المنبرالحر

التصويت لصالح التحالف المدني الديمقراطي (232) الخيار الوحيد المتاح للتغيير / زهير ضياء الدين

سنوات عشر عجاف مرت على العملية السياسية البائسة في العراق ثبت خلالها بالدليل القاطع فشل من تصدر خلالها للسلطة والمسؤولية في جميع الملفات بدءًاً ببناء مؤسسات الدولة ومروراً بملفات أمن الدولة والمجتمع وتوفير الخدمات والبناء الإقتصادي وأخيراً الإخفاقات في بناء الأنسان الذي يجب أن يشعر بالسعادة والكرامة والعيش الرغيد وسيادة العدالة الإجتماعية من خلال ضمان وحماية جميع حقوقه التي نص عليها الدستور .
والآن حيث تتاح أمام المواطن فرصة ذهبية للتغيير يستطيع من خلالها إيصال من يمثلون مصالحه الحقيقية بعيداً عن كل الإستقطابات السلبية التي إنساق لها وأوصلت العراق الى ما هو عليه بحيث أصبح المتصدر على المستوى العالمي في الفساد والإرهاب وتردي الخدمات والبيئة والأمية وخنق حرية التعبير وحرية الصحافة ... إلخ .فالمطلوب الآن من كل عراقي أن يكون له موقف شجاع وجريء موقف تأريخي يسجل له من خلاله تجرده من كل الترسبات السلبية التي سيطرت على تفكيره وسلوكه وتعامله مع الحياة بجميع جوانبها، موقف يحرره من كل ما يشده الى أفكار تسببت في الكارثة التي نعيشها الآن وذلك عبر التصويت لصالح الشخص الذي سيمثله فعلاً عند وصوله الى مجلس النواب ولا يكون أسير الجشع والطمع والأستحواذ على المال العام، من خلال موقعه الذي أوصله إليه الناخبين، الذين هم بأمس الحاجة الى ان تكون أصوات مرشحيهم وطاقاتهم وفاعليتهم تنصب في خدمة من صوت لهم فقط، من أجل تقليل آلامهم ومعاناتهم، ونقلهم كبقية البشر الى الحياة الرغيدة التي تمكنهم من الأحساس بإنسانيتهم، وتبعد عنهم الوحوش الكاسرة التي لا هم لهم سوى تحقيق مصالحهم الذاتية عبر إستخدام كل ما هو غير مشروع .
ومن خلال إستعراض البرامج الإنتخابية للقوائم التي تتنافس لأشغال مقاعد مجلس النواب يجب أن لا ننسى أن نفس تلك البرامج والشعارات تبنتها نفس القوائم في الإنتخابات السابقة إلا أنها سرعان ما تخلت عنها وتفرغت لمصالحها الذاتية والفئوية بعيداً عن هموم المواطنين ومعاناتهم بمجرد إشغالهم لمقاعد المجلس بأصواتهم أو بأصوات غيرهم .
لذلك يجب أن لا ننخدع مجدداً بتلك الشعارات التي تريد تضليلنا وإستغفالنا، وأن نكون دقيقين جداً في التصويت لمن يمثلنا فعلاً، ويحرص على مصالحنا، آخذين بنظر الإعتبار الممارسات والمواقف الفعلية للنواب السابقين، وكتلهم السياسية، في ممارستهم العقلية للمسؤولية . هنا يرد السؤال الكبير لمن يجب أن نعطي أصواتنا بحيث لا نندم مجدداً؟ . للإجابة على هذا السؤال يجب أن نستعرض سيرة العملية السياسية في العراق بعد سقوط النظام، ونضع أمامنا من أستلم زمام المسؤولية فيها عبر ثلاث دورات إنتخابية، وما حققته هذه الكتل لخدمة العراقيين وتوفير ضروف أفضل لحياتهم بحيث يشعر المواطن بإنسانيته وكرامته وتحقيق العدالة الإجتماعية للجميع، ومدى التزام القوى بما ورد في الدستور من حقوق للمواطنين كتبوها بأنفسهم، لا شك إن من ينظر الى ما تحقق يصاب بصدمة حيث لا يشاهد إلا لوحة سوداء مضرجة بالدماء، وبكل ما يشير الى التخلف والحرمان وهنا يطرح (التحالف المدني الديمقراطي) نفسه بقوة، كقوة أنبثقت من رحم معاناة المواطنين، يتبنى بناء الدولة المدنية دولة المؤسسات التي يكون فيها القانون سيداً على الجميع بدون إستثناء، هدفها الأول والأخير يتمثل بوقف معاناة المواطنين وتجسيد إنسانيتهم ومن بين أهم الدلائل على ذلك، عدم وجود أي من المرشحين ضمن هذا التحالف قد تلوث بالفساد فهو بحق تحالف ذوي الأيادي النظيفة، ويضم بين صفوفه إضافة للنزاهة، أصحاب الكفاءات، فعلى سبيل المثال تضم قائمة التحالف في بغداد المكونة من (123) مرشح (19) من حملة شهادة الدكتوراه و (4) من حملة شهادة الماجستير وضمت (12) شاباً دون سن الأربعين فالشباب هم بناة المستقبل .
من الضروري أن نذكر وجود حالات اليأس من العملية السياسية، أو عدم الشعور بالمسؤولية من قبل البعض، مما يصب في مصلحة من يريدون الإبقاء على واقع الحال، ويجب على كل عراقي يحق له التصويت، أن ينتفض ويحسم أمره بوجوب المشاركة في التصويت، وإبتداءً إستلام البطاقات الألكترونية التي تخوله حق التصويت له ولأفراد عائلته وأن يكون كل منا عنصراً إيجابياً وفاعلاً في هذا المجال، ويحث عائلته وأقاربه وأصدقائه وجميع أفراد المجتمع في كل فرصة سانحة، لحث الجميع على المشاركة الفاعلة في التصويت لتحقيق التغيير بالإتجاه الإيجابي الذي ينشده الجميع ، وكما أسلفنا يجب أن نعرف قيمة وأهمية الصوت الذي يدلي به كل مواطن، وأن نستخدم هذا الحق بمسؤولية عالية تتناسب مع ما يجسده من فاعلية في عملية التغيير التي يطمح لها جميع العراقيين . ونؤكد ما أسلفناه من أن التصويت لصالح مرشحي التحالف المدني الديمقراطي هو الخيار الوحيد المتاح للتغيير