المنبرالحر

متى يستعيد المعلم موقعه في المجتمع؟ / كاطع الخزعلي

في ستينيات القرن الماضي كانت شريحة المعلمين وحسب التصنيف الطبقي تقع في أعلى السلم الوسطي في المجتمع العراقي وكثير من المعلمين يمتلك في بيته مكتبة تضم كتب تأريخية وفنية وفلسفية ما يمكنه من امتلاك ثقافة واسعة تؤهله لنيل الجوائز العينية والمادية عند إشتراكه في المسابقات التي كانت تقام في المدارس آنذاك، إضافة لكونه ملماً بالمناهج الدراسية التي تقع ضمن إختصاصه، يرافق ذلك الاهتمام بالأناقة والمظهر الخارجي وأرتدائه الزي الرسمي وكأنه في يوم عيد عند التوجه الى مدرسته، ويشتغل وقت الدرس لشرح المادة وإيصال المعلومات لطلاب مع غرس الروح الوطنية فيهم ومعاملتهم كأبناء له ويبادلوه الطاعة والاحترام بأعتباره قدوتهم الحسنة، ورغم ظروفه المعيشية الجيدة في ذلك الوقت الا انه طالب إنجاز الى أبناء شعبه الفقراء والمظلومين ويتقدم التظاهرات والاعتصامات المطالبة بحقوقهم المشروعة ومن الطبيعي أن تجد المعلمين يشكلون نسبة كبيرة في تنظيمات الأحزاب الوطنية وكغيرها من شرائح المجتمع العراقي.
عانت شريحة المعلمين وتعرضت للظلم والاضطهاد في ظل النظام البائد وتحديداً في فترات الحروب الهمجية وبقاؤهم فترات طويلة في الخدمة العسكرية ما ادى الى إنقطاعهم وعدم تواصلهم مع المناهج الدراسية من جهة ووقوعهم تحت إمرة عسكريين أقل ثقافة منهم من الجهة الأخرى، وما زاد الوضع سوءً على المعلمين فترة الحصار التي أجبرت الكثير منهم على ترك التعليم لتدني الراتب الشهري الذي اصبح يعادل سعر طبقة بيض واحدة، ومزاولة أعمال أخرى لتأمين لقمة العيش لعوائلهم كقيادة سيارات الأجرة أو بيع السكائر على الأرصفة ما ترك آثاراً سلبية على وضعهم النفسي كشعورهم بفقدان الهيبة أمام طلابهم.
والآن وبعد مرور اكثر من عشر سنوات على سقوط النظام الدكتاتوري ورغم ان الدولة لم تنصفهم بأعطائهم الرواتب المجزية وعدم فتح منافذ للتسوق خاصة بهم كما كان معمولاً به سابقاً ليعيشوا عيشة كريمة تليق بهم باعتبارهم صانعي اجيال المستقبل لكنهم مطالبون بالتخلص من الآثار السلبية والعودة لأخذ موقعهم اللائق والمؤثر في المجتمع وامتلاك الثقافة العلمية العالية وغرسها في طلابهم كما كانوا في السابق، والأهم من هذا مشاركتهم الفعالة في الانتخابات البرلمانية القادمة ومساهمتهم في تغيير من فشلوا في ممارسة الارهاب والقضاء على الفساد وتقديم الخدمات للمواطنين واختيار المرشحين الوطنيين المخلصين والساعين لبناء الدولة المدنية دولة العدالة الاجتماعة بعيدة عن التعصب القومي والطائفي وبدون أدنى شك ان هؤلاء المرشحين تضمهم قائمة التحالف المدني الديمقراطي.