المنبرالحر

رجاءً.. اجعلوا الانتخابات شهرية! / مرتضى عبد الحميد

يتداول الناس هذه الأيام افكاراً ومقترحات جديدة، من وحي الحاجة طبعاً، والحاجة أم الاختراع كما يقال. وهي من ناحية ثانية ستظهر وجه العراق الناصع وتجعله متميزاً بين كل دول العالم كما هو شأنه دائماً.
من أهم هذه المقترحات، أن نجعل من الانتخابات مناسبة سعيدة للجميع، للناخب والمُنتخبْ، عن طريق إجرائها شهرياً. ولتسهيل تطبيق هذا المقترح، من الممكن أن تكون انتخابات مجالس النواب في شهر، وفي الشهر الذي يليه تجري انتخابات مجالس المحافظات، وهكذا إلى يوم يبعثون. والأسباب الوجيهة التي يقدمونها لتبرير هذا الطلب أو المقترح، هي حصول الناس على مكرمات كثيرة وهدايا وفيرة، تبدأ من الصوبات والبطانيات، ولا تنتهي عند توزيع المبالغ النقدية، كل حسب كرمه، ولكل حسب أهميته. كما أن التعيينات والوعود بالوظائف الدسمة، ستكون سوقها رائجة، سيما وان البطالة أناخت بكلكلها على الخريجين من الشباب وغيرهم. وما يلفت النظر ويحظى بأعجاب الجميع أن الخدمات من كهرباء وماء وصحة وتعليم ونقل وسكن..الخ لا يتذكرها احد من المسؤولين، عندما يصل إلى موقع المسؤولية، لكنه يتذكرها جيداً عندما تكون هناك انتخابات للبرلمان أو لمجالس المحافظات، ولذلك تراه يستنفر كل طاقاته ويستخدم كل صلاحياته ويوقظ ضميره الذي غفا على وسادة الفساد والاستهتار بمصالح الناس طيلة الأربع سنوات الماضية لتوفير جزء منها على الأقل، حتى ولو لفترة قصيرة لكي يستطيع من خلالها خداعهم مرة أخرى ليعيدوا انتخابه وتكرار المهزلة من جديد. لذلك نرى الطاقة الكهربائية تتحسن وبعض المجاري تفتح رغم وجود صخرة الأستاذ عبعوب المباركة، والشوارع تبلط، والمرشحون يظهرون بمنتهى التواضع في علاقاتهم الاجتماعية، فيحّيون الصغير قبل الكبير، ومعها تلك الابتسامة العريضة التي تجعل الفم يصل إلى الأذنين، أو قريباً منهما، حتى وان كان وجه المرشح متجهماً، ومرتدياً أكثر من قناع طيلة الفترة السابقة، وربما طيلة حياته كلها.
فأي نعيم، وأية سعادة يعيش فيها العراقيون، قبل الانتخابات بشهر أو بشهرين، وأي ضيم وتعاسة يعيشونها بعد الانتخابات.
لهذه الأسباب مجتمعة، أرى أن هذا المقترح عادل ومنصف تماماً، وباستطاعة القادة الأشاوس تحقيقه بسهولة لكي يكون بمقدور طائر السعادة التحليق في سماء العراق وان كانت داكنة!
إذا لم تستطيعوا تقديم شيء مفيد لشعبكم، وبمن وضع ثقته فيكم وانتخبكم، فلا بأس أن تدرسوا هذا المقترح العملي، وتتفقون على تنفيذه بأسرع وقت.