ليست لهم والعقود والتعيينات في مراكز حساسة في الدولة هي التي جعلتهم أن يديرون بظهورهم على المرجعية ويصادقون على رواتبهم التقاعدية القادمة و لكنهم من جانب آخر أظهروا للشعب العراقي مرجعيات وأحزاب وكتل وفقراء وعاطلين عن العمل وحتى ألاميين,أظهروا إنهم يرفضون كلام الحق والقانون,يكذبون ليلا ونهارا,مصالحهم فوق كل مصالح الشعب العراقي,لا يقبلون بنصائح أحد حتى لو جاءت من أعلى المراجع الدينية.بدأوا يجرجرون بخيبة قرارهم بالموافقة على قانون التقاعد بعدما تعالت الأصوات ضدهم فبدأوا بالكذب على الشارع والمرجعيات الدينية مرة أخرى بأنهم ليسوا مع القرار .

وفي سياق آخر بدأت الإغراءات التي تعطيها بعض الكتل للناخبين,أقدمت ائتلاف الرفاه والسلام ,كتلة جديدة للبرلمان ببيع غرف نوم مريحة و بأقساط مريحة بالتحديد قبيل الانتخابات لتشجيع الشباب على الزواج. يا لها من التفاتة إنسانية و إيمانية لراحة الشباب حيث وصلت الى غرف النوم.

حان الوقت للتغير,لم يعد متسع من الوقت.التسونامي السياسي يجب أن يصل برلمان العراق لتنظيفه من انانييه الذين خيبوا آمال الناخبين الذين صدقوا الوعود العسلية التي أطلقوها لهم .
هكذا يريدون تجهيل الشعب العراقي لدورة ثالثة وربما رابعة كما قالها أحد قادة دولة القانون من على الفضائية العراقية قبل أن يفهم الناخب الانتخابات ومن ينتخب,أي لحين أن يسرقوا العراق بأكمله عندها ليفيق الشعب العراق.
الأديب الكبير الراحل المصري نجيب محفوظ يقول:"إذا لم ينقرض الجهل من بلداننا فسيأتي السياح ليتفرجوا علينا بدل الآثار".هل سوف نتحول الى آثار أم نستيقظ ونقرر؟