المنبرالحر

ألا أني أكلت يوم أكل الثور الأبيض / محمد علي محيي الدين

كثيرا ما ينظر البعض باستغراب عندما أدعو في طروحاتي إلى ضرورة وحدة الكلمة، ولملمة الصفوف، والوحدة الوطنية، وقد يعتبرها آخرون شعارات، وكلمات جوفاء تذروها الرياح، خصوصا ممن رسخت في نفوسهم نزعات وتوجهات محددة،تنظر للأمور من جانب واحد، ناسين أو متناسين أن الجميع ،بمختلف توجهاتهم وأديانهم وقومياتهم وطوائفهم وقناعتهم، يركبون في سفينة واحدة،هي سفينة العراق، وإذا جنحت هذه السفينة للغرق، فلن ينجو منها أحد، بمن فيهم من سعى لإغراقها.
وعندما يدعو الوطنيون الشرفاء إلى الوحدة والتآزر، فهذا مبدأ نشأوا وتربوا عليه، وهو التزام مبدئي كان ديدنهم عبر السنين وأثبت فاعليته، وقد ظهرت أمور ومستجدات في العراق، ما كان أغناه وأغنانا عنها،فهذا البلد المتعدد الأديان والقوميات والطوائف،كان متماسكا وموحدا إلى أقصى حدود التماسك، ولم يكن للفوارق والاختلافات المذهبية أثر في تمزيق نسيجه الاجتماعي ، تنهد سوادي الناطور بصوت مسموع: تريد الصدگ،آنه كل هذا اليصير ما يخش براسي، ومن أسمع بعض الناس فلان كيت وفلتان كيت، ما أرضه وأوگف بوجوهم،ويا ما سو لفتلهم بوكت الميشوم صدام،من عمك چان معميل للأمن، ويوميه يمهم خطار، يوم من الأيام ذبوني بالسجن، وچان ويانه جماعه من حزب الدعوة وشيوعيين وأكراد وچان ويانه واحد من أخوتنه اليزيديه، والربع يستحرمون ياكلون وياه ، المسكين عرف اللي أبالهم ، گام ياكل بماعون وحده، يوم من الأيام أجاني وگالي: عمي أبو حسين، اليوم مديت أيدي بدرام الماي، خاف تريد تصلي، لا تتجدد بهذا الماي، شوف شلون چانت أخلاق العراقيين،واحد يحترم دين الثاني، وشوف البلاوي اللي تصير هاليام: يوم من الأيام الصيادين هجموا على غابة،وگامو يصيدون بالحيوانات، هجت الحيوانات من الغابة، وكلمن شافله زوره وختل بيها، ثلث ثيران وواوي وأسد ختلو بزوره تغطي الخيال،أهناك جاع الأسد التفت للواوي وگاله دبر لي عشاي وعشاك،هاي الثيران تأكل حشيش وآنه وياك ما نأكل غير اللحم، أجه الواوي للثور الأحمر والثور الأسود، وگاللهن أنه وياچن والأسد نفس اللون، والثور الأبيض لونه مفضوح،وخاف يجي صياد ويشوفه ويكتلنه لو نخلي الأسد ياكله، قبلوا گام الأسد چفت الثور الأبيض وبلش بيه هوه والواوي، أهناك خلص اللحم مال الثور وجاع الأسد، راح الواوي للثور الأحمر وعاد عليه نفس القوا نه،قبل الثور الأحمر،الأسد والواوي أكلن الثور الأسود،بعد أيام جاع الأسد التفت للواوي، گاله الواوي ظل وحده شتتني بيه، هجم عليه راد ياكله، الثور گال للأسد (أنه أدري بروحي نوكلت بيوم أنوكل الثور الأبيض).. عاد ولا أحنه، إذا ظلينه متفرقين تره يأكلنه الواوي... وأنتم تعرفون الواوي شلون حيال!