المنبرالحر

عام 2014 اربيل عاصمة السياحة العربية / عدنان منشد

لم يأت قرار الجامعة العربية حول تكريس اربيل عاصمة سياحية للوطن العربي من فراغ لعامنا الراهن، ان لم يكن وراءها تحديات واستشرافات، خصوصا ونحن في العقد الثاني من القرن الحادي والعشرين.. ومع ان المناسبة دورية ويتم تنفيذها كل عام في احدى العواصم العربية، الا ان هذا الحدث يثير فينا العديد من الاسئلة والاشكاليات امام المشهد السياسي الراهن في العراق، بعد ان عد هذا القرار تكريما وتشريفا لاربيل عاصمة اقليم كردستان، واحياء لدورها الرائد في تجميع النضالات الكردية والعراقية ضد الديكتاتوريات الغاشمة في سماء هذا الوطن، ع?ى اختلاف الملل والنحل والاعراف والاثنيات والحزبيات وهو في تقديري وسام استحقاق لتضحيات ابنائها ومناضليها ومثقفيها منذ عقود طويلة خلت.
نحن العراقيون الان مغمورون بالفرح لهذه المناسبة التي تعيد مشهد البهجة والالق لصورة العاصمة اربيل الكردستانية التي شوهتها حرب الديكتاتوريات الطويلة، فاربيل مدينة مميزة بالنضال الوطني، والطبيعة الخلابة والابداع الثقافي الحضري، وهي ملتقى لعدد كبير من المثقفين العرب والاجانب من امثال كريم مروة وادونيس واحمد بدرخان ومحمود حميدة وعباس بيضون وابراهيم تاتلس وميادة الحناوي وسمير غانم.
كلما زرت هذه العاصمة في اوقات متباعدة اجدهم في مرابعها وازقتها وقلعتها وحواريها، حيث شكلت اربيل منذ فجر انتفاضتها في مطلع التسعينيات من القرن الماضي واحة منعشة للثقافة العصرية العراقية والحوار الديمقراطي. اما صغر حجمها جغرافيا وبشريا ضمن الاقليم او ضمن تضاريس الخارطة العراقية، فلم يقلل البتة من دورها المميز في التواصل الثقافي بين العراق ودول العالم، عبر مختلف وسائل الاعلام والثقافة والنشر والسياحة ذات الحضور الدائم فيها.
مرحى لاربيل حينما تكون سياحتها الراهنة انموذجا متقدما لعموم السياحية العربية، وهذا هو الفخر لكافة العراقيين والعرب من بلدان الجوار، حينما تقرن هذه العاصمة بالثقافة السياحة الكوكبية المتعددة المصادر والاتجاهات وحقول المعرفة الانسانية.