المنبرالحر

الذكرى ال 80 لميلاد الحزب الشيوعي العراقي/ مهدي المولى

لا شك ان الاحتفال بميلاد الحزب الشيوعي العراقي يعني الاحتفال بالأمل بالتفاؤل بالمستقبل الزاهر للعراق والعراقيين لانه حزب كل العراق وكل العراقيين وخاصة الجماهير الواسعة من العراقيين بكل اطيافهم واعراقهم ، فلا تجد قرية مدينة محافظة في كل العراق الا وهناك خلية للحزب او مؤيد للحزب ولا تجد دين مذهب قومية طائفة الا وفيها من ينتمي او مؤيد الى الحزب الشيوعي العراقي او يؤيدونه.
انه الحزب الوحيد الذي يمثل كل العراقيين فوجوده يعني وجود الشعب والوطن ووجود الشعب والوطن يعني وجود الحزب الشيوعي وهذا هو سر بقاء الحزب الشيوعي وهذا هو سر عدم موت الحزب الشيوعي فهل يموت الشعب والعراق انه الوطن والشعب.
احزاب كثيرة ولدت وماتت وتولد احزاب وتموت ايضا لانها تمثل فئة تمثل فترة زمنية فمجرد زوال تلك الفترة وتلك الظروف تزول تلك الاحزاب وتموت، اما الحزب الشيوعي فانه يمثل امل وطموحات وصوت وصرخات الناس الطيبة المتعبة.
من مميزات الحزب الشيوعي العراقي انه ليس ضد اي حزب مهما كانت وجهات نظره وبرنامجه بشرط ان يحترم اراء ووجهات نظر الاخرين، فمثلا انه ساهم في تأسيس الحزب الديمقراطي الكردستاني ووقف الى جانب حزب البعث عندما تأسس في العراق وايد الاحزاب الاسلامية ومنها حزب الدعوة رغم ان هذه الاحزاب أسست من اجل القضاء على الحزب الشيوعي العراقي.
فالحزب الشيوعي في كل تاريخه كان هدفه خلق وصنع وطن حر وشعب سعيد عراق تعددي مستقل ديمقراطي فكل ما حصل عليه الشعب العراقي من خير كان نتيجة لتضحياته فكان كل الذي يريده حكومة تخدم الشعب تخدم كل العراقيين يختارها الشعب بحرية وقناعة ذاتية، فكان مع كل من يسعى الى ذلك فكان دائما يقف مع كل من هدفه دعم وترسيخ الديمقراطية والتعددية يعني حكم الشعب حيث وقف الى جانب ثورة 14 تموز وحكم الزعيم عبد الكريم لأنه وطني وهدفه خدمة الجماهير ودافع عن الثورة وزعيمها بقوة وعزيمة حيث تصدى بقوة لقوى الظلام والعبودية ، فقدم من الارواح ومن الدماء وهو مسرور لم يصبه الملل ولا اليأس كان على يقين بانتصار الشعب ، فكان يرى في تلك الدماء وتلك الارواح هي التي تنضج الظروف وما تحقق للعراقيين من بعض الحقوق الانسانية الا نتيجة لتلك التضحيات. كان صوت الشعب وصرخته ودرعه الواقي في صد ضربات اعدائه.
ان الشعوب اذا علمت كريمة تحيا بما تفدى وفي ما تفتدي
وهكذا كانت مسيرة الحزب الشيوعي الطويلة مادا يده لكل من يريد الخير للعراق والعراقيين وفي نفس الوقت جعل من نفسه درعا لحماية الشعب من ضربات اعدائه.
فالحزب الشيوعي لم يكن من مجموعة هدفها الوصول الى الحكم باي طريقة من الطرق ومن ثم التنعم بمميزاته على حساب الاخرين بل كان مدرسة لصناعة الثقافة والقيم الانسانية وصناعة الانسان الناكر لذاته المضحي للآخرين وهذه حقيقة اعترف بها اعداء الحزب قبل محبيه.
فالشيوعي معروف بثقافته الواسعة وبتضحيته ونزاهته واخلاصه.
قال احد المثقفين :
ان الحزب الشيوعي العراقي هو مدرسة الثقافة العراقية وله تأثير كبير في مسيرة العراق الثقافية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية واي تحول حدث او يحدث في العراق كان نتيجة لما يقدمه الحزب الشيوعي من ثقافة ومن تضحية.
لهذا ليس عجبا عندما يستهدف الشيوعيون ويتهمون بتهم عجيبة غريبة لا تمت لهم باي صلة بل انها من صفات اولئك الذين يعادون الشيوعيين، والسبب لانهم ضمير الشعب وطليعته المتنورة وصوته الصادق لم يسرقوا ولم يساوموا ولم تتلطخ اياديهم بدماء العراقيين انهم امل هذا الشعب ومصدر قوته انهم من الشعب والى الشعب ومن اجله صامدون.
منذ ان بدأ الانسان يعي بدأ يفكر ويحلم في الحياة السعيدة الكريمة وبدا يتحدى الصعاب من اجل تحقيق ذلك الهدف لا شك ان هذا التفكير والحلم لم يشمل كل البشر بل شمل مجموعة قليلة وبتحدي هذه المجموعة القليلة بدأت الحياة تتغير وتتطور وبدا الانسان ينال بعض حقوقه الانسانية فهم ورثة نضال وتضحيات كل اولئك وكل نقطة ضوء في تاريخ الانسانية
فهم ورثة صرخة ابي ذر الفقر كفر
فهم ورثة صرخة الامام علي لو كان الفقر رجلا لقتلته
وهم ورثة صرخة عمر بن الخطاب لو عثرت شاة في اقصى سواد العراق لكنت مسئولا عنها
وهم ورثة صرخة الحسين كونوا احرارا في دنياكم
قال صاحبي انهم ضد الدين
والله انهم اهل الدين لكنهم ضد الذين يتاجرون بالدين ضد الممارسات المنافية للدين لبعض رجال الدين
قال لكن هناك من يتهمهم بالكفر والخروج على القيم والاخلاق
واي نبي واي انسان مجدد لم يتهم بهذه التهم
الم يتهم الرسول محمد بمفسد الشباب ومفرق الجماعة
واتهم الامام علي بالكفر وانه لا يصلي رغم انهم ذبحوه وهو يصلي في بيت الله واعتبروا ذبحه انتصارا لله
وذبح الخليفة عمر ابن الخطاب لعدله لا شك ان المجموعة التي اتهمت الرسول محمد بالفساد وسمته والتي ذبحت الخليفة عمر بن الخطاب وذبحت الامام علي وذبحت الحسين وكفرت كل اهل الفكر والعدل واليوم تذبح بالعراقيين لانهم اختاروا الديمقراطية والتعددية هم فئة واحدة واتجاههم واحد ودينهم واحد.